0 / 0

( لا يفتح القبر لشقيّ يوم الأربعاء ) كلام لا أصل له

السؤال: 184887

ما صحة القول الآتي : لا يفتح القبر لشقي يوم الأربعاء ؟ هل هو حديث أم حكمة ؟ أم ماذا ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

لا نعرف حديثا بهذا اللفظ ولا بمعناه عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا عن أحد من صحابته رضي الله عنهم ، ولا عن أحد من السلف .
ومعناه على كل وجه محتمل فيه لا يصح :
– فإن كان معناه النهي عن دفن الأشقياء يوم الأربعاء وحفر القبور لهم ، فهو معنى باطل ؛ لأن أحدا من الناس لا يعلم على سبيل القطع والجزم إذا كان هذا المقبور شقيا أو سعيدا ؛ فإن علم ذلك عند الله وحده ، ولا يزال الناس يدفنون موتاهم ، سواء كانوا صلحاء أو أشقياء يوم الأربعاء أو غيره من الأيام .
– وإن كان معناه أن القبر يأبى أن يُفتح لُيدفن فيه الشقي يوم الأربعاء خاصة ، فمعنى باطل أيضا ، ولا يزال الأشقياء الخاسرون من المشركين وغيرهم ، يدفنون في كل يوم من أيام الأسبوع ، سواء الأربعاء أو غيره .
– وإن كان معناه بيان فضل الدفن يوم الأربعاء خاصة من بين أيام الأسبوع ، وأن من فضائله أنه لا يدفن فيه شقي ، فهذا أيضا مما لا دليل عليه ، بل لا أصل له .
– أو كان معناه العكس ؛ لحديث ( يوم الأربعاء يوم نحس مستمر ) فقول باطل أيضا ، والحديث موضوع ، انظر : “الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة” (ص 438) .
– وإن كان ذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم دفن ليلة الأربعاء – على قول الجمهور – فتعليل باطل ؛ إذ لا علاقة بين دفن النبي صلى الله عليه وسلم ودفن غيره ، سواء كان شقيا أو سعيدا ، ولا شك أن كثيرا من الأشقياء قد دفنوا في ذات الوقت الذي دفن فيه النبي صلى الله عليه وسلم .

والمقصود أن هذا الكلام ليس بحديث أصلا ، ولا هو قول سلفي محفوظ ، ولا هو صحيح المعنى أيضا .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android