0 / 0
101,80504/08/2017

معنى (ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة)

السؤال: 273451

من أحد شروط إستجابة الدعاء هي الثقة اللامتناهية بقدرة الله ، لكن، ماذا لو حدثت المصائب بشكل متكرر؟ هل يجب علي الإستمرار في القول إن حدثت مصائب سأقبل بالقدر، لعلها تنتهي بخير أليس هذا شك بقدرة الله ؟ أم أن هذا يعتبر جزءً من ثقتي بالله ؟ أيضًا ماذا لو كنت أثق بالله ، لكن لست واثقًا من أني حققت جميع شروط إستجابة الدعاء ، فهل مجرد نيتي على تحقيقها تكفي لتغطي جهلي ، علمًا بأني حاولت التعلم ، وأظن أن هذا أقصى حد من المعرفة يمكنني الوصول إليه لكن أشعر بالنقص ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا:

من آداب الدعاء وأسباب إجابته: أن يحسن العبد الظن بالله وأن الله سيجيب دعاءه، ولن يخيّب رجاءه؛ لما روى الترمذي (3479) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( ادْعُوا اللَّهَ وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالْإِجَابَةِ ، وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَجِيبُ دُعَاءً مِنْ قَلْبٍ غَافِلٍ لَاهٍ ) والحديث حسنه الألباني في صحيح الترمذي .

قال في تحفة الأحوذي (9/ 316): ” قوله: (وأنتم موقنون بالإجابة) أي والحال أنكم موقنون بها، أي كونوا عند الدعاء على حالة تستحقون بها الإجابة، من إتيان المعروف واجتناب المنكر، ورعاية شروط الدعاء، كحضور القلب وترصد الأزمنة الشريفة والأمكنة المنيفة ، واغتنام الأحوال اللطيفة ، كالسجود ، إلى غير ذلك، حتى تكون الإجابة على قلوبكم أغلب من الرد.

أو أراد: وأنتم معتقدون أن الله لا يُخَيِّبكم؛ لسعة كرمه وكمال قدرته وإحاطة علمه، لتحقق صدق الرجاء ، وخلوص الدعاء؛ لأن الداعي ما لم يكن رجاؤه واثقا لم يكن دعاؤه صادقا” انتهى.

والمؤمن لا يشك في قدرة الله تعالى، لأن الشك في القدرة كفر، لكن قد يظن أن الله لن يجيب دعاءه لكونه لا يستحق الإجابة مثلا، أو لم يستجمع شروط قبول الدعاء .

فينبغي أن يدع هذا الظن، وأن يقبل بقلبه على ربه، وأن يَعظم رجاؤه وتفاؤله؛ لأن الله عند ظن عبده به كما جاء في الحديث، مع الاجتهاد في تحقيق شرائط الإجابة.

“قال القرطبي في “المفهم”: “قيل معنى ظن عبد بي: ظن الإجابة عند الدعاء، وظن القبول عند التوبة، وظن المغفرة عند الاستغفار، وظن المجازاة عند فعل العبادة بشروطها، تمسكا بصادق وعده. قال: ويؤيده قوله في الحديث الآخر: (ادعو الله وأنتم موقنون بالإجابة).

قال: ولذلك ينبغي للمرء أن يجتهد في القيام بما عليه، موقنا بأن الله يقبله ويغفر له؛ لأنه وعد بذلك وهو لا يخلف الميعاد، فإن اعتقد أو ظن أن الله لا يقبلها، وأنها لا تنفعه، فهذا هو اليأس من رحمة الله، وهو من الكبائر، ومن مات على ذلك وكل إلى ما ظن، كما في بعض طرق الحديث المذكور: (فليظن بي عبدي ما شاء).

قال: وأما ظن المغفرة مع الإصرار، فذلك محض الجهل والغِرَّة [أي : الغفلة] ، وهو يجر إلى مذهب المرجئة” انتهى نقلا من تحفة الأحوذي (7/ 54).

وينظر في شروط إجابة الدعاء ، وموانعه : جواب السؤال رقم (13506) ورقم (5113) ورقم (130713) .

 ثانيا:

قولك عند استمرار المصائب: ” إن حدثت مصائب سأقبل بالقدر، لعلها تنتهي بخير” لا يعتبر شكا في قدرة الله تعالى، بل فيه الاعتراف بتقدير الله تعالى، وحسن الظن به، والرجاء أن تكون العاقبة خيرا.

وليعلم أن عدم تعجيل الإجابة ، وعدم تحقق ما دعا به العبد ربه : هو من البلاء الذي يبتلي به الله عباده ، ويختبره صبرهم وإيمانهم به .

وقد نقلنا كلاما نفيسا للإمام ابن الجوزي رحمه الله ، في هذا المعنى ، في جواب السؤال رقم (127017).

فدع عنك الوساوس، واستمر في دعاء الله تعالى وسؤاله، فإنه يجيب دعوة المضطر، ويحب الملحّين في الدعاء، ومن أدمن قرع الباب يوشك أن يفتح له.

وفقنا الله وإياك لطاعته ومرضاته.

وينظر أيضا : جواب السؤال رقم (126946).

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android