0 / 0
143,15405/08/2013

هل يجوز التسمية بـــ ” بنيامين ” ؟

السؤال: 200765

هل يجوز للمسلمين تسمية أبنائهم باسم بنيامين ؟
أو تسميتهم بأي اسم من أسماء إخوان النبي يوسف ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أما التسمية باسم “بنيامين” ونحو ذلك ، فهي جائزة من حيث الأصل ، وليس في نفس الاسم ما يمنع من التسمي به .
لكن حيث جرت العادة بأن اليهود هم من يتسمون بهذا الاسم ، ولم يعد ذلك من عادة المسلمين التسمية به : منع من التسمي به لأجل ذلك .
وقد كان في أصحاب المسيح عليه السلام من اسمه ” متّى ” و ” يوحنا ” ونحو هذه الأسماء ، وهي بلا شك ليست من أسماء المسلمين اليوم ، فلذلك نهى العلماء عن التسمية بها .
قال ابن القيم رحمه الله :
” الأسماء ثلاثة أقسام :
الأول : قسم يختص المسلمين .
والثاني : قسم يختص الكفار .
والثالث : قسم مشترك .
فالأول : كمحمد ، وأحمد ، وأبي بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلي ، وطلحة ، والزبير ، فهذا النوع لا يُمَكَّنون – يعني أهل الذمة – من التسمي به .
والثاني : كجرجس ، وبطرس ، ويوحنا ، ومتى ونحوها ، فلا يمنعون منه ولا يجوز للمسلمين أن يتسموا بذلك ؛ لما فيه من المشابهة فيما يختصون به .
والنوع الثالث : كيحيى ، وعيسى ، وأيوب ، وداود ، وسليمان ، وزيد وعمر ، وعبد الله ، وعطية ، وموهوب ، وسلام ، ونحوها، فهذا لا يمنع منه أهل الذمة ولا المسلمون ” انتهى من “أحكام أهل الذمة” (3/ 1317).

وسئل علماء اللجنة :
نحن مجموعة من الشباب وملتزمون والحمد لله، ونعمل سويا في مكان واحد ، ونسكن أيضا في مكان واحد ، ونقوم في وقت الدعابة بمناداة بعضنا البعض بأسماء غير أسمائنا، مثل ( جرجس ، بطرس ، حنا ، ميخائيل ، بنيامين ) فهل هذا حرام؟ علما بأننا لا ننادي بعضنا بها إلا على سبيل الدعابة .
فأجابوا : ” هذا العمل لا يجوز ؛ لأنه من التشبه بالكفار في أسمائهم ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : (من تشبه بقوم فهو منهم ) ، فالواجب تجنب المناداة بهذه الأسماء الأجنبية ، ولو كان ذلك من قبيل المزاح ” .
انتهى من”فتاوى اللجنة الدائمة” (26/ 32) .
وأسماء إخوة يوسف كما ذكره القرطبي رحمه الله : رُوبِيلُ وَهُوَ أَكْبَرُهُمْ ، وَشَمْعُونُ وَلَاوِي ، وَيَهُوذَا ، وزيالون ، ويشجر ، ودان ، ونفتالي ، وجاد ، وآشر ، وَبِنْيَامِينَ .
“تفسير القرطبي” (9/ 130)
والتسمي بهذه الأسماء مما ينهى عنه أيضا ؛ لأنها أسماء أعجمية ولم تجر عادة المسلمين بالتسمي بها .
نعم ، قد تقدم بنا في إجابة السؤال رقم : (193364) أن التسمية بأسماء الأنبياء من التسمية الحسنة المستحبة ، وقد ذهب بعض العلماء إلى أن إخوة يوسف عليه السلام كانوا من الأنبياء ، لكن القول الراجح أنهم ليسوا بأنبياء ، قال ابن كثير رحمه الله :
” اعْلَمْ أَنَّهُ لَمْ يَقُمْ دَلِيلٌ عَلَى نُبُوَّةِ إِخْوَةِ يُوسُفَ ” انتهى “تفسير ابن كثير” (4/ 319) .
وقال السيوطي رحمه الله :
” في إخوة يوسف عليه السلام قولان للعلماء ، والذي عليه الأكثرون سلفا وخلفا أنهم ليسوا بأنبياء ” انتهى من”الحاوي للفتاوي” (1/ 367) .

فالخلاصة :
أن التسمية بـــ ” بنيامين ” وكذا التسمية بأسماء إخوة يوسف يمنع منها لما تقدم ، وفي أسماء المسلمين ما يغني عنها .
انظر إجابة السؤال رقم : (1692) لمعرفة الأسماء المستحبة والمكروهة والمحرمة .
وانظر إجابة السؤال رقم : (7180) لمعرفة آداب تسمية الأبناء .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android