إذا كان الأمر كما ذكرت ، فينبغي للزوج أن يفي بوعده لك ، وأن يحضر لك ملابس جديدة  ، بدلا عن هذه الملابس .
 وينبغي أن تلتمسي له العذر في تصرفه ، فربما شعر بالحرج من استرجاعها ، أو رأتها  أخته وتعلقت نفسها بها ونحو ذلك من الأعذار . 
 والأصل أن تبنى الحياة الزوجية على المودة والرحمة ، والتسامح والتغافر ، فليس هناك  الزوج الكامل ، ولا الزوجة الكاملة ، وكل معرّض للخطأ ، وإنما تجمُل الحياة  بالتغاضي عن الزلات ، والتعالي على الهفوات ، والتماس الأعذار .
 وزوجك مأجور إن شاء الله في صلة رحمه ، وأنت لك أجر كذلك إن صبرت واحتسبت ، وأحببت  الخير لغيرك كما تحبينه لنفسك .
 وهذا المتصدق المحسن يرجى له من الله تعالى الإكرام والجزاء الحسن والبركة في المال  ، وهذا كله يعود عليك بالخير والنفع بإذن الله .
 فنوصيك أيتها الأخت الفاضلة بالصبر والاحتساب ، والتلطف في طلب حاجاتك ومنافعك ،  وعدم إرهاق الزوج بها ، كما نوصيه هو بالإحسان إليك وإلى أولاده ، وتوفير ما  تحتاجون إليه ، وأن يعلم أن ما ينفقه عليكم من مأكل ومشرب وملبس له أجره عند الله  تعالى ، إن احتسب ذلك عنده ، كما قال صلى الله عليه وسلم : ( إِذَا أَنْفَقَ  الْمُسْلِمُ نَفَقَةً عَلَى أَهْلِهِ وَهُوَ يَحْتَسِبُهَا كَانَتْ لَهُ صَدَقَةً ) رواه البخاري (5351) ومسلم (1002).
 وقال صلى الله عليه وسلم : ( دِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَدِينَارٌ  أَنْفَقْتَهُ فِي رَقَبَةٍ وَدِينَارٌ تَصَدَّقْتَ بِهِ عَلَى مِسْكِينٍ وَدِينَارٌ  أَنْفَقْتَهُ عَلَى أَهْلِكَ : أَعْظَمُهَا أَجْرًا الَّذِي أَنْفَقْتَهُ عَلَى  أَهْلِكَ ) رواه مسلم (995).
 ومعنى قوله : ( وَدِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ فِي رَقَبَةٍ ) أي في تحرير رقبة ، عبد أو  أمة .
فهذا الحديث العظيم مما يشجع الزوج على الإنفاق على زوجته وأولاده ، ويرغبه في ذلك ، لأن نفقته عليهم أعظم أجرا من النفقة في سبيل الله وعلى المساكين .
نسأل الله تعالى أن يصلح أحوالكما ، وأن يبارك في مالكما ويوسع لكما في رزقكما .
 والله أعلم .