0 / 0

حكم اللعب بما يسمَّى ” لعبة الويجا “

السؤال: 175599

تعرفت مؤخراً على لعبة منتشرة في بلادنا تسمَّى " ويجا " ، فهل هذه اللعبة من باب السحر والتعامل مع الجان ؟ .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

لعبة " الويجا " خطرة على دين لاعبها وعلى حياته ، أما على دينه : فمن حيث أن فيها نداء ومخاطبة للجن ! والاستجابة وتصديق كلامهم والخشية من مخالفة أوامرهم ، ولا يختلف حكم لعبها عن حكم إتيان العرَّافين والكهَّان ؛ لما يحصل من لاعبها من سؤال الجن عن أمور غيبية بالنسبة له ، وأما خطرها على حياته : فلما حصل من إصابة كثيرين بأمراض نفسية وخوف ورعب أدَّى إلى إفساد حياتهم ، ولذا فقد صدرت تنبيهات كثيرة من علماء نفس واجتماع على ضرورة التخلص من هذه اللعبة وعدم تجربتها فضلا عن اللعب والتعلق بها .
وخلاصة حالها : أنه يؤتى بلوحة يُكتب عليها الأرقام والحروف جميعها ، ويُكتب في أعلاها " نعم " و " لا " و " مع السلامة " – كل لوح بلغة أهل بلده – ويكون ثمة قرص في وسط اللوح يُمسك جانباه من لاعبيْن – على الأقل – وتٌبدأ اللعبة بالنداء على " ويجا " ! وواضح في أذهان لاعبيها أنه الآن يتم استدعاء " روح " أو " جن " بحسب اعتقاد اللاعب ، ويتم سؤاله عما غاب عنهم معرفته مما حصل فيتحرك القرص باتجاه الأرقام والحروف ليكون من مجموعها جواب السؤال ! فإذا كان السؤال عن تاريخ معين تحرَّك القرص – وأصابعهم عليه – باتجاه الأرقام ليتم بمجموعها الجواب على السؤال ، وهكذا لو كان السؤال عن اسم أو حدث فإنه يتحرك القرص باتجاه الحروف ليتم بمجموعها جواب السؤال ! وقد تكون الإجابة " نعم " أو " لا " فيتحرك القرص نحو أحدهما ، ولا يمكن للاعبين أن يخرجوا من اللعب بإرادتهم حتى يستأذنوا من " ويجا " ! فإذا تحرك القرص نحو " لا " ، لم يمكنهم مغادرة اللعبة ! وإذا تحرك القرص نحو " نعم " أمكنهم مغادرتها ، وحينها لا بدَّ من شكره ! فإذا شكره اللاعبون اتجه القرص نحو عبارة " مع السلامة " ! .
وقد حاول بعضهم تهوين الأمر وجعلها لعبة لمجرد التسلية ، والواقع أن أمرها خطير للغاية ، والذي يبدو أن لفظة " ويجا " هي اسم لأحد من الجن – ملِك أو غيره – وهو يرسل أحد جنوده ليحرك القرص نحو الأرقام والحروف ليكوِّن من مجموعها جواب السؤال ، وثمة من يعتقد أن هذا التحريك هو من قرناء أولئك اللاعبين ، وأن ما يسألون عنه هو معروف لهم خاصة ، أو لعالم الجن ، وثمة آخرون – من الأطباء وعلماء الغرب – يعتقدون أن ظاهرة تحرك القرص هي مما يطلق عليه " التحريك اللاإرادي " ، ومعناه : أن " العقل قادر وتحت تأثير عواطف محددة أن يحرك عضلات الجسم حركة لا إرادية لا يشعر صاحبها أنه من يتحكم فيها , فيبدو الأمر له وكأن الأرواح تحرك المؤشر أسفل يده " .

ومن المقرر عند المسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قد نهى عن إتيان الكهان ، وقال إنهم ( ليسوا بشيء ) ، وأخبر أن من أتاهم ، وهو غير مصدِّق بهم : لم تقبل له صلاة أربعين يوماً ، وأن من أتاهم مصدِّقاً لهم ، فقد كفر.
وقد ذكرنا هذا كله – وزيادة – بأدلته في أجوبة الأسئلة ( 8291 ) و ( 60431 ) و ( 100900 ) و ( 135589 ) .
ولا يجوز لمسلم أن يستعين بالجن في معرفة المغيَّبات حتى لو لم يتقرب إليهم بطاعة أو قربة ؛ إذ مجرد الاستعانة بهم ممنوعة .
وينظر جواب السؤال رقم ( 137948 ) .

ومن أجل استمتاع الجن باللاعبين بذلك من الإنس ، يحصل من الجن نوع خضوع لهذا اللاعب ، وذلك بإخباره بما يطلبه من المغيبات ، كما حصل للإنسي خضوع لمراد الجن بذلك ، ويكفي أنه لا يجرؤ على الخروج من اللعبة دون أن يأذن له " ويجا " ، وإلا أصابته الضراء ولحقه الأذى في ظنه واعتقاده ؛ وقد قال الله تعالى ( وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا ) الأنعام/ 128 ، وهذا الرهَق الذي يصيب اللاعب قبل وأثناء اللعبة وبعدها هو الذي ذكره الله تعالى في قوله ( وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا ) الجن/ 6 .
وانظر – في حكم الاستعانة بالجن – أجوبة الأسئلة ( 11114 ) و ( 78546 ) .

والخلاصة :
أنه يحرم على المسلم اللعب بما يسمى " لعبة الويجا " ، حتى لو كان واقعها أنها من الحركات اللاإرادية ؛ لأن لاعبها قصد نداء الجن ، فهي داخلة في حكم الاستعانة بالجن ، وحكم إتيان العرافين والكهنة ، وكلها أمور محرمات ، وقد سبق بيان ذلك فيما قلناه وفيما أحلنا عليه .

والله أعلم

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android