0 / 0
8,91813/06/2000

صمود الإسلام بالرغم من انشقاقات المبتدعة

السؤال: 6280

لقد عانى الدين الإسلامي من الانشقاق وانقسامات في الاعتقاد ، فهل تذكر لنا السبب وراء ذلك ؟ وعلى الرغم من الاختلاف بين المسلمين، فقد تمكنوا -مع اختلاف طوائفهم- من المحافظة على شعور بالوحدة فيما بينهم . فكيف حدث ذلك ؟.

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

اعلم هدانا الله وإياك للحق ، ورزقنا اتباعه : أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يمت حتى أوضح الحجة ، وجلى الطريق لأمته ، فلم يترك صغيرة ولا كبيرة إلا وترك لنا من الله فيها علما ، ونزل في آخر حجة حجها النبي صلى الله عليه وسلم قول الله عز وجل : ” اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ” .

وسار الصحابة رضي الله عنهم على هذا النهج سيرا دقيقا جدا ، فحفظ الله عز وجل بذلك أتباع الإسلام من التفرق المذموم .

وتبعهم على ذلك التابعون رحمهم الله ، ولكن حصول بعض العوامل الداخلية والخارجية أدى إلى ظهور شيء من الاختلاف المذموم بعد القرون الثلاثة المفضلة ، فمن الأسباب الخارجية : مخالطة الأمم الأخرى من غير المسلمين : كالفرس ، والروم ، والهند ، واليونان ، والاحتكاك كذلك بالملل : كاليهودية ، والنصرانية ، والصابئة ، والمجوسية ، وأديان الهند وغيرها .

ومن الأسباب الداخلية : اتباع الأهواء ، والتعلق بالشبهات والشهوات ، والإعراض عن تعلم دين الله عز وجل وشرعه ، والجهل ، والغلو ، والتشبه بغير المسلمين … إلخ .

وجود جميع هذه الأسباب وغيرها أدت إلى شق صفوف صغيرة عن الجادة الصحيحة التي كان عليها جمهور المسلمين ، وظهرت فرق وبدع وأقوال تخالف النهج الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وتابعوهم ومن بعدهم ممن سلك سبيلهم .

ولكن يلحظ أن هذه الطوائف والفرق : كانت في الحقيقة صوتا نشازا عند جمهور المسلمين ، فأهلها منبوذون محاربون من أهل العلم والخلفاء ومن عامة المسلمين ، مما سبب تحجيما لتلك الأهواء عن الانتشار بين الناس ، وضعفا لها في أغلب أطوار التاريخ الإسلامي .

فبقي أكثر المسلمين وجمهورهم على الجادة السنية – في الجملة – فإن ظهرت صور للبدع بينهم سارع علماء الحق لمحاربتها وبيان زيفها ، وقد أخبرنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بحصول هذا الاختلاف ، وحذرنا منه وأمرنا بلزوم جماعة المسلمين فقال : ” افترقت اليهود والنصارى ثنتين وسبيعين فرقة كلها في النار ، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ، قالوا : من هي يا رسول الله ؟ قال : من كان على ما مثل أنا عليه اليوم وأصحابي ” ، وقال : ” لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة ” .

وأما بقاء المسلمين على شعورهم بالوحدة فلذلك أسباب كثيرة – مر بعضها – ، لكن أظهر الأسباب وأوضحها هو أن هذا الدين من عند الله عز وجل ، فهو محفوظ بحفظ الله له ، ولو تعرض دين لمثل ما تعرض له الإسلام من الحروب والمؤامرات والمكائد لزال منذ زمن بعيد ( كما نرى في غيره من الأديان ) ، وكل عاقل يفهم أن عقيدة تبقى أكثر من ( 1400 ) سنة على حالها الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم – في الجملة – شبرا بشبر وذراعا بذراع ، ثم هي لا تزال تتجدد في نفوس أهلها ( حماسا وتمسكا بها ) كتجدد زهر الربيع لهو أول دليل على أنه دين الله حقا ، والله الهادي على سواء السبيل .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الشيخ محمد صالح المنجد

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android