لدى سؤال يتعلق بـ ” غزوة الهند ” ، والتي يدَّعي البعض بأنها ستحدث ، ويقولون : بأنه مَن سيقتل فى هذه الغزوة سيدخل الجنة ، ويقتبسون هذا الحديث :
روى النسائي – الحديث ( 3124 ) – عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( عِصَابَتَانِ مِنْ أُمَّتِي أَحْرَزَهُمَا اللَّهُ مِنْ النَّارِ عِصَابَةٌ تَغْزُو الْهِنْدَ وَعِصَابَةٌ تَكُونُ مَعَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ عَلَيْهِمَا السَّلَام ) .
وفي ” سنن النسائي – الحديث ( 3123 ) : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : وَعَدَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزْوَةَ الْهِنْدِ ، فَإِنْ أَدْرَكْتُهَا أُنْفِقْ فِيهَا نَفْسِي وَمَالِي ، فَإِنْ أُقْتَلْ كُنْتُ مِنْ أَفْضَلِ الشُّهَدَاءِ ، وَإِنْ أَرْجِعْ فَأَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ الْمُحَرَّرُ .
بداية : هل هذه الأحاديث صحيحة ؟ وإذا كانت كذلك فهل هى تشير حقّاً إلى حرب فى شبه القار ة قرب نهاية العالم ؟ .
0 / 0
46,58702/06/2010
ما ورد في السنَّة من أحاديث في غزو ” الهند ” رواية ودراية
السؤال: 148529
الجواب
Table Of Contents
- وقد رواه النسائي في ” سننه ” ( 3175 ) ، وصححه الألباني في ” صحيح النسائي ” ، ورواه أحمد في ” مسنده ” ( 37 / 81 ) وحسَّنه المحققون .
- وقد رواه النسائي ( 3173 ) ، وضعفه الألباني في ” ضعيف النسائي ” ، ورواه أحمد في ” مسنده ” ( 12 / 28 ) ط الرسالة ، وضعفه محققو الطبعة.
- وثمة طرق أخرى لحديث أبي هريرة كلها ضعيفة ، وثمة أحاديث أخرى في الباب لا تخلو من مقال ، والذي ثبت وصحَّ هو حديث ثوبان .
- ثانياً:
- قد حصل غزو الهند ، وافتتحها المسلمون ، وحطموا أصنامها ، مراراً ، وقد ابتدأ ذلك في عهد الوليد بن عبد الملك بقيادة القاسم بن محمد الثقفي ، وغزيت وافتتحت أيضاً في زمان العباسيين ، وذلك بقيادة القائد المظفر ” محمود بن سُبُكتِكين ” رحمه الله ، وقد فرض على نفسه غزو الهند مرة في كل عام .
- قال الشيخ صدِّيق حسن خان – رحمه الله – توفي عام 1307 هـ – :
- وأما الهند : ففتح في عهد ” الوليد بن عبد الملك ” على يد ” محمد بن قاسم الثقفي ” سنة اثنتين وتسعين الهجرية ، وبلغت راياته المظلة على الفوج من حدود ” السند ” إلى أقصى ” قنوج ” سنة خمس وتسعين .
- وبعد ما عاد عاد ولاة الهند إلى أمكنتهم وبقي الحكام من الخلفاء المروانية والعباسية ببلاد ” السند ” … .
- قال صاحب ” المغني ” : … وقصد السلطان محمود الغزنوي أواخر المائة الرابعة غزو ” الهند ” وأتى مراراً ، وغلب ، وأخذ الغنائم ، وانتزع ” السند ” من الحكام الذين كانوا من قبل ” القادر بالله بن المقتدر العباسي ” ، ولكن السلطان ” محمود ” لم يقم بالهند وكان أولاده متصرفين من ” غزنين ” إلى ” لاهور ” حتى استولى السلطان ” معز الدين سام الغوري ” على ” غزنين ” وأتى ” لاهور ” وقبض على ” خسروملك ” ختْم الملوك الغزنوية ، وضبط ” الهند ” وجعل ” دهلي ” دار الملك سنة تسع وثمانين وخمسمائة ، ومن هذا التاريخ إلى آخر المائة الثانية عشر كانت ممالك الهند في يد السلاطين الإسلامية .
