أولاً:
الاقتراض بفائدة من أي مؤسسة أو شخص أو بنك هو من الربا المحرَّم ، وهو كبيرة من كبائر من الذنوب ، وقد توعد الله تعالى فاعله باللعن والمحق في الدنيا والعذاب في الآخرة .
وانظر جوابي السؤالين (8829 ) و (126056 ) .
ثانياً:
وما تسألون عنه من بناء مؤسسة تعليمية بعقد ربوي لمنافسة المؤسسات النصرانية لا يعدُّ من الأعذار التي تبيح لكم ذلك الاقتراض المحرَّم المترتب عليه زيادة ربوية ، فليس هذا من الضرورات التي تبيح المحظورات ، ومن رضي لنفسه من الآباء والأمهات الوقوع في الحرام بإخراج أولاده من مدارسكم الإسلامية إلى المدارس النصرانية فإنما يبوء بالإثم العظيم على هذا الفعل ، وسيسأله ربه تعالى عن هذه الأمانة التي فرَّط في أدائها على وجهها الصحيح ، وأنتم ليس عليكم حرج ولا إثم جراء ما فعله أولئك الآباء والأمهات ، ولا يكلفكم الله تعالى إلا ما في وسعكم ، وأنتم لم تقصروا في توجيه الناس وتعليمهم وتهيئة المكان المناسب لتعليم أولادهم ، وإنما وقع التفريط منهم فلا تلامون أنتم عليهم ، وأخذكم الربا فيه تعريض أنفسكم لسخط الله وعقابه ، ولعلَّ فعلكم أن يكون أعظم من فعل أولئك الذين نقلوا أولادهم إلى تلك المدارس ، فاتركوا الأمور على حالها فمن شاء من المسلمين أن يلتزم معكم فليفعل ومن أبى فلا تؤاخذون بفعله ، ولا بأس من البحث عن مصادر أخرى مباحة لتمويل بناء مؤسسة تعليمية تنافس تلك المؤسسات النصرانية ، فابحثوا عن فاعل خير يقرضكم قرضا حسناً ، أو ابحثوا عن تاجر مسلم يشارككم في بناء تلك المؤسسة ويكون له ربح على قدر مساهمته ، أو اسلكوا الطريق المشتهرة وذلك بجمع التبرعات من المحسنين من أجل إقامة صرحكم التعليمي ، واحذروا من الاقتراض الربوي فلا خير فيه وهو مسبب لفاعله والراضي به الإثم العظيم .
سئل الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله - :
هل يجوز الاقتراض من البنوك الربوية لمنافسة المبشرين لغرض إنقاذ أبناء المسلمين من التنصير ، إلى آخره ؟ .
فأجاب :
إن كان الاقتراض بفائدة ربوية : لم يجز ذلك بإجماع سلف الأمة ؛ لأن الأدلة من الكتاب والسنة تدل على تحريم ذلك ولو كان الغرض شريفا ونبيلا ؛ لأن الغايات الشريفة لا تبرر الوسائل المحرمة ولا تبيحها ، أما إن كان الاقتراض من دون فائدة : فلا بأس ، ولكن الاقتراض من غيرها من أصحاب الأموال السليمة من الربا أولى وأحسن وأحوط إذا تيسر ذلك .
ونوصيكم بالتعاون بينكم وبالاقتراض من تجار المسلمين الطيبين وجمع التبرعات منهم ؛ لإنقاذ أبناء المسلمين من أيدي دعاة النصرانية والوثنية والشيوعية ، وهذا التعاون واجب عليكم - معشر المسلمين - في دولة " يوغندا " وغيرها ، وهو من الجهاد الشرعي ، ومن الدعوة إلى الله سبحانه ، ومن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونسأل الله لكم العون والتوفيق وصلاح النية والعمل ، ونوصي إخوانكم المسلمين في " يوغندا " التعاون معكم في عملكم الجليل لنشر الإسلام والدعوة إليه في المساجد وغيرها ، وافتتاح المدارس الإسلامية لتحفيظ القرآن الكريم وتعليمه ، وتعليم العقيدة الصحيحة الإسلامية السالمة من الشوائب الشركية والبدعية مع تعليم العلوم الشرعية " انتهى من " مجموع فتاوى ابن باز " ( 19 / 284 ) .
ولبيان تحريم الدراسة في المؤسسات النصرانية وغيرها انظر جوابي السؤالين (150114 ) و (145352 ) .
والله أعلم