0 / 0
30,91419/06/2019

ذكر النبي بعد الرسول في قوله تعالى: (وكان رسولًا نبيًا)

السؤال: 307905

قال تعالي : (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا ) مريم/54 ، ما فائدة ذكر نبيا بعد رسولا إذا كان كل رسول هو نبي ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولًا :

الفرق المشهور بين النبي والرسول : أن الرسول من أوحي إليه بشرع وأمر بتبليغه ، والنبي من أوحي إليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه .

ولكن هذا الفرق لا يسلم من إشكال ، فإن النبي مأمور بالدعوة والتبليغ والحكم  .

ولهذا فالأظهر في الفرق بين الرسول والنبي : أن الرسول هو من أرسل إلى قوم كفار مكذبين ، والنبي من أرسل إلى قوم مؤمنين بشريعة رسول قبله ، يعلمهم ، ويحكم بينهم . كما قال تعالى :  إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا   ؛ فأنبياء بني إسرائيل يحكمون بالتوراة التي أنزل الله على موسى.

قال شيخ الإسلام “ابن تيمية” : ” النبي هو الذي ينبئه الله ، وهو ينبئ بما أنبأ الله به ؛ فإن أُرسل مع ذلك إلى من خالف أمر الله ليبلغه رسالة من الله إليه ؛ فهو رسول .

وأما إذا كان إنما يعمل بالشريعة قبله ، ولم يُرسل هو إلى أحد يبلغه عن الله رسالة ؛ فهو نبي ، وليس برسول ؛ قال تعالى : ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلاَّ إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ في أُمْنِيَّته )، وقوله: ( مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيّ ) ؛ فذكر إرسالاً يعمّ النوعين ، وقد خص أحدهما بأنّه رسول ؛ فإنّ هذا هو الرسول المطلق الذي أمره بتبليغ رسالته إلى من خالف الله؛ كنوح.

وقد ثبت في الصحيح أنّه أول رسول بُعث إلى أهل الأرض ، وقد كان قبله أنبياء ؛ كشيث ، وإدريس عليهما السلام ، وقبلهما آدم كان نبيّاً مكلّماً .

قال ابن عباس : كان بين آدم ونوح ، عشرة قرون كلهم على الإسلام ” انتهى من النبوات : (2/ 714 – 715).

انظر، الجواب رقم : (11725).

ثانيًا :

قوله تعالى عن إسماعيل :  وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا   مريم/54 .

معنى الآية : “كان رسولًا إلى قبيلة جرهم ، على شريعة أَبيه إِبراهيم عليهما السلام، فإن أولاد إِبراهيم جميعًا كانوا على شريعته.

وكان نَبِيًّا يخبرهم بتلك الشريعة ، مع تبشير الطائعين وإنذار المفرطين ، والجمع لإسماعيل بين وصفى الرسالة والنبوة إشارة إِلى عظيم مكانته عند الله “، انتهى  من “التفسير الوسيط : (6/ 978).

فالجمع بين الرسول والنبي ، لموسى وإسماعيل عليهما السلام ، كان تشريفًا لهما ، وبيانا لمكانتهما عند الله ، وهو أيضًا لتأكيد الوصف .

قال “ابن كثير” : “وقوله: ( وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا ) : في هذا دلالة على شرف إسماعيل على أخيه إسحاق ؛ لأنه إنما وصف بالنبوة فقط، وإسماعيل وصف بالنبوة والرسالة”، انتهى من “التفسير” (5/ 239 – 240).

وقال الطاهر ابن عاشور، رحمه الله : “الجمع بينهما هنا : لتأكيد الوصف ، إشارة إلى أن رسالته بلغت مبلغًا قويًا، فقوله (نبيًا) ، تأكيد لوصف (رسولًا)”، انتهى  من “التحرير والتنوير” (16/ 127).

وقيل : إنه قدم (رسولًا) على (نبيًا) لمراعاة الفاصلة ، أي: مراعاة مناسبة خواتيم الآيات لبعضها على طريقة واحدة ، انظر: “معترك الأقران” للسيوطي(1/ 135).

والله أعلم 

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android