0 / 0
18,01030/11/2010

هل يجوز الصلاة في غرفة خُصصت لأتباع الأديان جميعاً وليس فيها شعارات دينية ؟!

السؤال: 153658

أنا طالب في إحدى الجامعات الألمانية ، وقد حظينا بغرفة للصلاة وأداء الجمعة والجماعة في مقر السكن الطلابي ، ولكن ذلك يبعد حوالي عشر دقائق من الجامعة ، لذلك فقد اعتاد الطلاب المسلمون أن يصلّوا صلواتهم منفردين في بعض الغرف الفارغة أو خلف مبنى الكلية حيث يوجد مكان مناسب لذلك .
وفي محاولة لتسهيل أداء الصلاة في جماعة وتخصيص مكان لذلك داخل الجامعة نفسها : قامت رابطة الطلاب المسلمين داخل الجامعة بتقديم طلب لتزويدنا بغرفة لهذا الغرض ، ولكن الجامعة رأت أنه لا يمكن أن تعطينا مكاناً آخر ، وهي قد أعطتنا ذلك المصلَّى في السكن ، ولكن تجاوباً مع طلبنا قامت الجامعة بالسماح لنا بالصلاة في إحدى الغرف الهادئة والتي يستخدمها معظم الطلاب من مختلف الديانات ، وقد حرصت الجامعة أن لا يوجد في هذه الغرفة أي رمز من رموز الديانات مثل الصلبان والأصنام … الخ ، وقد توقعنا أن هذه الغرفة لن يستخدمها أحد بمجرد بدء استخدامنا لها كمصلى ، وبالفعل كان توقعنا في محله ، وقد بدأ الطلاب المسلمون – والذين قوامهم في بعض الأحيان يصل إلى حوالي 20 طالباً – بأداء الصلاة في جماعة بانتظام ولله الحمد ، إلا أن هناك إشكالاً صغيراً ، فهناك بعض الكتب المقدسة للمسيحين في هذه الغرفة ، ولكنَّ أحداً لا يلقى لها بالاً .
السؤال هو : هل تجوز الصلاة في هذه الغرفة والحالة هذه ؟ .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولاً:
لا حرج عليكم أن تصلوا في هذه الغرفة الصلوات الخمس وصلاة الجمعة ، بل هو واجب عليكم ، وليس يتيسر الأمر في تلك الديار كما يتيسر في بلاد المسلمين من وجود مساجد وجوامع تقام فيها الجمعة والجماعة ، وعليه : فتكون تلك الغرفة هي مسجدكم .
ولا يمنع وجود بعض الكتب للديانة النصرانية أو غيرها من إقامة صلاة الجمعة والجماعة في تلك الغرفة .
قال علماء اللجنة الدائمة :
إذا تمكن المسلمون من تخصيص محل لهم يجعلونه مسجداً ولا يكون في بناء مشترك مع أتباع الأديان الأخرى : تعيَّن عليهم ذلك ، وإلا فيعبدون الله في المكان الذي يمكنهم ، ولو كانوا هم وأتباع الأديان الأخرى تحت سقف واحد ، سواء كان محجوزاً أو غير مجوز ؛ لقوله سبحانه : ( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ) التغابن/ 16 .
الشيخ عبد العزيز بن باز ، الشيخ عبد الرزاق عفيفي .
” فتاوى اللجنة الدائمة ” ( 2 / 80 ، 81 ) .
وبما أنه ليس في تلك الغرفة تماثيل ولا أصنام بل ولا صلبان : فالأمر حينئذٍ لا يدعو للقلق من جهة الصلاة فيها ، وإذا كانت الصلاة في الكنيسة التي تخلو من التماثيل والأصنام جائزة : فهذه الغرفة الخالية من شعارات الأديان جميعها أولى .
وانظر حكم الصلاة في الكنيسة في جواب السؤال رقم (147007 ) .

وعليه : فلو جاء النصارى لهذه الغرفة وصلَّوا فيها صلاتهم : لم يكن ذلك مانعا لكم من إقامة صلاة الجمعة وباقي الصلوات ، وليس هناك مشابهة في صورة الفعل بين صلاتنا وصلاة غيرنا حتى يشكل ذلك على من يرى المصلين في الغرفة ، ويختلط عليه أهرهم . لذا فإنه لا يقع اشتباه عند من يرى كلينا يصلي في تلك الغرفة .

والله أعلم

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android