0 / 0
114,17827/02/2010

لم يرد ما يدل على استحباب قراءة سور معينة لتسهيل الولادة

السؤال: 146062

هل حقاً أن قراءة سورتي " مريم " و " محمد " تسهلان الولادة ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

ليس في الكتاب والسنة ما يدل على أن لهاتين السورتين – ولا لغيرهما – فضل في تسهيل الولادة على المرأة الحامل ، وإنما هو اجتهاد من بعض العلماء توسعا منهم في الاستدلال بالتجربة في باب الرقية ، وقد نقلنا هذا الاجتهاد عنهم في بعض أجوبتنا السابقة ، ومن تابعهم على هذا الاجتهاد فلا حرج عليه .

قال ابن القيم رحمه الله :

"كتاب لعسر الولادة : قال الخلال ، حدثني عبد الله بن أحمد قال : رأيت أبي يكتب للمرأة إذا عسر عليها ولادتها في جام أبيض ، أو شيء نظيف ، يكتب حديث ابن عباس رضي الله عنه : لا إله إلا الله الحليم الكريم ، سبحان الله رب العرش العظيم ، الحمد لله رب العالمين ، (كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلَاغٌ) الأحقاف/35، (كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا) النازعات/46 .

قال الخلال : أنبأنا أبو بكر المروزي ، أن أبا عبد الله جاءه رجل فقال : يا أبا عبد الله ! تكتب لامرأة قد عسر عليها ولدها منذ يومين ؟

فقال : قل له : يجيء بجام واسع ، وزعفران ، ورأيته يكتب لغير واحد ، ويذكر عن عكرمة عن ابن عباس قال : مر عيسى صلى الله على نبينا وعليه وسلم على بقرة قد اعترض ولدها في بطنها ، فقالت : يا كلمة الله ! ادع الله لي أن يخلصني مما أنا فيه .

فقال : يا خالق النفس من النفس ، ويا مخلص النفس من النفس ، ويا مخرج النفس من النفس ، خلصها . قال : فرمت بولدها فإذا هي قائمة تشمه . قال : فإذا عسر على المرأة ولدها فاكتبه لها . وكل ما تقدم من الرقى فإن كتابته نافعة " انتهى.

"زاد المعاد" (4/326) .

وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : هل هناك آيات واردة تقرأ بغرض تسهيل الولادة بالنسبة للمرأة ؟

فأجاب :

"لا أعلم في ذلك شيئاً من السنة ، لكن إذا قرأ الإنسان على الحامل التي أخذها الطلق ما يدل على التيسير ، مثل : (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) ويتحدث عن الحمل والوضع ، كقوله تعالى :(وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِه) ، ومثل قوله تعالى : (إِذَا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزَالَهَا . وَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ أَثْقَالَهَا) ، فإن هذا نافع ومجرب بإذن الله ، والقرآن كله شفاء ، إذا كان القارئ والمقروء عليه مؤمنا بأثره وتأثيره ، فإنه لا بد أن يكون له أثر ، لأن الله سبحانه وتعالى يقول : (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَاراً) .

وهذه الآية عامة : شفاء ورحمة ، يشمل شفاء القلوب من أمراض الشبهات ، وأمراض الشهوات ، وشفاء الأجسام من الأمراض المستصعبات" انتهى من"فتاوى نور على الدرب"شريط رقم(257) .

وقال أيضاً :

"وأما التجربة فإن كان المجرب له أصل فإن التجربة تكون تصديقاً له ، وإن لم يكن له أصل فإن كانت هذه التجربة في أمور محسوسة فلا شك أنها عمدة ، وإن كانت في أمور شرعية فلا ، القرآن الكريم الاستشفاء به له أصل ، قال الله تعالى : (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) الإسراء/82 ، فله أصل ، فإذا جربت آيات من القرآن لمرض من الأمراض ونفعت صار هذا النفع تصديقاً لما جاء في القرآن من أنه شفاء للناس .

أما غير الأمور التعبدية فهذه خاضعة للتجربة بلا شك ، فلو أن إنساناً مثلاً له بصيرة فيما يخرج من الأرض من الأعشاب ونحوها خرج إلى البر ، وجمَّع ما يرى أن فيه مصلحة ، وجرب ، فإنه يثبت الحكم به" انتهى .

"اللقاء الشهري" (لقاء رقم/37 ، سؤال رقم/26) .

وسئل الشيخ صالح الفوازن حفظه الله : هل قراءة سورة مريم وسورة الانشقاق وسورة الزلزلة في كل ليلة للمرأة الحامل في شهرها التاسع تسهل وتخفف لها الولادة بإذن الله ، حيث قرأنا في أحد المطويات عن هذا ؟

فأجاب :

"لا أعرف لهذا أصلا ، قراءة هذه السور أن لها خصوصية في التسهيل على الحامل ، لا أعرف لذلك أصلا ، اللهم إلا إن كان فيه آثار واردة عن بعض الصحابة أو بعض العلماء ، ولكن الدليل عن الرسول صلى الله عليه وسلم في ذلك ، لا أعلم من ذلك شيئا" انتهى .

وانظر جواب السؤال رقم : (10538) ، (119767)

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android