0 / 0

كيف يصلي المسلم وهو حاضر القلب خاشع ، غير منشغل بخارج عن الصلاة ؟

السؤال: 223305

أريد أن أعرف ما الذي يجب على المصلي أن يفكر فيه أثناء الصلاة ، لأنني غير عربي ، وأجد أنه يصعب التركيز أثناء الصلاة ، والتدبر في الآيات أو حتى في ترجمتها. فما نصيحتكم في كيفية الخشوع ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

على المسلم أن يحسن الوقوف بين يدي الله تعالى في الصلاة ، مستحضرا عظمة الله تعالى ، وما يجب له من الخشوع والإخبات .
قال ابن القيم رحمه الله :
" للْعَبد بَين يَدي الله موقفان : موقف بَين يَدَيْهِ فِي الصَّلَاة ، وموقف بَين يَدَيْهِ يَوْم لِقَائِه ، فَمن قَامَ بِحَق الْموقف الأول هوّن عَلَيْهِ الْموقف الآخر ، وَمن استهان بِهَذَا الْموقف وَلم يوفّه حقّه شدّد عَلَيْهِ ذَلِك الْموقف " انتهى من " الفوائد " (ص 200) .
فلا ينبغي للمسلم أن يفكر بشيء وهو في الصلاة خارجا عنها ، وإنما يكون انشغاله بها وهو خاشع لله ، ويعينه على ذلك ما يلي :
– تحقيقه الإخلاص لله تعالى ، فإذا توجه القلب لله تعالى والدار الآخرة وتخلص من حظوظ الدنيا : خشع في صلاته .
– استحضاره عظمة الله تعالى حال وقوفه بين يديه في الصلاة .
– استحضاره اطلاع الله عليه ومراقبته له في صلاته .
– استحضاره أن الله تعالى ينصب وجهه لوجه عبده في الصلاة ، فروى البخاري (406) ، ومسلم (547) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ : " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى بُصَاقًا فِي جِدَارِ الْقِبْلَةِ ، فَحَكَّهُ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ : ( إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ يُصَلِّي فَلَا يَبْصُقُ قِبَلَ وَجْهِهِ ، فَإِنَّ اللَّهَ قِبَلَ وَجْهِهِ إِذَا صَلَّى ) " .
-حرصه على إكمال الصلاة وعدم تضييع ثوابها ؛ فقد روى الإمام أحمد (18415) عن عَمَّار بْن يَاسِرٍ قال سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( إِنَّ الْعَبْدَ لَيُصَلِّي الصَّلَاةَ مَا يُكْتَبُ لَهُ مِنْهَا إِلَّا عُشْرُهَا تُسْعُهَا ثُمُنُهَا سُبُعُهَا سُدُسُهَا خُمُسُهَا رُبُعُهَا ثُلُثُهَا نِصْفُهَا ) وحسنه الألباني في "صحيح الجامع" (1626) .
– تدبر معاني أذكار الصلاة والقرآن الذي يتلوه فيها ، فإن هذا من أعظم ما يجعل القلب حاضرا غير مشغول .
– ألا يكون في محل صلاته ما يشغله من صور وزينة وأصوات ، وخاصة الأصوات المحرمة كالغناء والموسيقى .
– عدم الالتفات في الصلاة ، لا بقلبه ، ولا بوجهه .
روى البخاري (751) عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:" سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الِالْتِفَاتِ فِي الصَّلاَةِ؟ فَقَالَ: (هُوَ اخْتِلاَسٌ يَخْتَلِسُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ صَلاَةِ العَبْدِ) " .
وفي الحديث : (إِنَّ اللهَ يَنْصِبُ وَجْهَهُ لِوَجْهِ عَبْدِهِ مَا لَمْ يَلْتَفِتْ ، فَإِذَا صَلَّيْتُمْ فَلَا تَلْتَفِتُوا ) رواه أحمد (17800) ، وصححه الألباني في "صحيح الجامع" (1724) .
قال ابن القيم رحمه الله :
" الالتفات المنهي عنه في الصلاة قسمان.
أحدهما: التفات القلب عن الله عز وجل إلى غير الله تعالى . الثاني: التفات البصر، وكلاهما منهي عنه.
ولا يزال الله مقبلاً على عبده ما دام العبد مقبلاً على صلاته، فإذا التفت بقلبه أو بصره أعرض الله تعالى عنه" انتهى من " الوابل الصيب " (ص 20) .
– أن يذكر الموت في صلاته ، فيصلي صلاة مودع ، يظن أنه لا يصلي صلاة بعدها .
وقد روى الديلمي في "مسند الفردوس" عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( اذكر الموت في صلاتك ؛ فإن الرجل إذا ذكر الموت في صلاته لحري أن يحسن صلاته، وصل صلاة رجل لا يظن أنه يصلي صلاة غيرها، وإياك وكل أمر يعتذر منه) حسنه الحافظ كما في "المقاصد الحسنة" (ص 226)، وحسنه الألباني في "صحيح الجامع" (849) .
فإذا ما تم للعبد ذلك في صلاته لم يشغله عنها شاغل ، ولم يزل مقبلا فيها على ربه ، حتى تكون قرة عينه ، ولا ينصرف عنها إلا وهو مشتاق إليها .
وإذا كان المصلي غير عربي ولا يعرف معاني القرآن ولا الأذكار ، فليسع قدر وسعه في تعلم العربية وفهم معانيها ، حتى يكمل أجره ، ولا يفوته فضل التدبر .
ومن لم يتسن له ذلك : فاستحضاره عظمة ربه وذل نفسه حال قيامه وركوعه وسجوده ، ووقوفه بين يدي ربه خاشعا ، مع عدم التفاته بقلبه ولا ببصره ، وعلمه باطلاع ربه عليه ، واستحضار الموت وهوله ، وأن يصلي صلاة مودع : كاف في حضور قلبه وعدم انشغاله بغير الصلاة ، والتركيز فيها .
فإذا كان لا يستطيع أن يتدبر ما يتلى من القرآن والذكر ، فليستحضر هذه المعاني .
والله تعالى أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android