0 / 0
108,33908/01/2019

فضائل سور (الأنبياء – الصافات – يس – الجن) .

السؤال: 300308

سمعت البعض يقول : إن الاستمرار يومياً على سور يس ، والصافات ، والجن ، والأنبياء يشفي بإذن الله من الأمراض الروحية ، من مس ، وحسد ، وعين ، وإن الجن يخرجون من جسد المريض ، بفضل الله ثم بفضلها ، فهل هذا صحيح ، وهل ذكر فضل لهذه السور في الشفاء من الأمراض الروحية ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولًا:

فضائل القرآن ، أو فضائل سورة من سوره ، وما يترتب على ذلك من الأجر والثواب : كل ذلك لا يثبت إلا بالتوقيف، فلا يجوز لأحد أن يدعي لسورة فضائل ليست ثابتة لها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وأما في باب العلاج ، والطب ، والرقى من العين ، والسحر ، والحسد ، ونحو ذلك : فالقرآن كله خير وبركة ، وشفاء ، ونفع بإذن الله .

فإن كان قد جرب شيء منه ، على وجه الرقية، والعلاج ، ونفع بإذن الله : فلا بأس به ، ولا حرج أن يعمل الإنسان بما جرب من ذلك ، وانتفع به ؛ يعمل به في نفسه ، أو ينفع به غيره .

والأصل في ذلك: ما روى مسلم (5862) عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ قَالَ : كُنَّا نَرْقِي فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ تَرَى فِي ذَلِكَ ؟ فَقَالَ :  اعْرِضُوا عَلَيَّ رُقَاكُمْ ، لاَ بَأْسَ بِالرُّقَى مَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ شِرْكٌ   .

وينظر للفائدة في ذلك : جواب السؤال رقم : (245802) ، ورقم : (146062) .

ومن السور التي ثبت أنها تقي الإنسان من الأمراض، وأنها من أسباب شفائه منها: سورة البقرة، والفاتحة، والمعوذتين .

وانظر الأجوبة، رقم : (225740) ، (201326) ، (69963) ، (132386).

ثانيًا:

وقد ورد في سورة الأنبياء أنها من السور القديمة التي أنزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان ابن مسعود يقول، في بنى إسرائيل والكهف ومريم وطه والأنبياء: “إنهن من العتاق الأُوَل، وهن من تلادي”، رواه البخاري: (4739).

ووردت عدة أحاديث في فضائل سور (يس)، و (الصافات)، و (الجن) .

فأما ما ورد في سورة (يس) فأكثرها مكذوبة موضوعة، وبعضها ضعيف ضعفًا يسيرا، ولم نقف على حديث صحيح مخصوص في فضل سورة (يس).

وانظر جواب السؤال رقم: (75894).

وأما ما ورد في سورة الصافات، فأكثره ضعيف كذلك .

وأقرب ما وقفنا عليه ، مما فيه الاستشفاء بقراءة سورة الصافات ، أو قراءة شيء منها :

أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ: ” كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ إِنَّ لِي أَخًا وَبِهِ وَجَعٌ ، قَالَ:   وَمَا وَجَعُهُ ؟  قَالَ: بِهِ لَمَمٌ ، قَالَ:   فَأْتِنِي بِهِ  فَأَتَاهُ بِهِ فَوَضَعَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ ” فَعَوَّذَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ ، وَأَرْبَعِ آيَاتٍ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ ، وَهَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ : وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ [البقرة: 163] ، وَآيَةِ الْكُرْسِيِّ ، وَآيَةٍ مِنْ آلِ عِمْرَانَ: شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ [آل عمران: 18] ، وَآيَةٍ مِنَ الْأَعْرَافِ: إِنَّ رَبُّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ ، وَآخَرِ سُورَةِ الْمُؤْمِنِينَ: فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ [المؤمنون: 116] ، وَآيَةٍ مِنْ سُورَةِ الْجِنِّ: وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا [الجن: 3] ، وَعَشْرِ آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ الصَّافَّاتِ ، وَثَلَاثِ آيَاتٍ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْحَشْرِ ، وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ، وَالْمُعَوِّذَتَيْنِ ” ، فَقَامَ الرَّجُلُ كَأَنَّهُ لَمْ يَشْكُ شَيْئًا قَطُّ ” .

رواه الحاكم (8338) ، والبيهقي في “الدعوات” (313) ، وعبد الله بن أحمد في “زوائد المسند” (31174) ، وقال الإمام الذهبي رحمه الله : ” فيه أبو جناب الكلبي ضعفه الدارقطني، والحديث منكر.” انتهى، من “مختصر تلخيص الذهبي” لابن الملقن (1084) . وانظر حاشية المحقق (7/3234) ، وحاشية محقق الدعوات الكبير للبيهقي ـ الشيخ عبد الله البدر ـ (2/313-314).

ثالثًا:

ونحن نسوق للسائل بعض الأحاديث دفعًا له لقراءة هذه السور، وحثًا له على المداومة عليها:

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه : ” أن ناسا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أتوا على حي من أحياء العرب فلم يقروهم، فبينما هم كذلك، إذ لدغ سيد أولئك، فقالوا: هل معكم من دواء أو راق؟ فقالوا: إنكم لم تقرونا، ولا نفعل حتى تجعلوا لنا جعلا، فجعلوا لهم قطيعا من الشاء، فجعل يقرأ بأم القرآن، ويجمع بزاقه ويتفل، فبرأ فأتوا بالشاء، فقالوا: لا نأخذه حتى نسأل النبي صلى الله عليه وسلم، فسألوه فضحك وقال:  وما أدراك أنها رقية، خذوها واضربوا لي بسهم ، رواه البخاري: (5736).

وعن عائشة، رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه، نفث في كفيه بقل هو الله أحد وبالمعوذتين جميعا، ثم يمسح بهما وجهه، وما بلغت يداه من جسده” قالت عائشة: “فلما اشتكى كان يأمرني أن أفعل ذلك به” رواه البخاري(5748).

وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: “وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان، فأتاني آت، فجعل يحثو من الطعام فأخذته، فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقص الحديث، فقال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي، لن يزال معك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح، وقال النبي صلى الله عليه وسلم:  صدقك وهو كذوب، ذاك شيطان ” رواه البخاري(5010).

وعن أبي أمامة الباهلي، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول:  اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه، اقرءوا الزهراوين البقرة، وسورة آل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو كأنهما غيايتان، أو كأنهما فرقان من طير صواف، تحاجان عن أصحابهما، اقرءوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة  قال معاوية: بلغني أن البطلة: السحرة، رواه مسلم (252).

والله أعلم 

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android