0 / 0
27,35301/02/2012

هل يقال : ” القرآن المقدس ” ؟

السؤال: 176046

سؤالي هو أني سمعت في محاضرة : أننا ليس من الضروري علينا أن نقول حين نشير إلى القرآن " القران المقدس " ، لأن الله ، ولا رسوله صلى الله عليه وسلم قالوا مثل هذا ؛ لذا فسؤالي ما حكم قولنا : " القرآن المقدس " ؟ أم إنه من الأفضل أن نقول " القرآن الكريم " ؟ جزاكم الله خيراً .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

لا حرج في وصف القرآن الكريم بأنه مقدس ؛ لأن التقديس هاهنا بمعنى التطهير ، والقُدْس فيِ كَلاَم العَرَب الطَّهَارَةُ .
قَالَ الأَزهري رحمه الله : " القُدُّوس – من أسماء الله – : الطَاهِرُ المُنَزَّه عَنِ العُيوب والنَّقائص " .
والتَقْدِيس : التَّطْهِير . وتَقَدَّس أَي تطهَّر .
راجع : "لسان العرب" (6/168- 169)
وقال ابن جرير رحمه الله :
" التقديس هو التطهير والتعظيم ، ومنه قولهم :" سُبُّوح قُدُّوس " ، يعني بقولهم :" سُبوح "، تنزيه لله ، وبقولهم: " قُدوسٌ "، طهارةٌ له وتعظيم . ولذلك قيل للأرض : " أرض مُقدسة " ، يعني بذلك المطهرة . فمعنى قول الملائكة إذًا : " ونحن نسبِّح بحمدك " ننزهك ونبرئك مما يضيفه إليك أهلُ الشرك بك ، ونصلي لك ." ونقدس لك " ، ننسبك إلى ما هو من صفاتك ، من الطهارة من الأدناس وما أضاف إليك أهل الكفر بك " انتهى .
"تفسير الطبري" (1/ 475)

ولكن الأولى أن نصف القرآن بما وصفه الله تعالى به ، كما قال عز وجل : ( تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُبِين ) الحجر/ 1 ( وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ) الحجر/ 87
( كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ ) ص/ 29 ، ( يس * وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ ) يس/ 1، 2 ، ( إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ ) الواقعة/ 77 ، ( بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ ) البروج/ 21

ولا يطلق في حق القرآن على سبيل اللقب والتسمية : " القرآن المقدس" ؛ لئلا نضاهي النصارى الذين يطلقون على كتابهم المحرف المبدل : " الكتاب المقدس " .

فإذا قيل : هل القرآن كتاب مقدس ؟
قلنا : نعم ، وهو أولى وأحق بالتقديس والتطهير والتنزيه من كل كتاب ، ولكننا لا نطلق عليه : ( الكتاب المقدس ) أو ( القرآن المقدس ) ؛ لئلا نشبه النصارى في ذلك ، وإن كان يوصف بذلك : أنه مقدس ، أي : مطهر ، وإنما يطلق عليه ما سماه الله ووصفه به ؛ فيقال : قرآن مبين ، قرآن حكيم ، قرآن كريم ، قرآن مجيد .

والله أعلم

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android