0 / 0

هل أوصى الشرع بأطعمة معينة ، للحفاظ على صحة المرأة الحامل ؟

السؤال: 214222

هل هناك أي أطعمة وصى بها الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم- للحفاظ على صحة المرأة الحامل ، وجنينها – إن شاء الله تعالى – ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

لا نعلم شيئا في الأحاديث الصحيحة وصى به النبي صلى الله عليه وسلم من الأطعمة أو الأشربة للحامل أو النفساء ، ومعرفة ذلك مرده إلى أهل الاختصاص من الأطباء وعلماء الأغذية .
وقد رُوى في هذا الباب جملة من الأحاديث الواهية التي لا تثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فمن ذلك :
ما رواه أبو يعلى (455) عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَطْعِمُوا نِسَاءَكُمُ الْوُلَّدَ الرُّطَبَ ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ رُطَبٌ فَالتَّمْرُ ، وَلَيْسَ مِنَ الشَّجَرِ أَكْرَمُ عَلَى اللَّهِ مِنْ شَجَرَةٍ نَزَلَتْ تَحْتَهَا مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ ) . قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره (5/ 199): " هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ جِدًّا " انتهى .
وروى الخطيب في "تاريخ بغداد" (9/ 336) عَنْ سَلَمَةَ بْنِ قَيْسٍ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَطْعِمُوا نِسَاءَكُمْ فِي نِفَاسِهِنَّ التَّمْرَ، فَإِنَّهُ مَنْ كَانَ طَعَامُهَا فِي نِفَاسِهَا التَّمْرُ ، خَرَجَ وَلَدُهَا ذَلِكَ حَلِيمًا، فَإِنَّهُ كَانَ طَعَامَ مَرْيَمَ حِينَ وَلَدَتْ عِيسَى، وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ طَعَامًا هُوَ خَيْرٌ لَهَا مِنَ التَّمْرِ : أَطْعَمَهَا إِيَّاهُ ) . قال الشيخ الألباني رحمه الله ، في " السلسلة الضعيفة" (234) : " موضوع " .
وروى أبو نعيم في "الطب" (459) عَن أَبِي هُرَيرة، قال: قال رسول الله صَلَّى الله عَليْهِ وَسلَّم: ( ما للنفساء عندي شفاء مثل الرطب ، ولا للمريض مثل العسل ) . والحديث في إسناده علي بن عروة ، قال ابن حبان: كان يضع الحديث ، وكذبه صالح جزرة وغيره . ينظر : "ميزان الاعتدال" (3/ 145) . وأورده الشيخ الألباني في "الضعيفة" (264) وقال : " موضوع " .
وروى ابن سمعون في "أماليه" (ص 239) عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَطْعِمُوا نُفَسَاءَكُمُ الرُّطَبَ) ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَيْسَ فِي كُلِّ حِينٍ يَكُونُ الرُّطَبُ ، قَالَ: فَتَمْرٌ ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، كُلُّ التَّمْرِ طَيِّبٌ، فَأَيُّ التَّمْرِ خَيْرٌ؟ قَالَ: ( إِنَّ خَيْرَ تَمَرَاتِكُمْ الْبَرْنِيُّ ، يُدْخِلُ الشِّفَاءَ ، وَيُخْرِجُ الدَّاءَ ، لا دَاءَ فِيهِ ، أَشْبَعُهُ لِلْجَائِعِ ، وَأَدْفَأُهُ لِلْمَقْرُورِ ).
وشهر بن حوشب ضعيف الحديث ، وأورد حديثه هذا الألباني في "الضعيفة" (260) وضعفه .
على أنه قد ثبت عن غير واحد من السلف الوصاية بالرطب للنفساء ؛ فروى ابن أبي شيبة (5/ 60) بسند صحيح عَنْ إِبْرَاهِيمَ النخعي قَالَ: " كَانُوا يَسْتَحِبُّونَ لِلنُّفَسَاءِ الرُّطَبَ " .
وروى الفضل بن دكين في كتاب "الصلاة" (ص 129) عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ ، قَالَ: " مَا لِلنُّفَسَاءِ عِنْدِي دَوَاءٌ مِثْلُ الرُّطَبِ " .
وينظر : " فتح الباري" لابن حجر ، رحمه الله (9/477) .
والظاهر أن قول من قال بذلك من السلف : إنما هو مبني على التجربة والعادة ، وقد أفادت البحوث الطبية أن الرطب يحتوي على مادة قابضة للرحم ، تقوي عضلات الرحم ، فتساعد على الولادة ، كما أنها تقلل كمية النزف الحاصل بعد الولادة .
وكذلك فإنه يحتوي على نسبة عالية من السكريات البسيطة السهلة الهضم ، وهي مصدر أساسي للطاقة ، مهم ومفيد للعضلات ، وخاصة عضلة الرحم التي تقوم بعمل كبير أثناء الولادة .
ولا أنفع للحامل وجنينها من تحري أكل الحلال ، والبعد عن الحرام والشبهات ، فلتجتهد المرأة وزجها في ذلك .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android