0 / 0

حديث (لا يزال أهل الغرب ظاهرين)

السؤال: 253578

ما صحة هذا الحديث ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يزال أهل المغرب ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة)؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا:
الحديث المقصود في السؤال ثبت عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَا يَزَالُ أَهْلُ الْغَرْبِ ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ) .
رواه الإمام مسلم في “صحيحه” رقم (1925) .
، والبزار في “البحر الزخار” (4/57) ، وأبو يعلى في “المسند” (2/118) ، ونعيم بن حماد في “الفتن” (2/601) ، وابن الأعرابي في “المعجم” (1/174) ، والشاشي في “المسند” (1/204) .
جميعهم من طريق داود بن أبي هند ، عن أبي عثمان النهدي ، عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه.
وهذا إسناد صحيح ، لم نقف على مطعن فيه من قبل أحد من المتقدمين أو المتأخرين .
ولكن الرواة اختلفوا في لفظ الحديث على داود بن أبي هند:
فروي بلفظ (أهل الغرب) – كما سبق تخريجه من الكتب – عن:
1. (نعيم بن حماد، ويحيى بن يحيى) كلاهما عن هشيم، عن داود بن أبي هند
2. (نعيم بن حماد، محمد بن المثنى، محمد بن إسماعيل) ثلاثتهم عن عبد الوهاب، عن داود بن أبي هند.
3. (عمرو بن حكام) عن شعبة، عن داود .
4. عمر بن حبيب ، عن داود .
وروي بلفظ (أهل المغرب)
أخرجه أبو عوانة في “المستخرج” (15/474) ، وأبو العرب التميمي في “طبقات علماء إفريقية” (ص10) ، وأبو نعيم في “حلية الأولياء” (2/75) ، رووه بهذا اللفظ عن:
1. (خضر بن محمد، سعيد بن منصور، سعيد بن سليمان، محمد بن الصباح) أربعتهم ، عن هشيم ، عن داود.
2. نعيم بن حماد ، عن عبد الوهاب ، عن داود .
3. عمرو بن حكام، عن شعبة، عن داود .
4. عمر بن حبيب، عن داود.
يقول أبو العباس القرطبي رحمه الله:
“وقد روى الدارقطني في “فوائده” حديث سعد بن أبي وقاص ، وقال فيه: (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق في المغرب حتى تقوم الساعة) ، ورواه عبد بن حميد الهروي، وقال فيه: (لا يزال أهل المغرب ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة، أو يأتي أمر الله) ورواه بقي بن مخلد في “مسنده” كذلك: (لا يزال أهل المغرب)” انتهى من “المفهم لما أشكل من تلخيص صحيح مسلم” (3/763) ولم نقف على هذه الروايات فيما وقفنا عليه من الكتب التي سماها.
وهكذا نجد الأمر مشتبها بين اللفظين، يصعب الترجيح فيه بينهما، لما نراه من تشارك وتشابه كبيرين في الرواية عن الرواة أنفسهم، واختلاف التلاميذ في الطبقات المتأخرة يصعب معه الترجيح بين الألفاظ والأوجه.
إلا أن العلماء يميلون إلى الوجه الأول (أهل الغرب)، والسبب فيما يبدو اشتهار هذا اللفظ في كتب أصول السنن الأقدم والأكثر، كصحيح مسلم، ومسند البزار، ومسند أبي يعلى، وغيرها، بل إن نعيم بن حماد في كتابه “الفتن” يرويه بلفظ (الغرب)، في حين أن من يروي الحديث من طريقه يحكيه عنه بلفظ (المغرب)! الأمر الذي يدل على خطئه.
يقول ابن حجر رحمه الله:
“وقع في بعض طرق الحديث (المغرب) بفتح الميم وسكون المعجمة، وهذا يرد تأويل الغرب بالعرب.
