0 / 0
109,99423/08/2017

حول صحة حديث ” من حفظ البقرة وآل عمران فشيخوه”

السؤال: 273455

ما صحة الحديث المنسوب لرسول الله صلي الله عليه وسلم : ( من حفظ البقره وآل عمران فشيخوه ) ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :

ثبت في فضل سورتي البقرة وآل عمران طائفة من الأحاديث ، منها ما أخرجه مسلم في “صحيحه” (804) من حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ: ( اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لِأَصْحَابِهِ ، اقْرَءُوا الزَّهْرَاوَيْنِ الْبَقَرَةَ ، وَسُورَةَ آلِ عِمْرَانَ ، فَإِنَّهُمَا تَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ ، أَوْ كَأَنَّهُمَا غَيَايَتَانِ ، أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ ، تُحَاجَّانِ عَنْ أَصْحَابِهِمَا ، اقْرَءُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ ، فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ ، وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ ، وَلَا تَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ ) .

ثانيا :

أما الحديث الذي ذكره السائل وفيه :” من حفظ البقرة وآل عمران فشيخوه ” ، فهذا الحديث لا أصل له ، ولا يروى بهذا اللفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لا بإسناد صحيح ولا بإسناد ضعيف .

وقريب منه حديث يروى بلفظ :” مَنْ قَرَأَ الْبَقَرَةَ وَآلَ عِمْرَانَ ، وَلَمْ يُدْعَ بِالشَّيْخِ : فَقَدْ ظُلِمَ “.

قال فيه السخاوي في “المقاصد الحسنة” (1161) :” لا أصل له “.

ثالثا :

ورد في توقير وتقديم من حفظ وعلم البقرة وآل عمران على غيره عدة أحاديث ، منها ما هو صحيح ، ومنها ما هو ضعيف .

فمن الصحيح ما رواه أحمد في “المسند” 12215) ، وابن حبان في “صحيحه” (744) من حديث أنس رضي الله عنه قال : ( وَكَانَ الرَّجُلُ إِذَا قَرَأَ الْبَقَرَةَ وَآلَ عِمْرَانَ، جَدَّ فِينَا ) .

وفي لفظ ابن حبان (744) ” عُدَّ فِينَا ذَا شَأْنٍ ” . والحديث صحيح على شرط الشيخين . وينظر التعليق على “المسند” ط الرسالة (19/248) .

ومنه ما أخرجه البيهقي في “دلائل النبوة” (5/308) من حديث عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ ، قَالَ: اسْتَعْمَلَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ وَأَنَا أَصْغَرُ السِّتَّةِ الَّذِينَ وَفَدُوا عَلَيْهِ مِنْ ثَقِيفٍ ، وَذَلِكَ أَنِّي كُنْتُ قَرَأْتُ سُورَةَ الْبَقَرَةِ “. وصححه الألباني في “السلسلة الصحيحة” (6/1000) .

ومن الضعيف ما أخرجه الترمذي في “سننه” (2876) ، وابن خزيمة في “صحيحه” (1509) من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ:” بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْثًا وَهُمْ ذُو عَدَدٍ، فَاسْتَقْرَأَهُمْ ، فَاسْتَقْرَأَ كُلَّ رَجُلٍ مِنْهُمْ مَا مَعَهُ مِنَ القُرْآنِ ، فَأَتَى عَلَى رَجُلٍ مِنْ أَحْدَثِهِمْ سِنًّا ، فَقَالَ: مَا مَعَكَ يَا فُلاَنُ؟ قَالَ: مَعِي كَذَا وَكَذَا وَسُورَةُ البَقَرَةِ قَالَ: أَمَعَكَ سُورَةُ البَقَرَةِ؟ فَقَالَ: نَعَمْ ، قَالَ: فَاذْهَبْ فَأَنْتَ أَمِيرُهُمْ “.

والحديث ضعفه الشيخ الألباني في “ضعيف الترغيب والترهيب” (864) .

رابعا :

وأما كلمة شيخ فلها إطلاقان : الأول : من شاخ في العمر ، والثاني : من استحق أن يتتلمذ عليه الطلاب ويأخذوا عنه ، قال الحافظ بدر الدين العيني في تقريظه على كتاب “الرد الوافر” لابن ناصر الدين والمطبوع معه (ص247) :” وقد علم أن لفظة الشيخ لها معنيان : لغوي واصطلاحي: فمعناه اللغوي: الشيخ من استبان فيه الكبر ، ومعناه الاصطلاحي: الشيخ : من يصلح أن يتتلمذ عليه ” . اهـ

وعلى كلٍ ؛ فإن من إجلال الله تبارك وتعالى توقير صاحب القرآن ، كما جاء في الحديث الذي يرويه أبو موسى الأشعري رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ “إن من إجلالِ الله إكرامَ ذي الشيبَةِ المسلمِ ، وحاملِ القُرآنِ غيرِ الغالي فيه والجافي عنه ، وإكرَامَ ذي السُّلطَانِ المُقْسِطِ” .

والحديث حسنه الشيخ الألباني في “صحيح الترغيب والترهيب” (98) .

جعلنا الله من أهل القرآن الكريم ، العاملين به على الوجه الذي يرضيه عنا ، بمنه وكرمه .

والله أعلم 

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android