0 / 0

حكم قول : \”من حسن الطالع حصل كذا\”

السؤال: 158980

أسمع بعض الناس إذا أصابه شيء سيئ يقول : هذا من سوء الطالع ، وإذا حصل له شيء فيه سرور قال : هذا من حسن الطالع . فما معنى هذه العبارة ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

"الطالع" هو النجم الطالع في السماء ، وكان الناس في الجاهلية يظنون تأثير هذه النجوم في الحوادث التي تحدث في الأرض ، فكانوا ينسبون الحوادث إلى النجوم ، وقد توارث الناس عنهم هذه العقيدة الفاسدة ، فصاروا يقولون مثل هذه الكلمات ، وكثير من الناس يقولها وهو لا يدري معناها .
جاء في فتاوى اللجنة الدائمة (26/368) :
" يحرم استعمال عبارتي (من حسن الطالع) ، و (من سوء الطالع) ؛ لأن فيهما نسبة التأثير في الحوادث الكونية حسنا أو سوءا إلى المطالع ، وهي لا تملك من ذلك شيئا ، وليست سببا في سعود أو نحوس ، قال الله تعالى : ( أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ) الأعراف/54 ، فإن كان القائل يعتقد أن هذه المطالع فاعلة بنفسها من دون الله تعالى فهو شرك أكبر ، وإن كان يعتقد أن الأمور كلها بيد الله وحده ولكن تلفظ بذلك فقط فهو من شرك الألفاظ الذي ينافي كمال التوحيد الواجب ، والأصل في ذلك ما خرجه مسلم في "صحيحه" أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( لا عدوى ولا هامة ولا نوء ولا صفر ) ، وما ثبت في "الصحيحين" عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية على إثر سماء كانت من الليل ، فلما انصرف النبي صلى الله عليه وسلم أقبل على الناس فقال : هل تدرون ماذا قال ربكم ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : ( أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر ، فأما من قال : مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكواكب ، وأما من قال : مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكواكب ) " انتهى .
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" هذه الكلمة يقولها من لا يعرف الشريعة ، يقول للشخص إذا نجح : هذا من حسن الطالع ، وإذا رسب : هذا من سوء الطالع ، وهذا من التنجيم الذي هو نوع من الشرك ؛ وذلك لأن الطالع والغارب ليس له تأثير في الحوادث الأرضية ، بل الأمر بيد الله ، سواء ولد الإنسان في هذا الطالع أو في هذا الغارب أو في أي وقت .
وهذا الذي يدعي أن فوز الرجل أو فشله لحسن الطالع أو سوء الطالع من هذا النوع الذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم إنه كافر بالله .
فالواجب على من قاله أن يتوب إلى الله من ذلك ، وعلى من سمعه أن ينكر عليه وأن يبين ذلك في المجالس العامة والمجالس الخاصة بالشباب ؛ لأن بعض الناس لا يعرف معنى هذه الكلمة ولا يعرف على أي شيء بنيت " انتهى
"لقاء الباب المفتوح" (64 / 12).
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android