0 / 0

حكم الكذب للحصول على الإقامة في بلد إسلامي بغرض تعلم الدين واللغة العربية

السؤال: 194582

أنا شاب من لندن وقد بدأت مؤخراً – ولله الحمد- بالالتزام ، وسافرت إلى الإمارات العربية المتحدة لتعلم العربية ، ولكن هذه البلاد لا تسمح لي بالبقاء فيها إلا بالحصول على إقامة رسمية ، ولا يمكنني الحصول على هذه الإقامة إلا إذا كذبت على الحكومة .. فهل يجوز لي ذلك ؟
إن السبب الوحيد في مكوثي في هذه البلاد هو تعلم الدين وكلام الله تعالى ، وسأعود إلى لندن لإكمال دراستي الجامعية فور انتهائي من الهدف الذي من أجله جئت إلى هنا ، ثم بعد ذلك سأفكّر في الهجرة إلى بلد إسلامي آخر .

فما توجيهكم ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

الذي هداك إلى التمسك بأحكام الإسلام والاستقامة على أوامره , ونسأله سبحانه أن يصرف عنك الفتن ما ظهر منها وما بطن .
وأما عن الكذب على الحكومة للحصول على الإقامة فهذا غير جائز ؛ لأن الكذب محرم فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ ( أي يبالغ فيه ويجتهد ) حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا ) . رواه مسلم (4721 ).
وقد جعل الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم الكذب من صفات المنافقين فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ : إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ ) رواه البخاري (33) ومسلم (59) , وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :( أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا ، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا : إِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ ، وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ ) رواه البخاري (34) ومسلم (58).
فعليك أيها السائل أن تلتزم الصدق في حديثك , ولو أدى ذلك إلى عدم حصولك على الإقامة , وأما تعلم القرآن الكريم وأحكام الدين واللغة العربية فيمكن تحصيله في بلد أخرى , فإن أرض الله سبحانه واسعة , والدول العربية الإسلامية كثيرة بحمد الله سبحانه فما تعسر عليك في بلد يكون يسيرا في أخرى إن شاء الله .
وأما عن الحاجة التي ذكرتها ، من تعلم اللغة العربية ، والدين الإسلامي : فهذه بإمكانك أن تحصلها في بلد آخر ، لا يشترط الشرط المذكور ، والبلد الذي ذكرته ليس فيه ميزة فيما يتعلق بتعلم الدين الإسلامي ، أو اللغة العربية أكثر من سواه ، فاجتهد أن تبحث عن بلد يسمح لك بفرصة إقامة أطول ، ويتيسر لك فيه مراعاة شروطه النظامية .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android