المسلم يعبد ربَّه تعالى اتباعاً لما أمر الله به في كتابه الكريم ، ورسوله صلى  الله عليه وسلم في سنَّته ، وما يكون من عبادة فبينه وبين ربه عز وجل ، ولا حاجة له  أن يطلع الناس عليها ليروا ماذا فعل ، وبماذا قصَّر ؟ 
 والذي يظهر أن الفعل الوارد في السؤال وأمثاله ليس موافقاً للشرع ؛ لعدة اعتبارات ،  منها : 
 1. أنه ليس سائراً على هدي سلف هذه الأمة ، فلا هو فعل أحدٍ من الصحابة ، ولا من  بعدهم ، إنما هو فعل مبتدع في هذا الزمان . 
 2. أن المسلم يصلي لربه تعالى ، ولا يصلي ليحصِّل جوائز من الخلق . 
 3. أن مثل هذه الجداول تفتح باب الكذب على ضعفاء النفوس ، فقد يستحي أحدهم من أن  يراه إخوانه مقصراً ، فيقع في الكذب . 
 4. أن مثل هذا التنافس بين الأعضاء المشاركين في المسابقة قد يفتح باباً عليهم من  الفخر والإعجاب بالعمل . 
 وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : يتبع بعض الناس طريقة لمحاسبة أنفسهم في أداء  الصلوات المفروضة والسنن الرواتب ، وهي أن يضع جدولاً ، هذا الجدول عبارة عن محاسبة  لأدائه الصلوات خلال أسبوع واحد ، بحيث يضع أمام كل وقت صلاة مربعين ، أحدهما للفرض  والآخر للسنة الراتبة ، فإذا صلى الفرض مع الجماعة وضع لصلاته تلك درجة ، وإذا صلى  الراتبة وضع لها درجة أيضاً ، وإذا لم يصل لم يضع درجة وهكذا ، ثم في آخر الأسبوع  يخرج مجموع الدرجات ، وتشتمل الورقة على أربعة جداول لشهر واحد ، ويقول هؤلاء : إن  مثل هذه الوسيلة تعين على المحافظة على أداء الفرائض والسنن ، فما رأي فضيلتكم في  هذه الطريقة ؟ هل هي مشروعة أم لا ؟ وما رأيكم في نشرها أثابكم الله ؟ 
 فأجاب : " هذه الطريقة غير مشروعة ، فهي بدعة ، وربما تسلب القلب معنى التعبد لله  تعالى ، وتكون العبادات كأنها أعمال روتينية كما يقولون ، وفي الصحيحين عن أنس بن  مالك رضي الله عنه قال : دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد فإذا حبل ممدود  بين ساريتين ، فقال : ( ما هذا ) ؟ ، قالوا : حبل لزينب تصلي فإذا كسلت ، أو فترت  أمسكت به فقال : ( حلوه ، ليصل أحدكم نشاطه فإذا كسل ، أو فتر فليقعد ) ، ثم إن  الإنسان قد يعرض له أعمال مفضولة في الأصل ثم تكون فاضلة في حقه لسبب ، فلو اشتغل  بإكرام ضيف نزل به عن راتبة صلاة الظهر لكان اشتغاله بذلك أفضل من صلاة الراتبة . 
 وإني أنصح شبابنا من استعمال هذه الأساليب في التنشيط على العبادة ؛ لأن النبي صلى  الله عليه وسلم حذر من مثل ذلك حيث حث على اتباع سنته وسنة الخلفاء الراشدين ، وحذر  من البدع ، وبين أن كل بدعة ضلالة ، يعني وإن استحسنها مبتدعوها ، ولم يكن من هديه  ولا هدي خلفائه وأصحابه رضي الله عنهم مثل هذا "  انتهى . 
 "مجموع فتاوى ابن عثيمين" (16/111) .  
 وقد سئل الشيخ عبد الرحمن البراك حفظه الله : 
 نحن ستة أصدقاء ، نجتمع كل 15 يوماً في بيت أحدنا على برنامج يتضمن القرآن ،  والأربعين النووية ، ومنهاج المسلم ، وموعظة صاحب البيت ، ورجال حول الرسول صلى  الله عليه وسلم ، والافتتاح بالقرآن ، والختم بالدعاء ، ومن بين برامجنا : ورقة  نملؤها كل شهر ، نسميها " جدول التنافس " ، وتتضمن ورداً من القرآن ، والصلوات  الخمس في المسجد ، والصيام ، وصلة الرحم ، وعندما نواظب على ملئها تكون النتائج  طيبة ، وعند عدم ملئها تكون النتائج سلبية ، من تفريط في تلاوة القرآن ، فما حكم  الشرع في هذا الجدول ؟ 
 فأجاب : 
 " الحمد لله : الذي يظهر لي أن اتخاذ هذا الجدول والتنافس على فقراته : بدعة ؛ لأنه  يتضمن التفاخر ، والإعجاب بالعمل ، ويتضمن كذلك إظهار العمل الذي إخفاؤه أفضل ؛ لأن  إخفاء العمل من الصدقة ، وتلاوة القرآن ، أو الذكر : أبعد عن الرياء ، قال تعالى :  ( ادعوا ربكم تضرعاً وخفية ) الأعراف/ 55 ، وقال : ( ذكر رحمت ربك عبده  زكريا إذ نادى ربه نداء خفياً ) مريم/ 2 ، 3 ، وأحد السبعة الذين يظلهم الله في ظله  : ( رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ) . 
 فالذي ينبغي : التواصي بالتزود من نوافل الطاعات ، والإكثار من ذلك ، وكلٌّ يعمل ما  تيسر له فيما بينه وبين ربه ، وبهذا يحصل التعاون على البر والتقوى ، وتحصل السلامة  مما يفسد العمل ، أو ينقص ثوابه ، والله الموفق ، والهادي إلى سبيل الرشاد ، والله  أعلم " انتهى . 
 http://www.islamway.com/?iw_s=Fatawa&iw_a=view&fatwa_id=8762 
 والله أعلم