0 / 0
38,10304/05/2015

هل يمكن للرقية أن تكون في الطعام والشراب والعلاج ؟

السؤال: 227494

هل يمكن للرقية أن تكون في أي شيء غير الماء، كأن تكون في الطعام والشراب والعلاج ؟ وهل يمكن في الشيء المرقي أن يكون مأكولا أو مشروباً، أم لا بد من صبّه صباً على المكان المطلوب علاجه من الجسم ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
دلت السنة على أن الرقية إذا ثبت نفعها وكانت خالية من الشرك والمحرمات أنها تكون جائزة .
فعَنْ جَابِرٍ ، قَالَ : ” نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الرُّقَى ، فَجَاءَ آلُ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ! إِنَّهُ كَانَتْ عِنْدَنَا رُقْيَةٌ نَرْقِي بِهَا مِنَ الْعَقْرَبِ ، وَإِنَّكَ نَهَيْتَ عَنِ الرُّقَى ، قَالَ: فَعَرَضُوهَا عَلَيْهِ ، فَقَالَ: ( مَا أَرَى بَأْسًا ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَنْفَعْهُ ) رواه مسلم ( 2199 ) .
قال أبو جعفر الطحاوي رحمه الله تعالى :
” ففي حديث جابر ، ما يدل على أن كل رقية ، يكون فيها منفعة فهي مباحة ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من استطاع أن ينفع أخاه فليفعل ) ” .
انتهى من ” شرح معاني الآثار ” ( 4 / 326 ) .
وعَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ ، قَالَ : ” كُنَّا نَرْقِي فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللهِ ! كَيْفَ تَرَى فِي ذَلِكَ ؟ فَقَالَ : ( اعْرِضُوا عَلَيَّ رُقَاكُمْ ، لَا بَأْسَ بِالرُّقَى مَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ شِرْكٌ ) رواه مسلم (2200) .
كما دلت السنة أيضا على جواز التداوي بصب الماء على المريض .
فقد روى أبو داود (3885) عن ثابت بن قيس رضي الله عنه : ” أن رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيه وَهُوَ مَرِيضٌ ، فَقَالَ : ( اكْشِفْ الْبَأْسَ رَبَّ النَّاسِ ، ثُمَّ أَخَذَ تُرَابًا مِنْ بَطْحَانَ [واد في المدينة] فَجَعَلَهُ فِي قَدَحٍ ثُمَّ نَفَثَ عَلَيْهِ بِمَاءٍ وَصَبَّهُ عَلَيْهِ) . صححه الألباني في ” صحيح سنن أبي داود. ”
قال العظيم آبادي في “عون المعبود شرح سنن أبي داود” :
(وَصَبَّهُ عَلَيْهِ) : أَيْ وَصَبَّ ذَلِكَ التُّرَاب الْمَخْلُوط بِالْمَاءِ على ثَابِت بْن قَيْس . وَالْمَعْنَى : أَيْ : جَعَلَ الْمَاء فِي فِيهِ ، ثُمَّ رَمَى بِالْمَاءِ عَلَى التُّرَاب ، ثُمَّ صَبَّ ذَلِكَ التُّرَاب الْمَخْلُوط بِالْمَاءِ عَلَى ثَابِت بْن قَيْس . وَإِنَّمَا جَعَلَ الْمَاء أَوَّلًا فِي فِيهِ لِيُخَالِط الْمَاء بِرِيق رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَيَحْتَمِل أَنَّ الْمَاء نُفِثَ أَيْ رُمِيَ عَلَى التُّرَاب مِنْ غَيْر إِدْخَاله فِي فِيهِ ثُمَّ صَبَّه عَلَى ثَابِت بْن قَيْس” انتهى .
وعلى أيٍّ من الاحتمالين فالحديث يدل على جواز التداوي بصب الماء على المريض .
وقد عمل بذلك العلماء ، فتداووا بشرب الماء المقروء عليه وبصبه على المريض .
قال ابن مفلح رحمه الله تعالى :
” قال صالح – ابن الإمام أحمد بن حنبل – : ربما اعتللت فيأخذ أبي قدحا فيه ماء فيقرأ عليه ويقول لي : اشرب منه ، واغسل وجهك ويديك .
ونقل عبد الله بن الإمام أحمد أنه رأى أباه يعوذ في الماء ويقرأ عليه ويشربه ، ويصب على نفسه منه ” انتهى من” الآداب الشرعية ” ( 2 / 441 ) .
وقال ابن القيم رحمه الله تعالى :
” وكنت آخذ قدحا من ماء زمزم فأقرأ عليه الفاتحة مرارا وأشربه فأجد به من النفع والقوة ما لم أعهد مثله في الدواء ، والأمر أعظم من ذلك ؛ ولكن بحسب قوة الإيمان ، وصحة اليقين ، والله المستعان ” انتهى من ” مدارج السالكين ” ( 1 / 293 ) .

وإذا جاز القراءة في الماء وشربه ، فإنه يجوز في غيره من المشروبات والمطعومات والأدوية المباحة ، لأن العبرة بالكلام المقروء ، ولأن هذا ثبت نفعه وليس فيه شرك ولا شيء من المحرمات فيكون جائزا .
قال الشيخ عبدالله بن جبرين رحمه الله تعالى :
” وثبت عن السلف القراءة في ماء ونحوه ، ثم شربه أو الاغتسال به مما يخفف الألم أو يزيله ؛ لأن كلام الله تعالى شفاء كما في قوله تعالى : ( قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ) وهكذا القراءة في زيت أو دهن أو طعام ، ثم شربه أو الادهان به أو الاغتسال به ، فإن ذلك كله استعمال لهذه القراءة المباحة التي هي كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم ” انتهى .
http://www.ibn-jebreen.com/fatwa/vmasal-6421-.html

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android