0 / 0
5,54302/12/2021

هل يصح الأثر عن التابعي الجليل “معاوية بن قرة” ، ودعائه لابنه : إياس؟

السؤال: 350400

ما صحة الأثر التالي، والذي أورده الإمام البخاري في “الأدب المفرد”: ” عن مُعَاوِيَةَ بْنَ قُرَّةَ يَقُولُ: لَمَّا وُلِدَ لِي إِيَاسٌ دَعَوْتُ نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَطْعَمْتُهُمْ، فَدَعَوْا، فَقُلْتُ: إِنَّكُمْ قَدْ دَعَوْتُمْ فَبَارَكَ اللَّهُ لَكُمْ فِيمَا دَعَوْتُمْ، وَإِنِّي إِنْ أَدْعُو بِدُعَاءٍ فَأَمِّنُوا، قَالَ: فَدَعَوْتُ لَهُ بِدُعَاءٍ كَثِيرٍ فِي دِينِهِ، وَعَقْلِهِ، وَكَذَا، قَالَ: فَإِنِّي لَأَتَعَرَّفُ فِيهِ دُعَاءَ يَوْمِئِذٍ “.

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

روى البخاري في “الأدب المفرد” (1255)، قال: حدثنا محمد، قال: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَزْمٌ، قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ قُرَّةَ يَقُولُ:

” لَمَّا وُلِدَ لِي إِيَاسٌ دَعَوْتُ نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَطْعَمْتُهُمْ، فَدَعَوْا، فَقُلْتُ: إِنَّكُمْ قَدْ دَعَوْتُمْ فَبَارَكَ اللَّهُ لَكُمْ فِيمَا دَعَوْتُمْ، وَإِنِّي إِنْ أَدْعُو بِدُعَاءٍ فَأَمِّنُوا، قَالَ: فَدَعَوْتُ لَهُ بِدُعَاءٍ كَثِيرٍ فِي دِينِهِ، وَعَقْلِهِ، وَكَذَا، قَالَ: فَإِنِّي لَأَتَعَرَّفُ فِيهِ دُعَاءَ يَوْمِئِذٍ ” .

هذا السند رواته ثقات:

محمد هو: محمد بن مقاتل، أبو الحسن الكسائي المروزي، من رواة الإمام البخاري في “الصحيح”.

قال عنه الذهبي رحمه الله تعالى:

” محمد بن مقاتل المروزي… ثقة صاحب حديث ” انتهى من “الكاشف” (2 / 223).

وعبد الله هو:

” عبد الله بن المبارك المروزي، مولى بني حنظلة، ثقة ثبت فقيه عالم جواد مجاهد، جمعت فيه خصال الخير ” انتهى من”التقريب” (ص 320).

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى:

” قال – أي البخاري – في الصلاة وفي عدة مواضع: حدثنا محمد، حدثنا عبد الله. لا ينسبهما.

ومحمد: هو ابن مقاتل، وعبد الله: هو ابن المبارك. وقد نسبهما أو أحدهما في عدة مواضع، وجزم بما قلناه أبو علي بن السكن ” انتهى من”هدي الساري”(ص237).

وحزم شيخ عبد الله بن المبارك، وثقه أهل الحديث، قال الذهبي رحمه الله تعالى:

” حزم بن أبي حزم: مهران القطعي، عن: الحسن، ومعاوية بن قرة… ثقة ” انتهى من”الكاشف” (1 / 319).

ومعاوية بن قرة، قال الذهبي رحمه الله تعالى:

” معاوية بن قرة بن إياس بن هلال، أبو إياس المزني البصري… عالم عامل ” انتهى من “الكاشف” (2/277).

وفي “التقريب” (ص 538): “ثقة ” انتهى.

وصحح هذا الإسناد الشيخ الألباني في “صحيح الأدب المفرد”(ص485).

على أننا نبه السائل إلى أنه المذكور ليس حديثا مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا ذكر للنبي صلى الله عليه وسلم ، ولا لكلامه فيه ، وإنما هو من كلام هذا التابعي الجليل “معاوية بن قرة” ، ودعائه لابنه : إياس ؛ الذي صار فيما بعد لما كبر : عالما جليلا، قاضيا ، فقيها ، فطنا ؛ ولعله اصابته بركة دعاء ولده له في صغره.

قال الشيخ المحدث عبد الله السعد، حفظه الله: ” ابنه إياس بن معاوية بن قرة : ثقة جليل، كان قاضيا على البصرة ، وله أحاديث. وكان فقيها، عاقلا، فطنا، نبيلا، وله سيرة حافلة في كتب التراجم.

ولعل هذا من بركة الدعاء للأبناء بالصلاح والبركة . وكان من هدي نبينا صلى الله عليه وسلم : الدعاء بالبركة ؛ فليحرص المسلم من الدعاء بالبركة لنفسه ولأهله وذريته، وما ملك” . انتهى  من “التعليق على الأدب المفرد” (834).

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android