سواء كان المؤذن هو من يقدم من ينوب عن الإمام، أو ارتضت جماعة المسجد شخصا يؤمهم في تلك الحال، فالأمر في ذلك واسع، على أن ينتظم أمر المسجد، ولا يحصل نزاع ولا شقاق، وتقام الصلاة بالناس على الوجه المشروع، ويؤم الناس أقرؤهم، وأولاهم بالإمامة في غيبة الإمام الراتب.

إذا كان المصلون متباعدين في الصف، بسبب إجراءات الاحتراز من الوباء، فلم يبق معنى للمنع من الصلاة بين السواري، ولا كراهة في الصف بينها في هذه الحال.

لا حرج في الانفراد خلف الصف لعذر، كأن يجد الصف مكتملا، وواجبات الصلاة- عموما- تسقط بالعذر. وعليه؛ فمن خشي الإصابة بالمرض أو الإصابة بوباء كورونا، فصلى منفردا خلف الصف: فصلاته صحيحة؛ لأنه إن ترك واجبا؛ فقد تركه لعذر.

إذا كان هذا المسجد هو الوحيد في المنطقة، فإن أهل الحي مأمورون بتعميره وإقامة الصلوات فيه، فالأولى في هذه الحال رفع الأذان، وانتظار حضور المصلين الانتظار المعتاد. فإذا لم يأت أحد جاز الرجوع إلى البيت والصلاة جماعة فيه؛ لأنها أفضل من الصلاة منفردا في المسجد.

لا يجوز أن تمنع جدك الذي يعاني من ضعف في السمع والبصر من حضور صلاة الجماعة؛ بل عليك أن تعينه وترشده إلى ما يسهّل عليه سماع صلاة الإمام ومتابعته، بإرشاده إلى التبكير إلى الجماعة حتى يقترب من الإمام أو من مكبر الصوت إن وجد، وأن ترافقه إن استطعت فترشده وتعينه.