0 / 0

هل سؤال الملكين خاص بهذه الأمة أم عام لجميع الأمم

السؤال: 161715

من ضمن أسئلة ملائكة الله للميت فى قبره من نبيك ؟ فكيف يكون السؤال لمن كان قبل الرسول وبعثته ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

فقد اختلف العلماء هل السؤال في القبر خاص بهذه الأمة أم لها ولغيرها على عدة أقوال:
القول الأول :
أن السؤال خاص بهذه الأمة ؛ لأن الأمم قبلنا كانت رسلهم تأتيهم ، فإذا امتنعوا عن الإيمان كفت الرسل عنهم واعتزلوهم ، وعوجلوا بالعذاب .
ولما بعث نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم الرءوف بأمته الذي قال الله عنه : ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ) الأنبياء/107 ، وأمته فيهم المؤمن والمنافق أمسك عن عذابهم لظاهر أحوالهم فشرع السؤال لهم بعد موتهم لتمييز الخبيث من الطيب .
كما قال تعالى: ( يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ) إبراهيم/ 27 ، وممن رجح هذا القول الحكيم الترمذي صاحب نوادر الأصول ( 4/ 160 )
القول الثاني:
التوقف في هذا الأمر وعدم القطع فيه بشيء، وإليه مال ابن عبد البر رحمه الله كما في التمهيد ( 22/ 253)
القول الثالث:
أن السوال عام لهذه الأمة وغيرها ، وهذا القول هو الأرجح من جهة الدليل وهو اختيار ابن القيم والقرطبي وغيره من محققي أهل العلم .
قال ابن القيم في كتابه “الروح” ص(124 وما بعدها): ” قال أبو عبد الله الترمذي: إنما سؤال الميت في هذه الأمة خاصة ، ثم حكى قوله الذي سبقت الإشارة إليه ملخصاً ثم عقب عليه بقوله:” لا يدل هذا على اختصاص السؤال بهذه الأمة دون سائر الأمم…. والظاهر – والله أعلم – أن كل نبي مع أمته كذلك، وأنهم معذبون في قبورهم بعد السؤال لهم، وإقامة الحجة عليهم، كما يعذبون في الآخرة بعد السؤال وإقامة الحجة” انتهى .
ومما يؤيد ذلك أن الأحاديث الواردة في عذاب القبر دلت على وقوعه على الكفار وعلى الأمم السابقة ، كاليهود والمشركين الذين ماتوا قبل البعثة ؛ فليس هناك ما يمنع من سؤالهم عن ربهم ودينهم ونبيهم وقد قال الله تعالى : ( وإن من أمة إلا خلا فيها نذير ) فاطر/ 24.
وقال تعالى: (فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ) الأعراف/ 6، فإذا سئلوا يوم القيامة فلم لا يسألون في قبورهم؟!
وفي الصحيحين ، في البخاري(1375) ومسلم (2869) عَنْ أَبِي أَيُّوبَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: ” خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ وَجَبَتْ الشَّمْسُ فَسَمِعَ صَوْتًا فَقَالَ: “يَهُودُ تُعَذَّبُ فِي قُبُورِهَا “
وعن عروة بن الزبير عن خالته عائشة رضي الله عنها قالت: ( دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَعِنْدِي امْرَأَةٌ مِنْ الْيَهُودِ وَهِيَ تَقُولُ: هَلْ شَعَرْتِ أَنَّكُمْ تُفْتَنُونَ فِي الْقُبُورِ؟ قَالَتْ: فَارْتَاعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَقَالَ:( إِنَّمَا تُفْتَنُ يَهُودُ )، قَالَتْ عَائِشَةُ : فَلَبِثْنَا لَيَالِيَ ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :( هَلْ شَعَرْتِ أَنَّهُ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّكُمْ تُفْتَنُونَ فِي الْقُبُورِ؟)، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدُ يَسْتَعِيذُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ) رواه مسلم (584) فدل ذلك على أن العذاب والفتنة في القبر واقعان في غير هذه الأمة ، كما هو واقع فيها بصريح الأدلة من الكتاب والسنة ، ومن الفتنة السؤال في القبر .
وبهذا يتبين قوة هذا القول ووجاهته والعلم عند الله تعالى .
ينظر : ( التذكرة في أحوالا لموتى والآخرة القرطبي 1/ 413 ) والروح لابن القيم ( 124 )
والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android