لكن يحتمل أن يكون بعض رواته نقله بالمعنى الذي فهمه، أن المراد الإقليم، لا صفة بعض أهله” انتهى من “فتح الباري” (13/295) .
ويقول العلامة المعلمي رحمه الله:
“أما ما يحكى أن بعضهم قال “المغرب” فخطأ محض” .
انتهى من “آثار الشيخ العلامة عبد الرحمن بن يحيي المعلمي اليماني” (12/ 181) .
ثانيا:
وقد اختلف العلماء في بيان (أهل الغرب) هؤلاء، وتحديد هويتهم والتعريف بهم، وذلك على أقوال:
القول الأول:
هم العرب، والعرب يوصفون بأنهم “أهل الغرب”، أي المشهورون باستعمال الدلاء الكبيرة في حاجاتهم المعيشية للمياه، والغرب هو الدلو الكبير. وقد نُقل هذا القول عن الإمام علي بن المديني.
قال يعقوب بن شيبة ، عن علي بن المديني: “الغرب هنا الدلو المذكورة، وأراد العرب؛ لأنهم أصحابها، والمستقون بها، وليست لأحد إلا لهم ولأتباعهم” .
انتهى من “مشارق الأنوار على صحاح الآثار” (2/ 130) .
القول الثاني:
هم المجاهدون، ومعنى (أهل الغرب) على هذا أي: أهل الحِدَّة، فالغرب هي الحدة هنا، أو كما نقل القاضي عياض: “أهل الغرب: أهل الشدة والجلد. وغرب كل شيء : حَده” .
انتهى من “إكمال المعلم” (6/348) والمجاهدون أهل جلد ومثابرة.
يقول ابن العربي المالكي رحمه الله:
“وقال قوم: هم المخصوصون بالجهاد، المثابرون عليه، [الذين] لا يضعون أسلحتهم، فهم أبداً في غرب، وهي الحدة. خرّج ذلك مسلم، وهذا يكون بجوْب القفار، وخَوْض البحار، تحقيقاً للموعد الحق المذكور حين قال النبي صلى الله عليه وسلم: (نَاسٌ مِنْ أُمَّتي عُرضوا علىَّ يرْكبُون ثَبَجَ هذَا الْبَحْرِ الأخْضَرِ غُزاةً في سَبِيلِ الله)، وهذا يدل على طلب تحقيق الموعد من وراء البحار، وقد علم صلى الله عليه وسلم بلوغ الدين هنالك” انتهى من “القبس في شرح موطأ مالك بن أنس” (ص586).
ويقول العلامة المعلمي رحمه الله:
“قد قيل وقيل، وأقرب الأقوال أن المراد بالغرب الحدة والشوكة في الجهاد، ففي حديث جابر بن سمرة: (لا يزال هذا الدين قائما تقاتل عليه عصابة الخ). وفي حديث جابر بن عبد الله: (…طائفة من أمتي يقاتلون) ونحوه في حديث معاوية، وحديث عقبة بن عامر” .
انتهى من “آثار الشيخ العلامة عبد الرحمن بن يحيي المعلمي اليماني” (12/ 181).
القول الثالث:
هم أهل الشام؛ لأن أهل المدينة كانوا يطلقون على الشام غربا؛ بحكم أن معظم بلاد الشام لا تسامت شمال المدينة في خط مستقيم مباشر، بل لا بد من الميل تجاه الغرب لبلوغ معظم أراضي بلاد الشام، كما أن العراق تميل إلى الشرق عن شمال المدينة المباشر.
واستدلوا عليه بأدلة ثلاثة:
1. حمل كلمة (أهل الغرب) على ظاهرها الغالب الاستعمال الذي يتحدث عن الاتجاه، وأنها غرب الأرض، أولى من حمله على معان أخرى كالحدة ونحوها.
2. الرواية الصريحة التي جاءت بلفظ (أهل المغرب) تدل على أن المقصود هو الاتجاه أيضا.
3. الأحاديث النبوية الأخرى التي تتحدث عن الطائفة الظاهرة إلى قيام الساعة، وهي أحاديث صحيحة مروية في الصحيحين، وقد جاء تفسيرها عن بعض الصحابة والتابعين بأن المقصود بهم أهل الحق في بلاد الشام أو في أكناف بيت المقدس، ففي هذا دليل على تفسير حديث (أهل الغرب) هذا، فالحديث يفسر بعضه بعضا.
قال الإمام أحمد بن حنبل – في تفسير (أهل الغرب)-:
“هم أهل الشام” انتهى من “مسائل الإمام أحمد رواية أبي داود- ت رضا” (ص: 228) .
ويقول ابن قدامة رحمه الله :
” ففسر أحمد الغرب في هذا الحديث بالشام ، وإنما فسره بذلك ؛ لأن الشام يسمى مغربا، لأنه مغرب للعراق ، كما يسمى العراق مشرقا، ولهذا قيل: ولأهل المشرق ذات عرق.
وقد جاء في حديث مصرحا به: (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم، حتى يأتي أمر الله . وهم بالشام) وفي الحديث، عن مالك بن يخامر، عن معاذ بن جبل، قال: وهم بالشام. رواه البخاري في “صحيحه”. وفي خبر عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تزال طائفة بدمشق ظاهرين) أخرجه البخاري في “التاريخ” . وقد رويت في الشام أخبار كثيرة” انتهى من “المغني” (9/205) .
تنبيه : حديث أبي هريرة في ذكر “دمشق” : لا يثبت .
وأما قوله في الحديث : ” وهم بالشام ” ، فليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ، بل هو من كلام معاذ بن جبل ، رضي الله عنه .
هذا وقد زاد بعض العلماء من أصحاب هذا القول فقالوا: المقصود أهل الشام، وما وراء بلاد الشام من الغرب كله من أهل الحق والخير. واقتصر آخرون على ذكر بلاد الشام.
يقول القاضي عياض رحمه الله:
“قيل: إنه على ظاهره، وإنما أراد غرب الأرض، قال معاذ في الحديث: “وهم بالشام”، وقد جاء مفسرًا في حديث رواه الطبري: (ببيت المقدس أو أكناف بيت المقدس). وقيل: هم أهل الشام وما وراء ذلك” انتهى من “إكمال المعلم” (6/348) .
ويقول الطيبي رحمه الله:
“قيل: هم أهل الشام وما وراء ذلك، وفيه معجزة ظاهرة؛ فإن هذا الوصف لم يزل بحمد الله تعالى من زمن النبي صلى الله عليه وسلم إلي الآن، ولا يزال حتى يأتي أمر الله تعالي” .
انتهى من “شرح المشكاة” (8/ 2632).
ويقول ابن رجب رحمه الله:
“وقد فسر الإمام أحمد أهل الغرب في هذا الحديث بأهل الشام؛ فإن التشريق والتغريب أمر نسبي، والنبي صلى الله عليه وسلم إِنَّمَا قال هذا بالمدينة، وقد سمى النبي صلّى الله عليه وسلم أهل نجد والعراق : أهل المشرق، فلذلك كانوا يسمون أهل الشام أهل المغرب؛ لأن الشام تتغرّب عن المدينة، كما أن نجدًا تتشرّق عنها. وكانوا يسمون البصرة هِندًا، لأنها من جهة الهند، ومنها يُسلك إِلَى الهند، ولهذا قال خالد لما عزله عمر عن الشام: إن عمر أمرني أن [آتي] الهند. قال الراوي: وكانت الهند عندنا البصرة.
وفسرت طائفة أخرى الغرب المذكور في هذا الحديث بالدلو العظيم، وقالوا: المراد بهم العرب؛ لأنهم يستقون [بالغرب]، وهذا قول علي بن المديني وغيره.
وقد وردت الأحاديث أن [العرب تهلك] في آخر الزمان، فلا يبقى منهم بقية إلا بالشام، فيرجع الأمر إِلَى تفسير الحديث بأهل الشام … وقد ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- التصريح بأن هذه الطائفة المنصورة بالشام” انتهى باختصار من “مجموع رسائل ابن رجب” (3/ 204) .
ويقول أبو العباس القرطبي رحمه الله:
“وقد روى الدارقطني في “فوائده” حديث سعد بن أبي وقاص، وقال فيه: (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق في المغرب حتى تقوم الساعة)، ورواه عبد بن حميد الهروي، وقال فيه: (لا يزال أهل المغرب ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة، أو يأتي أمر الله) ورواه بقي بن مخلد في “مسنده” كذلك: (لا يزال أهل المغرب) كذلك.
قلت: وهذه الروايات تدل على بطلان التأويلات المتقدمة، وعلى أن المراد به أهل المغرب في الأرض، لكن أول المغرب بالنسبة إلى المدينة – مدينة النبي صلى الله عليه وسلم – إنما هو الشام، وآخره: حيث تنقطع الأرض من المغرب الأقصى وما بينهما، كل ذلك يقال عليه: مغرب.
فهل أراد المغرب كله، أو أوله؟ كل ذلك محتمل، لا جرم قال معاذ في الحديث الآخر: (هم أهل الشام). ورواه الطبري وقال: (هم ببيت المقدس).
وقال أبو بكر الطرطوشي – في رسالة بعث بها إلى أقصى المغرب، بعد أن أورد حديثا في هذا المعنى – قال: هل أرادكم رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أراد بذلك جملة أهل المغرب؛ لما هم عليه من التمسك بالسنة والجماعة، وطهارتهم من البدع والإحداث في الدين، والاقتفاء لآثار من مضى من السلف الصالح” .
انتهى من “المفهم لما أشكل من تلخيص صحيح مسلم” (3/763-764) .
ويقول ابن تيمية رحمه الله:
“النبي صلى الله عليه وسلم تكلم بهذا الكلام بمدينته النبوية، فغربه ما يغرب عنها، وشرقه ما يشرق عنها؛ فإن التشريق والتغريب من الأمور النسبية؛ إذ كل بلد له شرق وغرب؛ ولهذا إذا قدم الرجل إلى الإسكندرية من الغرب يقولون: سافر إلى الشرق. وكان أهل المدينة يسمون أهل الشام: أهل الغرب، ويسمون أهل نجد والعراق: أهل الشرق، كما في حديث ابن عمر قال: (قدم رجلان من أهل المشرق فخطبا) وفي رواية (من أهل نجد)، ولهذا قال أحمد بن حنبل: أهل الغرب: هم أهل الشام .
يعني : هم أول الغرب ، كما أن نجدا والعراق : أول الشرق، وكل ما يشرق عنها فهو من الشرق، وكل ما يغرب عن الشام ، من مصر وغيرها فهو داخل في الغرب.
وفي الصحيحين: أن معاذ بن جبل قال: في الطائفة المنصورة: (وهم بالشام). فإنها أصل المغرب، وهم فتحوا سائر المغرب، كمصر، والقيروان، والأندلس وغير ذلك.
وإذا كان غرب المدينة النبوية ما يغرب عنها ، فالبيرة ونحوها على مسامتة المدينة النبوية، كما أن حران والرقة وسميساط ونحوها على مسامتة مكة، فما يغرب عن البيرة فهو من الغرب الذين وعدهم النبي صلى الله عليه وسلم لما تقدم. وقد جاء في حديث آخر في صفة الطائفة المنصورة أنهم بأكناف البيت المقدس ، وهذه الطائفة هي التي بأكناف البيت المقدس اليوم.
