0 / 0
39,82007/03/2015

المشروع في متابعة المؤذن أن يقول مثل ما يقول بلا زيادة

السؤال: 223442

هل يجوز أن يقول الشخص عند انتهاء الآذان : ” لا اله الا الله وحده لا شريك له ” ، أم هي بدعة ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

آخر جملة من جمل الآذان هي : ” لا إله إلا الله ” ، فإذا سمعها المسلم فإنه يتابع المؤذن ويقول مثله بلا زيادة عليه ، ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم يقول : اللهم رب هذه الدعوة التامة … إلى آخر الدعاء المعروف .
هكذا جاءت السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم .
فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( إِذَا سَمِعْتُمْ الْمُؤَذِّنَ فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ ، ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ ، فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا ، ثُمَّ سَلُوا اللَّهَ لِي الْوَسِيلَةَ ، فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ لا تَنْبَغِي إِلا لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ ، فَمَنْ سَأَلَ لِي الْوَسِيلَةَ حَلَّتْ لَهُ الشَّفَاعَةُ ) رواه مسلم (577) .

وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إِذَا قَالَ الْمُؤَذِّنُ : اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ فَقَالَ أَحَدُكُمْ : اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ . ثُمَّ قَالَ : أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ قَالَ : أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ . ثُمَّ قَالَ : أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ قَالَ : أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ . ثُمَّ قَالَ : حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ قَالَ : لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ . ثُمَّ قَالَ : حَيَّ عَلَى الْفَلاحِ قَالَ : لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ . ثُمَّ قَالَ : اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ قَالَ : اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ ثُمَّ قَالَ : لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ قَالَ : لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ مِنْ قَلْبِهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ ) رواه مسلم (578) .

وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ : اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ وَالصَّلاةِ الْقَائِمَةِ آتِ مُحَمَّدًا الْوَسِيلَةَ وَالْفَضِيلَةَ وَابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا الَّذِي وَعَدْتَهُ حَلَّتْ لَهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) رواه البخاري (579) .

ففي هذه الأحاديث حدَّد لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ما نقوله في متابعة المؤذن ، وما نقوله بعد الانتهاء من ذلك .

فالمشروع للمؤمن أن يقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم ويمتثل أمره ولا يقصر عن ذلك ولا يزيد عليه ، فإن ( خَيْرُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم ) رواه مسلم (867) .

فالذي يزيد على ما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم وأمرنا به يفتح على نفسه بابا عظيما من أبواب الفتن والزيغ ، وهو أن يقع في قلبه أنه فعله عبادة قصَّر عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أنه يتهم الشريعة التي أنزلها الله بأنها غير كاملة ، أو أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يبلغها كما ينبغي .

وقد قَالَ رَجُلٌ لِلإمام مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ رحمه الله : مِنْ أَيْنَ أُحْرِمُ ؟ قَالَ : أَحْرِمْ مِنْ حَيْثُ أَحْرَمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَعَادَ عَلَيْهِ مِرَارًا ، وَقَالَ : فَإِنْ زِدْتُ عَلَى ذَلِكَ ؟
قَالَ : فَلَا تَفْعَلْ ، فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكَ الْفِتْنَةَ .
قَالَ : وَمَا فِي هَذِهِ مِنْ الْفِتْنَةِ إنَّمَا هِيَ أَمْيَالٌ أَزِيدُهَا ؟
فَقَالَ مَالِكٌ : قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : ( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) [النور: 63] .
قَالَ : وَأَيُّ فِتْنَةٍ فِي هَذَا ؟
قَالَ : وَأَيُّ فِتْنَةٍ أَعْظَمُ مِنْ أَنْ تَرَى أَنَّكَ أَصَبْتَ فَضْلًا قَصَّرَ عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟! أَوْ تَرَى أَنَّ اخْتِيَارَكَ لِنَفْسِكَ فِي هَذَا خَيْرٌ مِنْ اخْتِيَارِ اللَّهِ لَكَ وَاخْتِيَارِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟! ” انتهى من ” مواهب الجليل ” (3/40) .

فالذي ينبغي للمسلم أن يتمسك بسنة النبي صلى الله عليه وسلم بلا زيادة ولا نقص ، فهي خير الهدي وأحسنه وأكمله .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android