0 / 0

والدها يتحرش بها والأم تخاف على ابنتها فكيف تتصرفان ؟

السؤال: 167713

أب يتحرش بابنته ، وشكت البنت للأم والأم تراقبه دائما ، والأم خائفة على ابنتها ، وهذا الزوج لم يقرب الأم منذ ثلاثة شهور ولم يطلبها بالمرة ، فماذا تفعل هذة المسكينة ؟ .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

إنه ليحزننا أن نسمع أو نقرأ مثل هذه الحكايات ، فالذي من المفترض أن يكون حامياً لعرضه باذلاً الغالي والنفيس للدفاع عنه نراه هو من ينتهكه ! وهذا الفعل غاية في الفحش والإثم ، وإذا كان التحرش بالأجنبية محرَّماً مجرَّماً فالتحرش بالابنة أشد تحريماً وأشد تجريماً ، ولذا فلا ينبغي السكوت عليه من قبَل الابنة ولا من قبل أمها .
وقد ذكر الفقهاء أن المَحْرَم الذي يكون له مثل أقل من هذه الأفعال فإنه يعامل معاملة الأجنبي من الرجال ، وهذا الفعل الخسيس من الأب أولى وأحرى أن يكون سبباً ليُتعامل معه بصفته رجلاً أجنبيّاً ، فلا تمكنه من النظر إليها ولا تجعله يختلي بها .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – :
“وقد اتفق العلماء على تحريم النظر إلى الأجنبية وذوات المحارم بشهوة “انتهى من” مجموع الفتاوى ” ( 15 / 415 ) .
وقال ابن عبد البر – رحمه الله – :
“ولقد كره الشعبي أن يديم الرجل النظر إلى ابنته أو أمِّه أو أخته ، وزمنه خير من زمننا هذا
، وحرام على الرجل أن ينظر إلى ذات محرم نظر شهوة يرددها ” انتهى من” الاستذكار ” ( 8 / 388 ) .
وقال – رحمه الله – أيضاً – :
“وأجمعوا أنه لا يجوز أن ينظر أحد إلى ذات محرم منه نظر شهوة ، وأن ذلك حرام عليه ، والله يعلم المفسد من المصلح ، ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور “انتهى من” الاستذكار ” ( 8 / 432 ) .
وإذا كان هذا هو حكم النظر إلى ذات المحرم بشهوة ، فكيف ما هو أكثر من ذلك كالتحرش بها لمساً وتقبيلاً وغير ذلك ؟! .

وعليه :
فالمطلوب فعله من الأم أن تعظ زوجها وتنصحه وتخوفه بالله تعالى ربِّه أن يكفَّ عن فعله المشين وأن يحفظ عرضه لا أن ينتهكه ، فإن استجاب واستقام وندم على ما فات : فهذا هو المطلوب ، على أن لا يوثق به مباشرة بل يكون هناك فترة يراقب فيها ، ليُعرف صدقه ، واستقامته .
وإذا لم يتب ولم ينته عن فعله القبيح ذاك : فلا يجوز للابنة البقاء في البيت ، وعليها أن تغادره إلى مكان يكون آمناً لعرضها ، كبيت أخيها أو أختها أو قريب لها من محرمها ، على أن تُحسن اختيار المكان ليكون بالفعل آمناً لها على عرضها ، ونرى أن يُستر على فعل أبيها معها فلا يقال عن فعله لأحدٍ حتى يُعطى فرصة للتوبة الصادقة ، وحتى لا يتسبب لها ذلك بالطعن في عرضها واتهامها بما ليس فيها ، إلا إن عرف له أخ أو قريب عاقل حكيم له عليه تأثير فيمكن أن يُخبر لكي ينصحه أو يعنفه ، على أن يلتزم هذا القريب بالستر على الابنة ، وإذا سأل أحد عن سبب خروجها من بيت أبيها فلا بأس أن يقال إنه ثمة خصومة بين الابنة وأبيها ، ويستمر ذلك الابتعاد حتى يقضي الله خيراً إما بتوبته فترجع لبيت أبيها أو تتزوج فتنتقل لبيت زوجها .

والله أعلم

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android