هل صحيح أن الحجاج بن يوسف ختم أعناق الصحابه ليذلهم ؟
فالحاصل : أننا لا نجزم بصحة هذه الأخبار ، وفي الوقت نفسه لا نقطع بكذبها ؛ فلا يستعبد حصولها لأنها لا تتعارض مع ما اشتهر عن الحجاج من الجرأة على الدماء ، وعدم احترامه لأعلام الأمة وإلحاقه الأذى بهم ، كما فعل بعبد الله بن الزبير رضي الله عنه ، وبسعيد بن جبير رحمه الله تعالى ، وكل ذلك لأجل تثبيت حكم بني أمية ، ومبالغة منه في سعيه لحفظ هيبة خلفائها . ويتأيد هذا بما رواه ابن حبان في " الثقات " ( 4 / 40 ) بسند ظاهره الصحة : " عَن أَزْهَر بْن عَبْد الله قَالَ : كنت فِي الْخَيل الَّذين سبوا أنس بْن مَالك ، وَكَانَ فِيمَن يؤلب على الْحجَّاج ، وَكَانَ مَعَ عَبْد الرَّحْمَن بْن الْأَشْعَث ، فوسم فِي يَده : "عَتيق الْحجَّاج" !! فَقَالَ : لَوْلَا أَنَّك خدمت رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم لضَرَبْت عُنُقك " ورواه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 9 / 372 ) . وهذا الختم جاء في بعض الروايات أنه عبارة عن خيط فيه رصاص ، انظر كتاب " المحن " لأبي العرب التميمي ( ص 334 ) . ويحتمل أن يكون المراد به هو " الوسم " كما في رواية ابن حبان السابقة ، والوسم في اللغة هو الكي بحديدة تترك أثر علامة ، أو كتابة ، على مكان الكيّ . ولمعرفة موقف أهل العلم من الحجاج بن يوسف الثقفي راجع الفتوى رقم : ( 144424 ) . والله أعلم .