إذا قرأ المصلي سورة بعد الفاتحة ، وقرأ معها ( قبلها أو بعدها ) آية الكرسي أو سورة الإخلاص أو غير ذلك فلا بأس بذلك .
فعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث رجلا على سريَّة وكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم فيختم بـ ( قل هو الله أحد ) فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : ( سلوه لأي شيء يصنع ذلك؟ ) ، فسألوه فقال : لأنها صفة الرحمن ، وأنا أحب أن أقرأ بها ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أخبروه أن الله يحبه ) رواه البخاري (6940) ، ومسلم (813) .
فهذا الفعل جائز ، ولكنه ليس سنة عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يفعله في صلاته ، فينبغي أن لا تداوم على ذلك في كل صلاة ، حتى لا يتحول إلى سنة راتبة مع أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يفعل ذلك – وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم .
وقد سئل الشيخ ابن باز رحمه الله : هل يصح قراءة أكثر من سورة في الركعة الواحدة ؟ وإذا كان يصح ذلك هل يجب أن تكون قراءة السور حسب ترتيبها بالقرآن ، أم يصح تقديم سورة على أخرى ؟
فأجاب :
" لا حرج في ذلك ، أن يقرأ سورتين أو أكثر بعد الفاتحة ، وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قرأ بـ (البقرة) و (النساء) و (آل عمران) في ركعة ، وأقر بعض الصحابة على قراءة الفاتحة وسورة بعدها ، مع قراءة : (قل هو الله أحد) ، فجمع بين سورتين .
فالحاصل أنه لا حرج في ذلك ، ولو نكس [ أي : خالف ترتيب السور في المصحف ] لا حرج ، لكن السنة أن لا ينكس ، بل يرتب كما في المصحف ، هذا هو الأفضل ، كما فعله الصحابة ورتبوا رضي الله عنهم ، فليقرأ كما في المصحف ، هذا هو الأفضل ، ولو قرأ سورة قبل سورة أجزأ ذلك " انتهى من " فتاوى نور على الدرب " لابن باز (8/250) .
وينظر للفائدة إلى جواب السؤال رقم : (69915) .
والله أعلم .