0 / 0
315,15501/12/2010

أين يقع قبر آدم عليه السلام ؟

السؤال: 153850

أين يقع قبر آدم عليه السلام ؟ .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولاً:
لا يُعرف على وجه القطع واليقين بقعة في الأرض فيها جسد نبي إلا البقعة التي في ” المدينة النبوية ” والتي دُفن فيها محمد صلى الله عليه وسلم ، وقال بعض العلماء : إن قبر الخليل إبراهيم عليه السلام في ” الخليل ” في فلسطين ، ومنهم من يقول : إن الموجود هناك الآن هو عين قبره ، وقال آخرون : ثبت مكان موته ولكن لا تُعرف عين البقعة التي دفن فيها .
وكل ما عدا ذلك : فهو من المفتريات ، ولا يثبت منه شيء .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – :
وأما قبور الأنبياء : فالذي اتفق عليه العلماء هو ” قبر النبي صلى الله عليه وسلم ” فإن قبره منقول بالتواتر وكذلك في صاحبيه ، وأما ” قبر الخليل ” : فأكثر الناس على أن هذا المكان المعروف هو قبره ، وأنكر ذلك طائفة ، وحكي الإنكار عن مالك وأنه قال : ليس في الدنيا قبر نبي يعرف إلا قبر نبينا صلى الله عليه وسلم ، لكن جمهور الناس على أن هذا قبره ، ودلائل ذلك كثيرة ، وكذلك هو عند أهل الكتاب ، ولكن ليس في معرفة قبور الأنبياء بأعيانها فائدة شرعية ، وليس حفظ ذلك من الدِّين ، ولو كان من الدِّين لحفظه الله كما حفظ سائر الدين ، وذلك أن عامة من يسأل عن ذلك إنما قصده الصلاة عندها والدعاء بها ونحو ذلك من البدع المنهي عنها .
” مجموع الفتاوى ” ( 27 / 444 ) .
وقال – رحمه الله – :
قال طائفة من العلماء منهم عبد العزيز الكناني : كل هذه القبور المضافة إلى الأنبياء لا يصح شيء منها إلا قبر النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد أثبت غيره أيضا قبر الخليل عليه السلام .
” مجموع الفتاوى ” ( 27 / 446 ) .
وقال الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله – :
لا يُعرف قبر نبيٍّ من الأنبياء سوى نبينا عليه الصلاة والسلام ، أما من ادعى أن هناك قبوراً في ” عُمَان ” أو في غير عمان معروفة للأنبياء : فهو كاذب ، وليس بصحيح ، إلا قبر نبينا عليه الصلاة والسلام في ” المدينة ” ، وهكذا قبر الخليل في ” الخليل ” في فلسطين ، معروف هناك محل القبر ، وأما بقية الأنبياء : فلا تُعرف قبورهم ، لا نوح ولا هود ولا صالح ولا إبراهيم ولا غيرهم ، ما عدا إبراهيم في ” الخليل ” .
المقصود : أن جميع الأنبياء ما عدا النبييْن الكريميْن عليهما الصلاة والسلام محمد وإبراهيم لا تعرف قبورهم ، محمد في ” المدينة ” وهذا بإجماع المسلمين معروف موجود ، وهكذا الخليل إبراهيم عليه الصلاة والسلام معروف أيضاً في المغارة في ” الخليل ” ، أما من سواهما من الأنبياء : فقد نص أهل العلم على أنه لا تُعرف قبورهم .
” نور على الدرب ” ( شريط 642 ) .
وسئل – رحمه الله – :
هل صحيح أن آدم عليه السلام نزل في ” سيريلانكا ” وخاصة في منطقة ” سندين ” ؟ هل هذا صحيح أم لا ؟ .
فأجاب :
لا أصل لهذا ، ولا أساس لهذا ، لا تعرف صحته ، ولا أصل له ، ولا يُعرف قبره ، ولا أين نزل في أي بقعة ، أين دفن في أي بقعة ، آدم عليه الصلاة والسلام .
المقصود : أن آدم لا يُعرف في أي بقعة من الأرض ، لا في كذا ولا في كذا .
” نور على الدرب ” ( شريط 642 ) .

ثانياً:
وردت آثار في تعيين قبر آدم عليه السلام ، لكن لا يصح منها شيء .
قال أبو نصر محمد بن عبد الله الإمام – وفقه الله – :
وقد جاءت آثار فيها بيان مكان قبره – أي : آدم عليه السلام – :
1. أخرج الدارقطني في ” سننه ” عن ابن عباس وفيه ( صلى جبريل بالملائكة على آدم ودفن في مسجد الخيف … ) .
وهذا الأثر فيه عبدالرحمن بن مالك بن مغول ، وهو متروك ، كذا قال الدارقطني .
وجاء عند ابن عساكر وابن سعد كما في ” الدر المنثور” ( 3 / 334 ) ، إلا أن السند فيه الكلبي ، وهو كذاب ، وأبو صالح ضعيف .
وجاء عند أبي الشيخ عن مجاهد أيضاً ، إلا أنه لم يصح إلى مجاهد ؛ لأنه مسلسل بالكذابين.
2. وأخرج أبو الشيخ في ” العظمة ” عن خالد بن معدان ( أن آدم لما توفي حمله مائة وخمسون رجلا من الهند إلى بيت المقدس ودفنوه بها وجعلوا رأسه عند الصخرة … ) .
وفيه مجاهيل , وأعظم من هذا أنه من الإسرائيليات .
فخلاصة الكلام : أنه لا يُعلم مكان قبر آدم ، وهذا نقطع به ، ويعتبر أن ادِّعاء قبره في مكان كذا تقوُّل بدون علم .
تنبيه :
ذكر صاحب كتاب ” المنار ” ( 3 / 220 ) أنه رأى في ” الهند ” ضرائح تُعبد من دون الله ، ومنها : ضريح آدم وزوجه وأمِّه ! مع العلم أنه ليس لآدم عليه السلام أم ، ولكن هكذا الجهل يعمل بأصحابه .
انتهى من كتابه ” تحذير المسلمين من الغلو في قبور الصالحين ” ( 78 ) .
وقال الشيخ محمد بن ناصر الدين الألباني – رحمه الله – :
لم يثبت في حديث مرفوع أن ” إسماعيل ” عليه السلام أو غيره من الأنبياء الكرام دفنوا في المسجد الحرام ، ولم يرد شيء من ذلك في كتاب من كتب السنة المعتمدة كالكتب الستة ومسند أحمد ومعاجم الطبراني الثلاثة وغيرها من الدواوين المعروفة ، وذلك من أعظم علامات كون الحديث ضعيفاً بل موضوعا عند بعض المحققين ، وغاية ما روي في ذلك آثار معضلات بأسانيد واهيات موقوفات أخرجها الأزرقي في ” أخبار مكة ” ( ص 39 و 219 و 220 ) فلا يلتفت إليها وإن ساقها بعض المبتدعة مساق المسلَّمات .
” تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد ” ( ص 69 ) .

والله أعلم

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android