0 / 0
8,64408/01/2012

سكن في أحد الفنادق فضعف إيمانه وتهاون في الصلاة

السؤال: 175232

أنا شاب في الثالثة والعشرين من العمر، أدرس ماجستير إدارة أعمال. لقد اعتدت أن أحافظ على صلواتي الخمس ، ولكني منذ أن انتقلت للعيش في أحد الفنادق العامة بسبب ظروف الدراسة ساءت حالتي وتناقص معدل إيماني ، فلم أعد أصلي صلواتي كما كنت.. إني أشعر بالألم لذلك، ولكني غير قادر على التحسن. كما أني رأيت والدي في المنام كأنه قد توفي وفارق الحياة ، وأظن أن ذلك بسبب تركي للصلاة ، لذا قررت أن أعود إلى الصلاة في أقرب وقت.. ولكني بحاجة إلى نصيحة تدفعني لذلك ، وتساعدني على رفع مستوى إيماني
المشكلة الأخرى التي تواجه الشباب المسلم المتعلم من أمثالي هنا في الهند هي قضية الوظيفة ؛ فغالب من يتخرج من مثل تخصصي هذا يذهب للعمل في البنوك الربوية ، أو في بعض الشركات الكبرى التي في الغالب تكون من أصول يهودية. فما العمل في مثل هذه الحالة ؟ أشكر لكم جهودكم العظيمة في هذا الموقع، فأنا أتابعه منذ عامين ، وقد أفدت منه الكثير .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
الصلاة هي أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين ، وهي عمود الإسلام الذي يقوم عليه بناؤه ، فالواجب أن تعنى بها أشد العناية ، وأن يكون شأنها لديك أعظم من الدراسة والوظيفة ، بل من الطعام والشراب ، لأن بها حياة قلبك ، وصلاح سائر عملك ، وهي أول ما تحاسب عليه .
ومما يعينك على أدائها :
1- أن تعلم أن تركها كفر مخرج من ملة الإسلام ، وانظر : السؤال رقم (5208) .
2- أن تعلم أن تأخيرها عن وقتها كبيرة عظيمة من كبائر الذنوب ؛ لقوله تعالى : ( فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ) مريم/59
قال ابن مسعود عن الغي : واد في جهنم ، بعيد القعر ، خبيث الطعم.
بل المنقول عن جمع من الصحابة أن من ترك صلاة واحدة عمدا حتى خرج وقتها : أنه كافر .
قال ابن حزم رحمه الله: ” فروينا عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ومعاذ بن جبل ، وابن مسعود ، وجماعة من الصحابة رضي الله عنهم، وعن ابن المبارك ، وأحمد بن حنبل ، وإسحاق بن راهويه رحمة الله عليهم ، وعن تمام سبعة عشر رجلا من الصحابة ، رضي الله عنهم ، أن من ترك صلاة فرضٍ عامدا ذاكرا حتى يخرج وقتها ، فإنه كافر ومرتد ، وبهذا يقول عبد الله بن الماجشون صاحب مالك ، وبه يقول عبد الملك بن حبيب الأندلسي وغيره “. انتهى من “الفصل في الملل والأهواء والنحل” (3/128).
وهذا أمر عظيم ينخلع له القلب ، إذ لا يرضى مؤمن لنفسه بالكفر والردة ، عياذا بالله ، بل لا يرضى لنفسه بفعل كبيرة من كبائر الذنوب ، أو بواد في جهنم .
3- أن تقوي إيمانك بفعل الصالحات ، من نوافل الصلاة والصدقة وقراءة القرآن والمواظبة على الأذكار ، مع ترك المنكرات من النظر والاستماع إلى ما حرم الله .
4- أن تحرص على أداء الصلاة مع الجماعة .
5- أن تتخذ لنفسك رفقة صالحة تعينك على الطاعة ، وتزجرك عن المعصية .
ثانيا :
أبواب الرزق الحلال كثيرة والحمد لله ، فلا تشغل نفسك بذلك ، بل اجتهد في دراستك ، وثق بأن الله تعالى يوفق عبده الصالح ، ويرزقه من حيث لا يحتسب ، ويعطيه من خزائنه التي لا تنفد ، كما قال سبحانه : ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً) (الطلاق:2 ،3).
وقال تعالى : ( مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) النحل/97 .
وقال عز وجل : ( الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) البقرة/268
فقد تجد مجالا في شركة أو مؤسسة يقوم عليها مسلمون صالحون لا يتعاملون بالربا ، أو عملا خارج بلدك ، أو غير ذلك مما يهيئه الله تعالى لك .
نسأل الله تعالى لك التوفيق والحفظ والسداد .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android