أنا امرأة أوربية ، دلها الله إلى صراط الإسلام المستقيم ، ولله الحمد .
وأنا أبذل قصارى جهدي محاولة اتباع دين الله ، لكني أستنصحك حول بعض المشاكل التي عرضت على علاقتي مع زوجي .
أجد أنه من الضروري أن أخبرك بأن حياتنا الزوجية تتسم بالتوتر . وقد بلغ الأمر مبلغا أني طلبت منه الطلاق لأول مرة قبل عدة أشهر من الآن ، وذلك لأنه كان يتجاهل الصلاة مع أنه يعلم بالتزاماته ، كما أنه اكتسب عادة سيئة أخرى وهي أنه إذا كان غاضبا، فإنه يهددني بالطلاق وقد أخرجني من البيت وهو في تلك الحالة. وعندما ثبت له أني سأتركه ، تاب وغير أسلوب تعامله ، ولذلك فقد سحبت طلبي وعدت إليه . ومع ذلك فإن التوتر لا يزال يخيم على علاقتنا . والسبب الرئيسي في ذلك هو أنه أضعف إيمانا مني في وقتنا الحاضر . وأنا لا أظن في نفسي الكمال ، وأعلم أني أقع في المعاصي . إلا أني أراه دوما يعمل أمورا ليست بالجيدة (فهو يقع في الحرام والمكروه) ، وأنا لا أستطيع أن أمنع نفسي وأسكت عن ذلك. فمن الأمثلة، استخدامه للكلمات البذيئة في حضور ابنتنا، أو ضربها لها وتقبيلها في مواضع يجدر أن نعلمها الخجل منها .. الخ . وإذا ما أخبرته بأن من غير الجيد فعل مثل هذه الأمور، وفي بعض الأحيان يسعفني الدليل من الكتاب والسنة ، يرد إما بأنه يعلم بهذا ، ثم يستمر فيما هو قائم عليه ، أو أنه يغضب ويخبرني بأن أهتم بشؤوني الخاصة . وهذا مصدر توتر بيننا ، وكل واحد منا بدأ يفقد صبره تجاه شريكه . وسؤالي هو : فيما يختبرني الله في هذه الأحداث ؟ أليس من الواجب علي إخباره وتذكيره بالصحيح إذا كنت أعلمه ؟ أم أن علي أن أصبر عليه وأنتظر حتى يكتشف ذلك بنفسه، فقد أخذ يقرأ الكتب الإسلامية ؟ أنا أستنصحك حول هذا الموضوع لأنه بدأ يشعر بالمضايقة من هذه التنبيهات ، وقد بدأت أفقد صبري وأصبحت أغضب إذا لم يستمع لما أقوله له . أرجو أن تنصحني مع تأييد ذلك باستدلالات من الكتاب والسنة.
أسلمت وتشكو من حال زوجها
السؤال: 21898
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
نحمد الله تعالى أن وفقك وهداك ورزقك الحرص على طاعته ومرضاته ، وأن هدى زوجك للتغيير من أسلوبه معك ، ونرجو أن يكون هذا باعثا للأمل في نفسك بأن زوجك قد يحسن حاله ويستقيم أمره إن شاء الله .
واعلمي أن المرأة الصالحة بإمكانها أن تغير كثيرا من أخلاق زوجها وعاداته ، إذا اتبعت في ذلك طريق الحكمة والرفق وعدم الاستعجال.
وقد ينفر بعض الأزواج من النصح المتكرر من قبل زوجاتهم ، لاسيما إذا كان هذا في حضور الأبناء ، وربما رأوا في ذلك تقليلا من هيبتهم أو إضعافا لشخصياتهم.
ولهذا فينبغي أن تراعي ذلك جيدا ، وأن تختاري الوقت المناسب لنصحه وتذكيره بين الحين والآخر ، مع مراعاة التلطف والتودد له أثناء عرض النصيحة أملا في استجابته ، وقد قال الله تعالى : ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) النحل /125، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ” إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه” رواه مسلم (2594) من حديث عائشة رضي الله عنها .
والزوج أحق الناس بهذا الرفق لما له من المكانة والمنزلة .
وننصحك باتخاذ الأساليب المتنوعة لإنجاح مهمتك كإهدائه بعض الأشرطة والكتب ، أو إحضارها إلى البيت ووضعها بالقرب منه ، والجئي إلى الله تعالى وسليه أن يصلح حالكما ، وأن يشرح صدر زوجك لمعرفة الحق والعمل به .
والله أعلم .
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب