0 / 0
49,25125/04/2019

هل الأفضل البسملة قبل قراءة آية الكرسي ؟

السؤال: 300726

عند قراءة آيه الكرسي في أذكار الصباح والمساء أستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ، ثم أشرع في القراءة دون قول : بسم الله الرحمن الرحيم ، فقال لي أحد الأخوة : لابد من البسملة بسبب الوصل بين الشيطان الرجيم واسم الله تعالى فهل هذا صحيح أم غير صحيح ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

الجواب : 

أولا:

إذا قرأ الإنسان القرآن خارج الصلاة وبدأ من وسط السورة ؛ فإن المشروع في حقه أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ؛ لقول الله تعالى :  فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاَللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ  النحل/98 .

وفي “الموسوعة الفقهية” (4/ 6): ” أَجْمَعَ الْعُلَمَاءُ عَلَى أَنَّ الاسْتِعَاذَةَ لَيْسَتْ مِنَ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ ، وَلَكِنَّهَا تُطْلَبُ لِقِرَاءَتِهِ ؛ لأِنَّ قِرَاءَتَهُ مِنْ أَعْظَمِ الطَّاعَاتِ ، وَسَعْيُ الشَّيْطَانِ لِلصَّدِّ عَنْهَا أَبْلَغُ . وذَهَبَ جُمْهُورُ الْفُقَهَاءِ إِلَى أَنَّهَا سُنَّةٌ ، وَعَنْ عَطَاءٍ وَالثَّوْرِيِّ : أَنَّهَا وَاجِبَةٌ ؛ أَخْذًا بِظَاهِرِ قَوْله تَعَالَى : ( فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاَللَّهِ ) النحل/98 ، وَلِمُوَاظَبَتِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عليها ، وَلأِنَّهَا تَدْرَأُ شَرَّ الشَّيْطَانِ ، وَمَا لاَ يَتِمُّ الْوَاجِبُ إِلاَّ بِهِ فَهُوَ وَاجِبٌ . وَاحْتَجَّ الْجُمْهُورُ بِأَنَّ الأْمْرَ لِلنَّدْبِ ، وَصَرَفَهُ عَنِ الْوُجُوبِ إِجْمَاعُ السَّلَفِ عَلَى سُنِّيَّتِهِ ” انتهى.

والراجح : أن الاستعاذة قبل قراءة القرآن سنة ، سواء في الصلاة أو خارجها ، وسواء بدأ من أول السورة أو من وسطها .

وينظر لمزيد من التفصيل جواب السؤال رقم : (74341).

ثانيا:

أما البسملة فيستحب البدء بها قبل أوائل السور ، سوى سورة براءة . 

قال الإمام النووي رحمه الله : ” وينبغي أن يحافظ على قراءة بسم الله الرحمن الرحيم في أول كل سورة ، سوى براءة ؛ فإن أكثر العلماء قالوا إنها آية حيث تكتب في المصحف ؛ وقد كتبت في أوائل السور سوى براءة . فإذا قرأها كان متيقنا قراءة الختمة أو السورة ، فإذا أخل بالبسملة كان تاركا لبعض القرآن عند الأكثرين ..” انتهى من “التبيان في آداب حملة القرآن” (100) . 

وأما إذا قرأ من أثناء السورة : فإنه مخير بين أن يأتي بالبسملة ، أو يتركها ويكتفي بالاستعاذة فقط.

قال ابن الجزري : ” يجوز في الابتداء بأوساط السور مطلقا ، سوى “براءة” : البسملة وعدمها ، لكل من القراء تخيرا.

وعلى اختيار البسملة: جمهور العراقيين ، وعلى اختيار عدمها جمهور المغاربة وأهل الأندلس ” انتهى من “النشر في القراءات العشر” (1/ 265).

واختار الشيخ ابن عثيمين عدم استحباب البسملة في أواسط السور فقال رحمه الله : ” الصحيح أن البسملة إذا قرأ الإنسان من أثناء السورة: لا تستحب ؛ لأن الله قال في كتابه : ( فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ) النحل/98 ، ولم يأمر بسوى ذلك ، فما دامت المسألة فيها نص خاص بأن المطلوب ممن أراد قراءة القرآن أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ، فإن هذا يخصص العام وهو قوله : ( كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله فهو أبتر ) ” انتهى من “لقاءات الباب المفتوح” (1/177).

ثالثا:

ذكر بعض أئمة القراءة تأكد البسملة قبل الآيات التي تبدأ بلفظ الجلالة ونحوه ، كآية الكرسي ونحوها ، والنهي عنها قبل الآيات التي تبدأ بـ “الشيطان” ونحو ذلك .

قال ابن الجزري رحمه الله : ” وقد كان الشاطبي يأمر بالبسملة بعد الاستعاذة في قوله تعالى : ( اللهُ لا إلَهَ إلا هُوَ ) ، وقوله : ( إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ ) ونحوه ؛ لما في ذلك من البشاعة ، وكذا كان يفعل أبو الجود غياث بن فارس وغيره ، وهو اختيار مكي في غير ” التبصرة “.

قلت [يعني ابن الجزري] : وينبغي قياسًا أن يُنهى عن البسملة في قوله تعالى : ( الشَّيْطَانُ يَعِدُكُم الفَقْرَ ) ، وقوله : ( لَعَنَهُ اللهُ ) ونحو ذلك، للبشاعة أيضا ” انتهى من “النشر في القراءات العشر” (1/ 266).

والحاصل : أن السنة : الاستعاذة قبل قراءة القرآن عمومًا .

وأن البسملة مستحبة عند القراءة من أوائل السور .

أما حال القراءة من أواسط السور: فالقارئ مخير .

ولم نقف على شيء من السنة ، أو أقوال الصحابة رضي الله عنهم ، أو نصوص الفقهاء المتبوعين: تشهد لقول أئمة القراء السابق ذكرهم .

فمن أتى بالبسملة أو تركها ، بناء على أن القارئ مخير بين الأمرين كما تقدم: فلا حرج عليه.

ومن لحظ المعنى المشار إليه ، فاختار البسملة عند قراءة آية الكرسي، ونحوها ، مطلقا: فيرجى ألا يكون به بأس.

والله أعلم. 

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android