- ” أبجد العلوم ” ( 1 / 344 ، 345 ) .
- وقال ابن كثير – رحمه الله – في حوادث سنة أربع وتسعين – :
- وفيها : افتتح القاسم بن محمد الثقفي أرض الهند ، وغنم أموالاً لا تعد ولا توصف .
- ” البداية والنهاية ” ( 9 / 113 ) .
- وقال ابن كثير – رحمه الله – في حوادث سنة ست وتسعين وثلاث مئة – :
- وفيها : غزا يمين الدولة ” محمود بن سُبُكْتِكين ” بلاد الهند ، فافتتح مدناًكباراً ، وأخذ أموالاً جزيلة ، وأسر بعض ملوكهم – وهو ملك ” كراشي ” – حين هرب لما افتتحها ،وكسر أصنامها.
- ” البداية والنهاية ” ( 11 / 358 ) .
- وقال أيضاً – رحمه الله – في حوادث سنة تسع وأربع مئة – :
- وفيها غزا ” محمود بن سبكتكين ” بلاد الهند ، وتواقع هو وملك الهند ، فاقتتل الناسقتالاً عظيماً ، ثم انجلت عن هزيمة عظيمة على الهند ، وأخذ المسلمون يقتلون فيهم كيفشاءوا ، وأخذوا منهم أموالاً عظيمة من الجواهر والذهب والفضة ، وأخذوا منهم مائتيفيل ، واقتصوا أثار المنهزمين منهم ، وهدموا معامل كثيرة .
- ” البداية والنهاية ” ( 12 / 8 ) .
- وهذا الذي حصل من غزو الهند من دلائل النبوة ، حيث أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن وقوعه وهو من علْم الغيب الذي أوحاه الله إليه .
- قال الأستاذ محمد عبد الوهاب بحيري – رحمه الله – :
- فائدة : الحديث المذكور – أي : حديثثوبان – من أعلام النبوة فقد غزا المسلمون الهند والسند في عهد بني أمية – ثم شرع في ذِكر أحداث غزو الهند وفتحها – .
- ” بلوغ الأماني من أسرار الفتح الرباني ” ( 22 / 411 ) .
- وليس هناك ما يدل على أن هناك غزوا آخر للهند يكون آخر الزمان قرب القيامة أو في أيام عيسى عليه السلام كما ذهب إليه بعض أهل العلم ، بل الظاهر أن المشار إليه في الحديث هو هذا الذي وقع الأمر ، وحديث ثوبان ليس فيه الربط بين العصابتين ، بل كل عصابة لها وقتها ، وكلاهما قد اشتركا في فضل واحد .
- والله أعلم
أولاً:
أما الحديث الأول وهو حديث ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فهو حديث صحيح.
وقد رواه النسائي في ” سننه ” ( 3175 ) ، وصححه الألباني في ” صحيح النسائي ” ، ورواه أحمد في ” مسنده ” ( 37 / 81 ) وحسَّنه المحققون .
وأما الحديث الثاني وهو حديث أَبِي هُرَيْرَةَ : فهو حديث ضعيف .
وقد رواه النسائي ( 3173 ) ، وضعفه الألباني في ” ضعيف النسائي ” ، ورواه أحمد في ” مسنده ” ( 12 / 28 ) ط الرسالة ، وضعفه محققو الطبعة.
وثمة طرق أخرى لحديث أبي هريرة كلها ضعيفة ، وثمة أحاديث أخرى في الباب لا تخلو من مقال ، والذي ثبت وصحَّ هو حديث ثوبان .
ثانياً:
قد حصل غزو الهند ، وافتتحها المسلمون ، وحطموا أصنامها ، مراراً ، وقد ابتدأ ذلك في عهد الوليد بن عبد الملك بقيادة القاسم بن محمد الثقفي ، وغزيت وافتتحت أيضاً في زمان العباسيين ، وذلك بقيادة القائد المظفر ” محمود بن سُبُكتِكين ” رحمه الله ، وقد فرض على نفسه غزو الهند مرة في كل عام .
