0 / 0
19,99919/04/2018

هل يجوز القول : إننا خدام النبي صلى الله عليه وسلم ؟

السؤال: 285410

هل يجوز القول بأننا خدام النبي صلي الله عليه وسلم ؟ أو أن نقول إننا نخدمه ؟ أم هذا من خصائص الله تعالى ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولًا :

الخادم هو الذي يطوف على سيده ، ويدور حوله ، ليخدمه برفق وعناية .

قال ابن فارس في “معجم مقاييس اللغة” (2/162، 163) :

” خدم : الخاء والدال والميم أصل واحد منقاس ، وهو إطافة الشيء بالشيء ..

ومن هذا الباب : الخدمة ، ومنه اشتقاق “الخادم” ؛ لأن الخام يُطيف بمخدومه” انتهى .

وفي “لسان العرب” (9/225) في قول الله عز وجل : (طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ) النور/58 : “الطائف : هو الخادم الذي يخدمك برفق وعناية ..

والخادم الذي يطوف على مولاه ويدور حوله ” انتهى بتصرف يسير .

ولم يرد في القرآن الكريم ، ولا في السنة النبوية – فيما نعلم – أنه ورد إطلاق “الخدمة” على عبادة الله تعالى ، أو طاعته ، وطاعة رسوله ، ولا إطلاق “الخادم” على من أطاع الله ورسوله .

لكن .. كثر في كلام العلماء التعبير بـ “الخدمة” عن طاعة الله وتعالى وعبادته .

فقد ورد ذلك في كلام ابن القيم رحمه الله وحكاه عن بعض السلف ، كما نقله شيخ الإسلام ابن تيمية عن غير واحد . انظر : “درء التعارض” (4/196) ، (4/352) ، (4/358) .

ولم يستنكره شيخ الإسلام ، أو يعقب عليه بشيء .

وقال ابن القيم في “إغاثة اللهفان” (1/72) :

” وقال يحيى بن معاذ : من سر بخدمة الله ، سرت الأشياء كلها بخدمته ….

ومن علامات صحة القلب : أن لا يفتر عن ذكر ربه ، ولا يسأم من خدمته ، ولا يأنس بغيره إلا بمن يدله عليه ، ويذكره به ، ويذاكره بهذا الأمر …

ومن علامات صحته : أنه يشتاق إلى الخدمة كما يشتاق الجائع إلى الطعام والشراب” انتهى .

وقد كثر استعمال ذلك في كلام الغزالي في “إحياء علوم الدين” ، وغيره من المصنفين في هذا الباب .

وكأن سبب تساهلهم في إطلاق هذا اللفظ على عبادة الله وطاعته ، أن لفظ “الخدمة” يشعر بنوع من الاعتناء بالطاعة ، والحرص على عدم المخالفة ، كما يشعر بنوع من التذلل والخضوع .

وأما إطلاق هذا اللفظ على النبي صلى الله عليه وسلم فنقول : نحن خدام الرسول صلى الله عليه وسلم ، فله وجه صحيح من حيث المعنى ، إذ يكون معناه : أننا مطيعون للرسول صلى الله عليه وسلم ، متبعون لأمره ، مجتنبون لنهيه ، بعيدون عما يغضبه ، كما يفعل الخادم مع سيده .

ومع هذا .. فإننا نرى أن لا يطلق هذا اللفظ في حق الرسول صلى الله عليه وسلم ، وذلك لما يلي :

أنه لم يرد إطلاق هذا اللفظ بهذا المعنى في القرآن الكريم ولا في السنة لانبوية ، وكلما أمكن التعبير بالألفاظ الشرعية فهو أولى وأفضل ، فيقال : نحن أتباع النبي صلى الله عليه وسلم ، ومطيعون لأمره ، ومتمسكون بهديه .. ونحو ذلك .
أننا لم نقف على كلام لأحد العلماء الذين يقتدى بهم أنه استعمل هذا اللفظ في حق النبي صلى الله عليه وسلم .
أنه يخشى فيه من باب الدعوى الكاذبة ، أو غير المطابقة ، فلا أحد منا يخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد مماته ، والاتباع : قد قلنا ما فيه من المأخذ ، في إطلاق الخدمة عليه .

فإذا كان الأمر كذلك ، فالذي ينبغي هو التعبير عن المعاني الشرعية بما ورد في القرآن والسنة ، ولا معنى لاختراع ألفاظ تحتمل عدة معانٍ ، وهي في أحسن أحوالها لن تكون أفضل من الألفاظ الشرعية .

وأما العالم بسنة النبي صلى الله عليه وسلم ، المشتغل بحديثه ، وعلوم النبوة : فإطلاق لقب “خادم السنة” ، ونحو ذلك عليه : شائع ، مشتهر ، لا نكير فيه ، ولا محذور .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android