ومن يتدبر أحوال العالم في هذا الوقت يعلم أن هذه الطائفة هي أقوم الطوائف بدين الإسلام: علما وعملا وجهادا عن شرق الأرض وغربها؛ فإنهم هم الذين يقاتلون أهل الشوكة العظيمة من المشركين وأهل الكتاب ، ومغازيهم مع النصارى ومع المشركين من الترك ومع الزنادقة المنافقين من الداخلين في الرافضة ، وغيرهم كالإسماعيلية ونحوهم من القرامطة : معروفة معلومة قديما وحديثا.
والعز الذي للمسلمين بمشارق الأرض ومغاربها هو بعزهم، ولهذا لما هزموا سنة تسع وتسعين وستمائة دخل على أهل الإسلام من الذل والمصيبة بمشارق الأرض ومغاربها ما لا يعلمه إلا الله. والحكايات في ذلك كثيرة ليس هذا موضعها” انتهى من “مجموع الفتاوى” (28/531).
ويقول أيضا رحمه الله:
“كل بلد له غرب وشرق، والاعتبار في لفظ النبي صلى الله عليه وسلم بغرب مدينته، ومن الفرات هو غرب المدينة، فالبيرة ونحوها على سمت المدينة، كما أن حران والرقة وسميساط ونحوها على سمت مكة.
ولهذا يقال: إن قبلة هؤلاء أعدل القبل، بمعنى أنك تجعل القطب الشمالي خلف ظهرك، فتكون مستقبل الكعبة، فما كان غربي الفرات فهو غربي المدينة إلى آخر الأرض، وأهل الشام أول هؤلاء” انتهى من “منهاج السنة” (7/58).
ويقول السيوطي رحمه الله:
“ومما يؤيد أن المراد بالغرب من الأرض رواية عبد بن حميد، وبقي بن مخلد: (ولا يزال أهل الغرب) ورواية الدارقطني: (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق في المغرب حتى تقوم الساعة)
قلت: لا يبعد أن يراد بالمغرب مصر؛ فإنها معدودة في الخط الغربي بالاتفاق، وقد روى الطبراني والحاكم وصححه عن عمرو بن الحمق قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تكون فتنة أسلم الناس فيها الجند الغربي) قال ابن الحمق: فلذلك قدمت عليكم مصر. وأخرجه محمد بن الربيع الجيزي في مسند الصحابة الذين دخلوا مصر، وزاد فيه: (وأنتم الجند الغربي). فهذه منقبة لمصر في صدر الملة، واستمرت قليلة الفتن، معافاة طول الملة، لم يعترها ما اعترى غيرها من الأقطار، وما زالت معدن العلم والدين، ثم صارت في آخر الأمر دار الخلافة، ومحط الرحال، ولا بلد الآن في سائر الأقطار بعد مكة والمدينة يظهر فيها من شعائر الدين ما هو ظاهر في مصر” .
انتهى من “شرح السيوطي على مسلم” (4/ 514) .
القول الرابع:
هم العلماء.
يقول الإمام القرطبي رحمه الله :
” سمعت شيخنا الأستاذ المقرئ النحوي المحدث أبا جعفر أحمد بن محمد بن محمد القيسي القرطبي المعروف بابن أبي حجة رحمه الله، يقول في تأويل قوله عليه السلام: (لا يزال أهل الغرب ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة) إنهم العلماء.
قال: وذلك أن الغرب لفظ مشترك، يطلق على الدلو الكبيرة، وعلى مغرب الشمس، ويطلق على فيضة من الدمع. فمعنى (لا يزال أهل الغرب) أي: لا يزال أهل فيض الدمع من خشية الله عن علم به وبأحكامه ظاهرين، الحديث. قال الله تعالى: (إنما يخشى الله من عباده العلماء) [فاطر: 28].
قلت [أي القرطبي]: وهذا التأويل يعضده قوله عليه السلام في صحيح مسلم: (من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين، ولا تزال عصابة من المسلمين يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم إلى يوم القيامة)، وظاهر هذا المساق أن أوله مرتبط بآخره. والله أعلم” .
انتهى من “تفسير القرطبي” (8/ 297) .
والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الاسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android