قال الشيخ صدِّيق حسن خان – رحمه الله – توفي عام 1307 هـ – :
وأما الهند : ففتح في عهد ” الوليد بن عبد الملك ” على يد ” محمد بن قاسم الثقفي ” سنة اثنتين وتسعين الهجرية ، وبلغت راياته المظلة على الفوج من حدود ” السند ” إلى أقصى ” قنوج ” سنة خمس وتسعين .
وبعد ما عاد عاد ولاة الهند إلى أمكنتهم وبقي الحكام من الخلفاء المروانية والعباسية ببلاد ” السند ” … .
قال صاحب ” المغني ” : … وقصد السلطان محمود الغزنوي أواخر المائة الرابعة غزو ” الهند ” وأتى مراراً ، وغلب ، وأخذ الغنائم ، وانتزع ” السند ” من الحكام الذين كانوا من قبل ” القادر بالله بن المقتدر العباسي ” ، ولكن السلطان ” محمود ” لم يقم بالهند وكان أولاده متصرفين من ” غزنين ” إلى ” لاهور ” حتى استولى السلطان ” معز الدين سام الغوري ” على ” غزنين ” وأتى ” لاهور ” وقبض على ” خسروملك ” ختْم الملوك الغزنوية ، وضبط ” الهند ” وجعل ” دهلي ” دار الملك سنة تسع وثمانين وخمسمائة ، ومن هذا التاريخ إلى آخر المائة الثانية عشر كانت ممالك الهند في يد السلاطين الإسلامية .
” أبجد العلوم ” ( 1 / 344 ، 345 ) .
وقال ابن كثير – رحمه الله – في حوادث سنة أربع وتسعين – :
وفيها : افتتح القاسم بن محمد الثقفي أرض الهند ، وغنم أموالاً لا تعد ولا توصف .
” البداية والنهاية ” ( 9 / 113 ) .
وقال ابن كثير – رحمه الله – في حوادث سنة ست وتسعين وثلاث مئة – :
وفيها : غزا يمين الدولة ” محمود بن سُبُكْتِكين ” بلاد الهند ، فافتتح مدناًكباراً ، وأخذ أموالاً جزيلة ، وأسر بعض ملوكهم – وهو ملك ” كراشي ” – حين هرب لما افتتحها ،وكسر أصنامها.
” البداية والنهاية ” ( 11 / 358 ) .
وقال أيضاً – رحمه الله – في حوادث سنة تسع وأربع مئة – :
وفيها غزا ” محمود بن سبكتكين ” بلاد الهند ، وتواقع هو وملك الهند ، فاقتتل الناسقتالاً عظيماً ، ثم انجلت عن هزيمة عظيمة على الهند ، وأخذ المسلمون يقتلون فيهم كيفشاءوا ، وأخذوا منهم أموالاً عظيمة من الجواهر والذهب والفضة ، وأخذوا منهم مائتيفيل ، واقتصوا أثار المنهزمين منهم ، وهدموا معامل كثيرة .
” البداية والنهاية ” ( 12 / 8 ) .
وهذا الذي حصل من غزو الهند من دلائل النبوة ، حيث أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن وقوعه وهو من علْم الغيب الذي أوحاه الله إليه .
قال الأستاذ محمد عبد الوهاب بحيري – رحمه الله – :
فائدة : الحديث المذكور – أي : حديثثوبان – من أعلام النبوة فقد غزا المسلمون الهند والسند في عهد بني أمية – ثم شرع في ذِكر أحداث غزو الهند وفتحها – .
” بلوغ الأماني من أسرار الفتح الرباني ” ( 22 / 411 ) .
وليس هناك ما يدل على أن هناك غزوا آخر للهند يكون آخر الزمان قرب القيامة أو في أيام عيسى عليه السلام كما ذهب إليه بعض أهل العلم ، بل الظاهر أن المشار إليه في الحديث هو هذا الذي وقع الأمر ، وحديث ثوبان ليس فيه الربط بين العصابتين ، بل كل عصابة لها وقتها ، وكلاهما قد اشتركا في فضل واحد .
والله أعلم
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب