0 / 0

الطريق لتحصين البيوت المسلمة من أذى السحر ، والتحذير من المشعوذين

السؤال: 225740

والدي ووالدتي في مشاكل من سنين ، وأكثر من شيخ قرأ لنا في البيت وقال إن فيه سحرا ، وإن أمى ممسوسه .
قريبة لنا تعرف شيخا ولما راحت وقبل ما تحكي له على المشكله هو قالها إنها جاءت عشان كذا وكذا ، من غير حتى ما تقول له على أسامينا ، أنا في البداية رفضت أشوفه لحد ما تأكدت أنه لا يعالج إلا بالقرآن ، وجاء وقرأ الرقية الشرعية في البيت وطلب نجيب : مسك وقسط بحري وعسل أبيض وزيت زيتون ، ويأخدهم يقرأ عليهم وجابها ثاني يوم عشان نستعمله ، وقال لأمي : إنه بعت جن مسلم يحصن البيت وطلب منى أجيب خاتم فضه يقرأ عليه وألبسه على طول لأنه قال لي : إن فيه حد بيحاول يأذينى بسحر أسود ويوقف زواجي اللي إن شاء الله بعد شهر . هل الخاتم هذا يعتبر تميمة ؟ ونستمر مع الشيخ هذا أم لا ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
ينبغي لمن يواجه المشكلات عموما أو يخشى من تأثيرات الشياطين أو السحرة خصوصا ، أن يزداد حرصه على التمسك بما أوجب الله عليه من الفرائض ، والمداومة المستمرة الدؤوبة على الأذكار والتحصينات ، التي أرشدنا إليها نبينا الناصح الأمين صلوات الله وسلامه عليه ، فمن التزم ذلك ، فإن الله يكفيه ويحميه ويحرسه ، ولن يضره سحر لم يأذن الله به .
قال تعالى : ( وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ) ، فأثبت لهم الضر ، لكن بإذن الله وتقديره ومشيئته .
وروى الترمذي (2516) وصححه عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما عن رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال له : ( … وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ ، وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ ) .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تجعلوا بيوتكم مقابر إن الشيطان ينفِر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة ) رواه مسلم ( 780 ) .

وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( اقرءوا سورة البقرة ، فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البَطَلة [ أي : السحرة ] ) رواه مسلم (804) .

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
” الطريق للتخلص أن يعلق الإنسان قلبه بربه ، ويفوض أمره إليه ، ويحقق التوكل على الله ، ويستعمل الأوراد الشرعية التي بها يحصن نفسه ويحفظها من شر هؤلاء ، وما كثر الأمر في الناس في الآونة الأخيرة من السحرة والحساد وما أشبه ذلك إلا من أجل غفلتهم عن الله ، وضعف توكلهم على الله عز وجل ، وقلة استعمالهم للأوراد الشرعية التي بها يتحصنون ، وإلا فنحن نعلم أن الأوراد الشرعية حصن منيع ، أشد من سد يأجوج ومأجوج ، لكن مع الأسف أن كثيرا من الناس لا يعرف عن هذه الأوراد شيئا ، ومن عرف فقد يغفل كثيرا ، ومن قرأها فقلبه غير حاضر ، وكل هذا نقص ، ولو أن الناس استعملوا الأوراد على ما جاءت به الشريعة ؛ لسلموا من شرور كثيرة ” انتهى من ” تفسير جزء عم ” لابن عثيمين (ص354) .

ثانيا :
بعض الناس سريع إلى الأوهام والظنون ، فبمجرد حصول مشكلة أو تعطل مصلحة ، فإنه يبادر إلى توهم السحر ، ويغلب عليه هذا الظن حتى يصير بمنزلة اليقين عنده ، وربما كان في الحقيقة مجرد توهم لا أصل له ، فيضر نفسه من حيث يظن أنه ينفعها .
وهذا لا يمنع وجود السحر وحصوله ، ولكن الغالب أن أسباب المشاكل إما أن تكون دينية ، أو دنيوية محسوسة معلومة ، هذا هو الغالب .

ولذلك كان بعض السلف يقول : ” إني لأرى آثار معصيتي في دابتي وزوجتي ” فالمعاصي والذنوب ، من أهم أسباب الفتن والمشاكل ، كما أن الطاعة سبب للسكينة وصلاح ذات البين .
أما إرجاع المشاكل إلى أسباب تتعلق بتأثيرات السحر ونحوها ، فقد يكون في كثير من الأحيان هروبا من الواقع ، وتملصا من المسؤولية الملقاة على العاتق ، وتبريرا للتصرفات الخاطئة التي يرتكبها الإنسان .

وقد سألت امرأة الشيخ ابن باز رحمه الله ، فقالت : أنا أبلغ من العمر ثماني وعشرين سنة ، ولم أتزوج بعد ، وعندي شك بأنني مسحورة ، ما هو الطريق الذي أسلكه حتى يبتعد عني ما أخافه ؟

فأجاب : ” هذه يا بنتي أوهام ، لا ينبغي لك أن تعتقديها ، هذه أوهام وليست سحرا ، ولكنها الأوهام التي تصيب الناس إذا تعطل شيء من شؤونهم ، توهموا أشياء ، فلا ينبغي لك أن تعتقدي هذا ، نعم ، السحر موجود وله أسباب ، لكن ليس تعطل الزواج أو تعطل بيع السلعة ، أو طول المرض يدل على السحر ، فقد يقع بأسباب أخرى ، وإذا كنت شعرت من أحد ، أنه فعل شيئا أوجب لك ما يضرك : تعالجي ، والحمد لله ، العلاج موجود في كلام الله ، وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم ، فأحسن علاج وأولى علاج القرآن الكريم ، وتلاوة الآيات والنفث بها ، على المسحور فإن هذا من أسباب شفاء الله ” من ” فتاوى نور على الدرب ” (3/307) .

وللاستفادة في طرق علاج السحر ، يرجى مراجعة الأسئلة : (12918) ، (11290) .

ثالثا :
هذا الرجل الذي يستعين بالجن لا يجوز الذهاب إليه ولا الاعتماد على قوله .
وينظر للفائدة جواب السؤال رقم : (121234) ، وجواب السؤال رقم : (6846) .

والنصيحة لكم : أن تحرصوا على رقية أنفسكم بأنفسكم ، وأن تحصنوا بيوتكم بأنفسكم ، فتكثروا فيها من قراءة القرآن ، وخاصة سورة البقرة ، فإن قراءتها تطرد الشياطين من البيوت ، كما جاءت بذلك الأحاديث ، وسبق بيان ذلك في جواب السؤال رقم : (201326) .

فإن أبيتم إلا الذهاب إلى الرقاة ، فليكن راقيا معروفا ، مشهودا له بالصلاح والتقوى .

رابعا :
هذا الخاتم الذي قرأ عليه يعتبر من التمائم ، فلا يجوز لبسه ، وقد روى الإمام أحمد (16951) عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( من تعلق تميمة فلا أتم الله له ) .

وقد سبق بيان أحكام تعليق التمائم والحروز بشيء من التفصيل في جواب السؤال رقم : (10543) فليراجع .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android