0 / 0
7,32317/05/2023

ما حكم الدعاء بين ركعات قيام الليل؟

السؤال: 299001

ما حكم الدعاء جالساً بعد السلام من الركعة الثامنة أثناء قيام الليل؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

لم يثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفصل بين ركعات قيام الليل وبين الوتر بدعاء، بل ظاهر السنة أن النبي صلى الله عليه سلم لم يكن يفعل ذلك .

كما في حديث عائشة رضي الله عنها: ” مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَزِيدُ فِي رَمَضَانَ وَلاَ فِي غَيْرِهِ عَلَى إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً: يُصَلِّي أَرْبَعًا، فَلاَ تَسَلْ عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي أَرْبَعًا، فَلاَ تَسَلْ عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي ثَلاَثًا” رواه البخاري (1147)، ومسلم (738).

وعَنْها رضي الله عنها، قَالَتْ: ” كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي فِيمَا بَيْنَ أَنْ يَفْرُغَ مِنْ صَلَاةِ الْعِشَاءِ – وَهِيَ الَّتِي يَدْعُو النَّاسُ الْعَتَمَةَ – إِلَى الْفَجْرِ، إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُسَلِّمُ بَيْنَ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ، وَيُوتِرُ بِوَاحِدَةٍ” رواه مسلم (736).

وكحديث ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: “بِتُّ عِنْدَ خَالَتِي مَيْمُونَةَ لَيْلَةً، فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ اللَّيْلِ، فَلَمَّا كَانَ فِي بَعْضِ اللَّيْلِ قَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَوَضَّأَ مِنْ شَنٍّ مُعَلَّقٍ وُضُوءًا خَفِيفًا، وَقَامَ يُصَلِّي، فَتَوَضَّأْتُ نَحْوًا مِمَّا تَوَضَّأَ، ثُمَّ جِئْتُ فَقُمْتُ، عَنْ يَسَارِهِ، فَحَوَّلَنِي فَجَعَلَنِي عَنْ يَمِينِهِ، ثُمَّ صَلَّى مَا شَاءَ اللَّهُ ” رواه البخاري (138) ومسلم (763).

وقد ورد بروايات أخرى يحصل بمجموعها وصف مفصل لجميع ما فعله صلى الله عليه وسلم من استعداد للصلاة، وما فعله في الصلاة، وما فعل بعدها، فلم يذكر ثمّ دعاء بين ركعات قيام الليل.

والأفضل: هو الدعاء في السجود ، وبعد التشهد قبل التسليم من الصلاة .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:

” ودعاؤه في الصلاة المنقول عنه في الصحاح وغيرها إنما كان قبل الخروج من الصلاة، وقد قال لأصحابه في الحديث الصحيح: ( إذا تشهد أحدكم فليستعذ بالله من أربع. يقول: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ، ومن عذاب القبر ، ومن فتنة المحيا والممات ، ومن فتنة المسيح الدجال )، وفي حديث ابن مسعود الصحيح لما ذكر التشهد قال: ( ثم ليتخير من الدعاء أعجبه إليه )، وقد روت عائشة وغيرها دعاءه في صلاته بالليل. وأنه كان قبل الخروج من الصلاة ” انتهى من “مجموع الفتاوى” (22/496).

فالحاصل؛ أن المواظبة على الدعاء بعد السلام من الركعة الثامنة ليس له أصل في السنة الواردة في صفة قيام الليل، والأفضل أن يكثر المسلم من الدعاء في صلاته في السجود، وبعد التشهد كما بيّنت السنة.

ولو دعا بعد انتهاء صلاته من الليل كلها، فلا بأس بذلك أيضا، وهو خير، لا سيما إن كان ذلك في آخر الليل؛ فهو أرجى أوقات الإجابة.

عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَيُّ الدُّعَاءِ أَسْمَعُ؟

قَالَ: (جَوْفَ اللَّيْلِ الآخِرِ، وَدُبُرَ الصَّلَوَاتِ المَكْتُوبَاتِ). رواه الترمذي (3499) وقال: “حَدِيثٌ حَسَنٌ”.

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android