0 / 0

محبة المرض، وحكم طلب الشفاء منه .

السؤال: 297596

أنا أحب المرض ، عندما أمرض هل يجب أن أدعو الله بالشفاء؟ فأنا أحب المرض لأنه: 1- أول طريق لدخول الجنة هو الموت. 2- لأن الله يكفّر عن سيئاتي في حالة المرض.

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولًا:

إن المرض من الابتلاء، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن على العبد ألا يتمنى البلاء، فقال:  أَيُّهَا النَّاسُ، لاَ تَتَمَنَّوْا لِقَاءَ العَدُوِّ، وَسَلُوا اللَّهَ العَافِيَةَ، فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاصْبِرُوا  ، رواه البخاري: (2966).

قال ابن الملقن: ” ومعناه: النهي عن تمني المكروهات، والتصدي للمحذورات، ولذلك سأل السلف العافية من الفتن والمحن؛ لأن الناس مختلفون في الصبر على البلاء ” انتهى من “التوضيح لشرح الجامع الصحيح” (32/ 633).

وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:  سلوا اللَّه العافية في الدنيا والآخرة  رواه الترمذي (3603).

وقد كثرت الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في سؤال الله العافية ، وأمرنا أن نسأل الله تعالى العافية في البدن والمال والأهل والدين .

فعن عبد الله بْن عُمَرَ، رضي الله عنهما قال: “لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَعُ هَؤُلَاءِ الدَّعَوَاتِ، حِينَ يُمْسِي، وَحِينَ يُصْبِحُ:

 اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِي، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِي وَآمِنْ رَوْعَاتِي، اللَّهُمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ، وَمِنْ خَلْفِي، وَعَنْ يَمِينِي، وَعَنْ شِمَالِي، وَمِنْ فَوْقِي، وَأَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي  .

قَالَ أَبُو دَاوُدَ: “قَالَ وَكِيعٌ يَعْنِي الْخَسْفَ”.رواه أبو داود (5074) وغيره، وصححه الألباني.

ثانيًا:

أكمل الأحوال عند المرض، طلب الشفاء من الله تعالى مع الصبر، ولذلك ثبتت أدعية كثيرة في السنة بطلب الشفاء مع الصبر، منها: عن عبد العزيز، قال: دخلت أنا وثابت على أنس بن مالك، فقال ثابت: يا أبا حمزة، اشتكيت، فقال أنس: ألا أرقيك برقية رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: بلى، قال:  اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ، مُذْهِبَ البَاسِ، اشْفِ أَنْتَ الشَّافِي، لاَ شَافِيَ إِلَّا أَنْتَ، شِفَاءً لاَ يُغَادِرُ سَقَمًا  رواه البخاري (5742).

وعن عائشة، رضي الله عنها قالت: “أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ أَمَرَ أَنْ يُسْتَرْقَى مِنَ العَيْنِ”، رواه البخاري: (5738).

وعن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه، قال: سألت عائشة، عن الرقية من الحمة، فقالت: ” رَخَّصَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرُّقْيَةَ مِنْ كُلِّ ذِي حُمَةٍ” رواه البخاري (5741) وأحمد (23805).

فالحاصل: أن الدعاء برفع الضرر هو الأفضل والأكمل والموافق للهدي والفطرة .

وانظر تتمة للجواب على ذلك، السؤال رقم: (120175).

ومن اختار الصبر على المرض ، ونظر إلى ما فيه من تكفير للسيئات ، وحصول الحسنات ، فلم يدع الله تعالى بالشفاء ، ولم يسعَ للتداوي منه ، فإنه لا ينكر عليه ، بشرط أن يكون واثقا من صبره على المرض وشدائده ، وقد وجد من السلف من فعل ذلك .

لكن هذه أحوال خاصة، إنما يسلكها من يعلم من نفسه الصبر على لأوائها، وعدم التسخط على ما يناله منه .

ولا شك أن الأفضل والأكمل ، والذي يصلح عليه حال عامة الناس: إنما هو هدي النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو سؤال الله العافية ، ثم إذا نزل بالإنسان مرض فإنه يسعى للتداوي منه بالأسباب المباحة ، ويسأل الله تعالى الشفاء ، ويشرع لإخوانه المسلمين أن يسألوا له الشفاء .

وينظر السؤال رقم : (81973) لمعرفة حكم التداوي .

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android