0 / 0

حكم طاعة الزوج في الذهاب إلى أماكن الترفيه المختلطة

السؤال: 20036

زوجي يريد أن يذهب لتخييم في الصيف مع ابنتينا الصغيرتين، رياضة التخييم تكون عادة بجانب الماء، وسيشتمل هذا على رياضات بحرية( كالدراجات المائية و التزحلق على الماء) بجانب العراة الكفار، لا أشعر بالراحة لهذه الفكرة وأشعر بأن هذا من غير اللائق للمسلمة أن تشارك بمثل هذه الأنشطة خصوصاَ باللباس الطويل والحجاب ، ولا أريد لطفلتي أن يتعودا على مثل هذا النوع من الحياة .
تحدثت مع زوجي عن شعوري هذا،  بالرغم من كلامي هذا فهو لن يأخذني معه لهذا المخيم وسيذهب بمفرده مع ابنتينا (وأنا ضد هذا تماماً) ، فقد فرق العائلة بدلاً من أن يجد نشاطاً يرضي الجميع .
أراه يسأل الجيران الكفار عن أماكن جيدة للتخييم وهذا يضايقني جداً.
هل أنا على حق أم مخطئة ؟.

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

الذهاب إلى الأماكن التي يُعصى الله تعالى فيها ، ويُجاهر فيها بانتهاك المحرمات للتنزه والترفيه يعد من الأمور المحرمة شرعا ، وإذا كانت المرأة منهية عن مخالطة الرجال ، والاقتراب منهم في المساجد ـ أطهر البقع على وجه الأرض ـ فكيف بمثل هذه الأماكن التي يتواجد فيها الكفار ، ويعصون الله فيها بأنواع المعاصي ، والمنكرات ، وقد وصف الله عباده المؤمنين بقوله : ( وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً) الفرقان /72 ، أي لا يشهدون أماكن السوء ، ومجالس الخنا والفجور والفسق كما نُقِل عن غير واحد من السلف. ( تفسير ابن كثير 6 /130 ) . فأنت برفضك لمصاحبته في هذه المخيمات التي يعصى الله فيها على حق ، لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق . كما أنه يجب عليه أن يمتنع عن الذهاب إلى تلك الأماكن .

وهناك أبوابٌ كثيرة للترفيه المباح ، وأن أولاده أمانة في عنقه ، وأنه سيحاسب على حسن تربيتهم ، والقيام بما يصلح شؤون دينهم ودنياهم ، ولا شك أن اصطحابهم معه إلى تلك الأماكن من عوامل إفساد أولاده وتدنيس فطرتهم ، وإلفهم لمشاهدة المنكرات العظيمة ، فإذا ألفتها نفوسهم ، هان عليهم فعلها بعد ذلك ، أو لم يستنكروها على أقل تقدير ، فليتق الله في هذه الأمانة العظيمة وليحذر أن يدخل في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: " مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللَّهُ رَعِيَّةً يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ إِلا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ " أخرجه مسلم ( 203 ) .

وعليك أن تبذلي قدر ما تستطيعين في الحيلولة دون ذهابهم مع أبيهم إذا ما أصر هو على الذهاب ، مع الحرص على النصح له بالتي هي أحسن ، وعدم القسوة والغلظة في المعاملة لعل الله أن يفتح على قلبه ، ويلهمه رشده .

كما نسأل الله أن يثيبك على غيرتك ، وبغضك للمحرم ، وأن يعينك على التزام الحق قولا وعملاً .. آمين .

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android