0 / 0
18,07217/03/2019

لديه مرض يجعله لا يتذكر عدد الركعات والسجدات فهل يسجد للسهو؟

السؤال: 299278

لدي مرض يجعلني لا أتذكر هل ركعت أم لا، هل سجدت سجدة واحدة أو اثنتين ، هل كبرت أم لا ، مع العلم أن هذا المرض يخف بعض الأيام ، ويشتد في أيام أخرى ، والمشكلة أني حتى لو أعدت الصلاة أكثر من مرة ، نفس الحالة، أحس أني كلما أركع أو أسجد أفقد ذاكرتي ، الذي أفعله في الغالب ، أبني على الأكثر ، ولا أسجد سجود السهو؛ لأن الله قال : ( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ) ، فهل صلاتي صحيحة؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

إذا كثر الشك لمرض أو وسواس، لم يُلتفت إليه ، ولم يشرع سجود السهو.

فتأتي بصلاتك، وتبني على الأكثر كما ذكرت، أي لا تلتفت للشك.

وهذا ما عليه جمهور الفقهاء.

قال الكاساني الحنفي رحمه الله ، نقلا عن محمد بن الحسن رحمه الله: ” ولو شك في بعض وضوئه، وهو أولُّ ما شك: غسل الموضع الذي شك فيه ؛ لأنه على يقين من الحدث في ذلك الموضع ، وفي شك من غَسله.

والمراد من قوله: (أولُ ما شك) : أن الشك في مثله لم يصِر عادة له ؛ لا أنه لم يُبتل به قط . وإن كان يعرض له ذلك كثيرا: لم يلتفت إليه ، لأن ذلك وسوسة ، والسبيل في الوسوسة قطعها ; لأنه لو اشتغل بذلك ، لأدى إلى أن [لا] يتفرغ لأداء الصلاة ، وهذا لا يجوز ” انتهى من “بدائع الصنائع” (1/ 33).

وقال الصاوي المالكي: ” (وإن شك غيرُ مستنكِح، في محل غسله): إذا شك غير المستنكح في محل من بدنه ، هل أصابه الماء، وجب عليه غسله بصب الماء عليه ودلكه.

وأما المستنكِح – وهو الذي يعتريه الشك كثيرا – : فالواجب عليه الإعراض عنه، إذ تتبع الوسواس يفسد الدين من أصله، نعوذ بالله منه” انتهى من “حاشية الصاوي على الشرح الصغير” (1/ 170).

وقال الشيخ مصطفى الرحيباني الحنبلي في “مطالب أولي النهى” (1/507): ” وَ (لَا) يُشْرَعُ سُجُودُ السَّهْوِ (إذَا كَثُرَ) الشَّكُّ، (حَتَّى صَارَ كَوِسْوَاسٍ، فَيَطْرَحُهُ وَكَذَا) لَوْ كَثُرَ الشَّكُّ (فِي وُضُوءٍ وَغُسْلٍ وَإِزَالَةِ نَجَاسَةٍ) ، وَتَيَمُّمٍ، فَيَطْرَحُهُ؛ لِأَنَّهُ يَخْرُجُ بِهِ إلَى نَوْعٍ مِنْ الْمُكَابَرَةِ، فَيُفْضِي إلَى زِيَادَةٍ فِي الصَّلَاةِ مَعَ تَيَقُّنِ إتْمَامِهَا، فَوَجَبَ إطْرَاحُهُ، وَاللَّهْوُ عَنْهُ لِذَلِكَ” انتهى.

فالحاصل: أن صلاتك صحيحة، ونسأل الله أن يشفيك ويعفو عنك.

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android