0 / 0

تقول الأم : أبي يتحرش ببنتيّ الصغيرتين ! فماذا أفعل ؟

السؤال: 203831

أنا متزوجة ، ولي ثلاثة أولاد : بنتان وولد ، البنتان في عمر أحد عشر وعشر سنوات ، فقد اكتشفت أن والدي قام بالتحرش ببناتي جنسيا ، عبر مداعبتهن ولمس أعضائهن الداخلية وأفعال أخرى لا أستطيع كتابتها ، المهم الحمد لله اكتشفت ذلك وأبلغت أخواتي بالأمر ، وعرفت والدتي ، لأنني بدأت بتخفيف زياراتي لهم ، وعلمت والدتي أن السبب هو والدي ، وقالت لي : سامحوه ؛ لأنه مريض ، فهو أصبح الآن مقعدا لا يستطيع الحركة ، ومريض ، وقالت والدتي لزوجي : سامحوه ، فلم يقبل زوجي ، وقال لها : لا أسمح لبناتي بالمجيء إلى منزلكم ، المهم اكتشفت والدتي أن زوجي قد أبلغ زوج أختي بالموضوع ، وقالت والدتي لأختي : أبلغي بنتي أني لا أريد أن أتكلم معها ، ولا تتصل بنا ؛ لأنها تبعت زوجها ، علما أنهم لم يصونوا شرف بناتي .
أرشدوني : ماذا أفعل ؟ هل أبتعد عنهم أفضل ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

لا شك أن ما فعله والدك بحفيدتيه من كبائر الذنوب العظام ، ومن المخازي التي تتورع الألسن العفيفة عن مجرد حكايتها ، فلا هو راقب ربه ، ولا هو صان عرضه ، ولا راعي سنه وشيبته .
ربما لو كان السؤال في وقت مبكر عن ذلك : لكان رأي آخر في علاج هذه المشكلة ؛ ربما كان من الأنسب أن تحاولي علاج الأمر بعيدا عن زوجك قدر الإمكان ؛ وإذا عرف زوجك ، ربما كنا طلبنا منه أن يجتهد في علاجه ، بعيدا عن معرفة شخص آخر به .
أما وقد كان ما كان ؛ فإن الأمر الذي لا خلاف حوله ، على كل الأحوال : أن صيانة نفسك ، وبناتك ، وأهل بيتك ، عن شذوذ أبيك : أولى وأجب من أي شيء آخر ، ولو كان على حساب مواصلة أبيك وأسرتك .
وما دام قد ثبت منه ذلك : فإنه لا يجوز تمكينه من الخلوة ببناتك ، أو بغيرهن من المحارم ، سوى امرأته ، فمن عبث بحفيداته ، أي شيء يمنعه عن بناته ؟!
ولا شك أن طاعة زوجك ، في عامة أمره ، في غير معصية لله ، مقدمة على طاعة أبويك ، وليس في حرص زوجك على بناته ، أو منعهن من أبيك : ما يعاب عليه أصلا ، بل هو واجبه ، وإن كنا ربما خالفناه في كيفية علاج المشكلة ، لكننا نقدر هول الصدمة بالنسبة لمن هو في حاله ، ونلتمس له العذر فيما فعل ، لا سيما وأنه زوج أختك الأخرى معرض لنفس المعضلة ، فأي حرج في تنبيهه على الحرص على بناته ، ألا يخلو بهن هذا الجد ، فيتعرضن لخطره وأذاه ؟

نحن نرى لك أيتها الأخت السائلة ألا تقاطعي أسرتك ، ووالدتك على وجه الخصوص ، وأن تحاولي أن تصليها جهدك ، بالسؤال عنها ، والاتصال بها ، وزيارة أبويك في منزلهم ، كلما أمكن ذلك .
ولو منع زوجك بناتك عن جدهن ، وزيارة منزله : فنحن نرى أن هذا حقه ، لا سيما في هذه الفترة ، وإذا قدر زيارة لأولادك بعد ذلك ، فلا بد أن يكون ذلك بصحبتك ، أو صحبة الوالد .
فإذا اجتهدت في مواصلة والديك ، واحتملت ما كان منهما من أذى ، فلم يقبلا هم بذلك منك ، ومن زوجك ، وأصرا على القطيعة ، فلا حرج ولا إثم عليك ، ولا على زوجك ، في ذلك ، إن شاء ، وإنما وبال ذلك كله على من اعتدى على عرضه ، وتعدى حدود الله ، وقطع رحمه .

راجعي للفائدة جواب السؤال رقم : (115003) ، (167713) .
والله تعالى أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android