0 / 0

نصيحة لمن يقدح في إخوانه المسلمين ويتهمهم بلا بيّنة

السؤال: 44594

شيخنا إني أحبكم في الله ، رجائي أن تجيبني كي ألجم أفواه الطاعنين في أهل العلم ، فهناك من يتهمكم بالتكفير والقطبية ـ كما يسمونها ـ ?.

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أحبك الله الذي أحببتنا فيه ، وجمعنا الله في مستقر رحمته ، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .

وبخصوص ما ورد في سؤالك ، فننصحك بالابتعاد عن كل من يتكلم في إخوانك المسلمين أو يقدح فيهم أو يتهمهم ويطعن في نياتهم ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من اتبع عوراتهم يتبع الله عورته ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته ) رواه أبو داود برقم 4880 ، وصححه الألباني

ثم إن عليك واجب النصيحة لهؤلاء أن يتقوا الله عز وجل ، وأن يكفوا عن مثل تلك الألقاب التي تفرق المسلمين ، وما كان من واجب النصيحة لبعض الأخطاء فإنها لا تكون بالتشهير والطعن في النيات ونحو ذلك .

أما مسألة التكفير ففيها تفصيل . فتكفير من كفره الله تعالى أو كفره رسوله صلى الله عليه وسلم واجب حتمي ، والله عز وجل قد كفر طوائف في كتابه ، كما قال تعالى : ( لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة ) ، وقال تعالى : ( لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم ) ، وتكفير من لم يكفره الله تعالى أو يكفره رسوله صلى الله عليه وسلم محرم .

وقد قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " وكما لا يجوز أن نطلق الكفر على شخص معين حتى يتبين شروط التكفير في حقه ، يجب أن لا نجبن عن تكفير من كفره الله ورسوله ، ولكن يجب أن نفرق بين المعين وغير المعين " شرح كتاب التوحيد 2/271

وانظر سؤال ( 21576 ) ، والله أعلم

ثم إن كل من اتهم شخصاً بتهمة فعليه الدليل ( قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ )

( فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ )

والمشكلة المنتشرة بين بعض المنتسبين إلى الدين هداهم الله أنهم يرمون الناس بتهم لا تعتبر أصلاً في الشرع من الأمور القادحة والمخلّة بالدين .

ثم لا يأتون على ذلك بدليل ويتابعون هوى أنفسهم ، فالنفس تحب أن تنصب نفسها حكماً على العباد تجرح وتعدل وترفع وتخفض وتنبز .

والواجب مخالفة هوى النفس في هذا وميزان الناس بميزان الشرع وتذكر حسناتهم والمناصحة لأخطائهم .

والله الموفق .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android