0 / 0

حكم إجراء عملية لتطويل القامة

السؤال: 161799

لدي مشكلة في النمو ، فأنا لم أنم بشكل جيد، إنني في منتصف العشرينات من عمري ، وطولي يشعرني بالاكتئاب ، أعرف أن هذه ليست مشكلة رئيسية للكثيرين ، ولكنها كذلك بالنسبة لي ؛ فطولي تحت نسبة القصر المعتادة ، فهل يجوز لي أن أزيد من طولي من خلال عملية تجميل؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

تطويل القامة يتم عن طريق الهرمونات ومعالجة مسببات القصر والتقزم ، ويتم عن طريق الجراحة ، ولا حرج في استعمال الطريق الأول .
وأما الجراحة فإنها تعتمد على كسر العظم ، ويحيط بها مخاطر واحتمال تليف العضلات أو حدوث الالتهابات ، والأصل تحريم إلحاق الإنسان الضرر بنفسه ، إلا إذا كان لغرض التداوي.
قال ابن حزم رحمه الله :
” واتفقوا أنه لا يحل لأحد أن يقتل نفسه ، ولا أن يقطع عضوا من أعضائه ، ولا أن يؤلم نفسه في غير التداوي بقطع العضو الألِم [ يعني : المصاب بالألم ] خاصة ” انتهى من “مراتب الإجماع” ص 157
وهذه المسألة بحثها الدكتور صالح بن محمد الفوزان حفظه الله في رسالته للدكتوراة ، التي عنوانها : “الجراحة التجميلية عرض طبي ودراسة فقهية مؤصلة” وانتهى فيها إلى التحريم .
ومما جاء في ذلك : ” ويظهر لي حرمة إجراء العملية لهذا الغرض ، وذلك لما يلي :
1- أن تطويل القامة بهذه التقنية تعتمد على إحداث كسر في عظم صحيح ، وهذا يتنافى مع ما تقرر من حرمة بدن المعصوم وعدم جواز الاعتداء عليه بأي وسيلة ما لم يكن ذلك لحاجة التداوي ، وأما مجرد الرغبة في طول القامة فليس مسوغا كافيا في انتهاك هذه الحرمة .
وقد جاء ما يدل على حرمة الاعتداء على العظام بالكسر في مثل قوله صلى الله عليه وسلم : ( كسر عظم الميت ككسره حيا ) ففي هذا الحديث تشبيه لكسر عظم الميت بكسر عظم الحي ، وهذا يدل على أن حرمة كسر عظم الحي حكم قطعي متقرر ، ولذا شبه كسر عظم الميت به ، والمراد التشبيه في أصل الحرمة لا في مقدارها ؛ إذ الجناية على عظم الميت ليست كالجناية على عظم الحي في القصاص والدية بالإجماع .
ب- أن قصر القامة يعد شيئا معتادا في أوساط الناس ، ولا يعد عيبا في الغالب ، والجراحة لتغيير خِلقة معهودة قد تكون من تغيير خلق الله تعالى الذي جاءت النصوص بتحريمه كما تقدم.
ولو سلمنا بأن القصر خِلقة غير معهودة ، فإنه لن يتم علاجه وتحويله إلى خلقة معهودة ؛ ذلك أن مظهر الجسم لن يكون متناسقا ؛ إذ يقع التطويل في الأطراف السفلى بينما تكون بقية الأعضاء قصيرة بشكل لافت ، مما يجعل الجسم يبدو في هيئة غير معتادة ، فليس في هذه الجراحة تحويل للخلقة غير المعهودة إلى خلقة معهودة ، وإذا لم يكن التطويل علاجا للتشوّه فليس له مسوغ شرعي لما يشتمل عليه من كسر للعظم الصحيح دون حاجة .
ج – ما تقدم من المضاعفات الخطرة لهذه الجراحة ، كالالتهابات والآلام الشديدة لمدة طويلة ، وتليّف العضلات ، مع احتمال اختلال هذا الجهاز ، فضلا عن عدم تناسق الجسم ، وهذا كله لا يجوز الإقدام عليه لمجرد الرغبة في الظهور بمظهر أجمل وزيادة عدة سنتيمترات في الطول ” انتهى من “الجراحة التجميلية” ص 322
وبناء على ذلك : ينبغي ألا يقلقك أمر القصر ، وأن تعلم أن جمال الإنسان بخلقه وحسن تعامله ، وقيمة المرء بما يحسنه من أعمال لا بمظهره ، فوطن نفسك على الرضا بما أنت فيه مما قدره الله عليك ، وانظر إلى من هو دونك في الخلق والمنظر لترى نعمة الله عليك .
نسأل الله لنا ولك التوفيق والثبات .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android