0 / 0
75,51720/11/2012

تفسير قوله تعالى : ( إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ) والكلام على مقدار اليوم من هذه الستة .

السؤال: 187655

 إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش … ) الأعراف / 54 . إن من المعروف أن تعريف "اليوم" هو استكمال دوران الكرة الأرضية حول الشمس ، وينتج عن ذلك تعاقب الليل والنهار . بشكل آخر : من أول ما تطلع الشمس وتغيب وتعود مرة أخرى ، يكون انقضى يوم واحد . ففي الآية السابقة 6 أيام ، هي مقياس لأي شي ؟ إن لم يكن هناك أرض و شمس ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

قول الله تعالى : ( إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ) الأعراف/ 54 ، وقوله عز وجل : ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ ) ق/ 38 ، لا يلزم منه أن يكون تقدير اليوم بحركة الأفلاك ، أو الشمس والقمر ونحو ذلك ؛ فإن هذا إنما هو تقدير أيام الدنيا على ما يتعارفه الناس ؛ وأما قبل أن يخلق الله الشمس والقمر ، فلا يلزم ألا يكون هناك مقياس آخر لتقدير الزمان ، ومعرفة الأيام وقدرها ؛ بل إننا نعلم الآن ما يعرف بالسنة الضوئية ، وهي مخلتفة اختلافا تاما عن السنة التي يعرفها الناس ؛ ولا يحكم أحد على من يتكلم بذلك بالخطأ ، أو يقول له : إن سنتك غير صحيحة ، ولا معروفة .
قال ابن الجوزي رحمه الله :
" معنى قوله ( في ستة أيام ) أي في مقدار ذلك ؛ لأن اليوم يعرف بطلوع الشمس وغروبها ، ولم تكن الشمس حينئذ … " انتهى من "زاد المسير" (3 /211) .

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" أَخْبَرَ سُبْحَانَهُ أَنَّهُ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ، وَسَوَاءٍ قِيلَ : إنَّ تِلْكَ الْأَيَّامَ بِمِقْدَارِ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْمُقَدَّرَةِ بِطُلُوعِ الشَّمْسِ وَغُرُوبِهَا ؛ أَوْ قِيلَ : إنَّهَا أَكْبَرُ مِنْهَا – كَمَا قَالَ بَعْضُهُمْ : إنَّ كُلَّ يَوْمٍ قَدْرُهُ أَلْفُ سَنَةٍ – فَلَا رَيْبَ أَنَّ تِلْكَ الْأَيَّامَ الَّتِي خُلِقَتْ فِيهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ غَيْرُ هَذِهِ الْأَيَّامِ وَغَيْرُ الزَّمَانِ الَّذِي هُوَ مِقْدَارُ حَرَكَةِ هَذِهِ الْأَفْلَاكِ . وَتِلْكَ الْأَيَّامُ مُقَدَّرَةٌ بِحَرَكَةِ أَجْسَامٍ مَوْجُودَةٍ قَبْلَ خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ " انتهى من "مجموع الفتاوى" (18 /235) .
وقال أيضا :
" أخبر الله أن خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ، فتلك الأيام مدة وزمان مقدر بحركة أخرى غير حركة الشمس والقمر " انتهى من "درء تعارض العقل والنقل" (1 /69) .
وراجع للاستزادة جواب السؤال رقم : (146979) .

والله تعالى أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android