0 / 0
22,18213/05/2011

ولدت ابناً له أربع أصابع فقط فكيف تتصرف مع هذا الابتلاء ؟

السؤال: 163493

وُلد لي ولد بأربع أصابع فقط في يده اليمنى ، وما انزعجت لذلك ، غير أني ليلة أمس كنت أرى صورة ليدٍ يمنى وكيف أن الله أبدع صنع الأصابع والكف وغير ذلك فانفجرت بالبكاء ، صحيح أنه لا حيلة لي في ذلك ، ولا أدري لماذا أصبح ابني هكذا ، مع أنه لا يوجد أحد في العائلة بهذه الحالة ، حتى أخوه الأكبر فهو كامل الخلقة . على ما أظن أن هذا شعور طبيعي تشعر به أي أمّ في مثل حالتي ، إنني أتألم من ذلك ولكني لا أبدي ألمي هذا ولكنني أفكر أحياناً كيف سأواجهه بالإجابة عن سؤاله إذا سخر منه الأولاد في المدرسة حين يكبر فيأتي ويسألني عن ذلك ، فماذا أقول له حينها ؟ .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

إننا نقدِّر – أيتها الأم – مشاعرك تجاه طفلك ، ونعيش معك شعورك عندما ترين ابنك قد ابتلاه الله تعالى بما ذكرتِ ، وإننا سنقف معك وقفات نرجو أن يكون لها أثر طيب عليكِ لمواجهة هذا الابتلاء وحسن التصرف تجاهه .
1. يجب عليكِ التأمل في عظيم حكمة الله فيما يقدِّره تعالى من الأشياء ، وليس خلْقُ ابنك بأربع أصابع خارجاً عما يجب تأمله ، فالله تعالى لا يخلق شيئاً عبثاً إنما يخلقه لحكمة بالغة ، ومنه ما يقدِّره تعالى من إصابة بعض خلقه بإعاقات بدنية تتفاوت فيما بينهما ، ومن أعظم الحكَم في ذلك أن يكون هذا من باب الابتلاء لوالديه ، ثم للابن نفسه إن صار من البالغين المكلَّفين ، وقد بينَّا هذا بتفصيل أوفى في جواب السؤال رقم ( 13610 ) فنرجو مطالعته .
2. نرجو منكِ عدم الالتفات للوراء وعدم الانشغال بالذكريات المؤلمة ؛ فالانشغال بمشاعر الحزن والألم والإكثار منها فيه تعطيل للقيام بالواجبات والعمل لمصلحة الطفل ، وقد يؤدي بكِ – لا قدَّر الله – إلى التسخط والاعتراض على فعل الله تعالى .
3. إننا لا نرى أنَّ خلْق الله تعالى أربع أصابع لابنك فيه عظيم ابتلاء ، فقد أكمل الله له عقله وجعله قادراً على الحركة وهو يأكل وينام ويرى ويسمع في نِعَم عظيمة جليلة تحتاج منكِ لشكرٍ عليها .
4. نوصيك بالاهتمام بطفلك ليكتسب مهارات يتفوق بها على أقرانه ليعوِّض عليه النقص في خِلقته ، فتميزه – مثلاً – بحفظ القرآن وطلب العلم يجعلان منه طفلاً مميزاً يُثنى عليه ولا يشعر معه بالنقص عن أقرانه .
5. تجنبي التعامل معه بعاطفة مجردة ، فلا تظهري أمامه الحزن والأسى حتى لا يشعر بالنقص عن أشقائه وأقرانه .
6. نبِّهي أشقاءه وشقيقاته إلى ضرورة الانتباه في كلامهم معه وعدم السخرية به ، مع التشديد في عقوبة المخالف لهذا .
7. تعاوني مع إدارة المدرسة والأخصائي الاجتماعي في ضرورة حسن رعايته ومعاقبة من يسخر منه وتجنبيه آثار ذلك إن وقع .
8. احرصي أن يكون ابنك مِن أهل المساجد لتكون صحبته طيبةً نقية من طلبة العلم وحفاظ القرآن ، وهم مَن لا يمكن أن يصدر منهم – إن شاء الله – سخرية به .
وأما حين يكبر : فأفهميه أن الله تعالى قد ابتلى غيره بأشد من ابتلائه هذا ، فمنهم الذي لا يستطيع التحرك ، ومنهم المجنون ، والأعمى ، والأصم ، والمصاب بسرطان الدم ، ومن يغسل كُليته كل يومين مرة ، وهكذا في ابتلاءات كثيرة وشديدة قد عافاه الله منها ، وليعلم أن ما ابتلاه الله به ليس شيئاً بالنسبة لغيرها من الابتلاءات الشديدة ، وأعظم من هذا أن يعلم أنه يتقلب في أعظم نعمة وهي الإسلام ، وأنه الله تعالى قد جعله من الموحِّدين ، وهي نعمة جليلة تحتاج منه لشكر عظيم بقلبه ولسانه وجوارحه ، وليعلم أن هذه الدنيا ليست إلا دار اختبار وابتلاء وأحزان وآلام ونقص ، وأن السعادة والفرح والكمال إنما هو في جنَّة الخلد فعليه أن يسعى لأن يكون من أهلها .
نسأل الله تعالى أن يعينك وييسر أمرك ، ونسأله تعالى أن يهديه لما فيه رضاه .

 

والله أعلم

 

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android