0 / 0

لم يصح أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في رمضان عشرين ركعة وإن كان ذلك جائزا

السؤال: 221914

ما صحة هذا الحديث ، أرجو الشرح والتفصيل ؛ لأنني عندما أخبر بعض الناس بأنه ليس صحيحاً يقولون : إن الوهابيين جعلوا الأحاديث كلها ضعيفة ، وأزاحوا الكثير من الدين .
الحديث من رواية سيدنا ابن عباس رضي الله عنهما ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي في رمضان عشرين ركعة ثم يوتر )، رواه بن أبي شيبة في ” المصنف ” في المجلد الثاني صفحة 294، والبيهقي في ” سننه ” في المجلد الثاني صفحة 496، وفي ” الطبراني الكبير “، المجلد الحادي عشر صفحة 393، وابن حُميد في ” مسنده ” صفحة 218.

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولاً :

هذا الحديث يروى عن ابن عباس رضي الله عنهما ( أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي فِي رَمَضَانَ عِشْرِينَ رَكْعَةً وَالْوِتْرَ ).

رواه ابن أبي شيبة في ” المصنف ” (2/ 164)، وعبد بن حميد – كما في ” المنتخب ” (رقم653)- والطبراني في ” المعجم الكبير ” (11/393)، و” المعجم الأوسط ” (1/243)، والبيهقي في ” السنن الكبرى ” (2/698).

جميعهم من طريق أبي شيبة إبراهيم بن عثمان ، عن الحكم بن عتيبة ، عن مقسم ، عن ابن عباس .

قال الطبراني :

” لم يرو هذا الحديث عن الحكم إلا أبو شيبة ، ولا يُروى عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد ”

وأبو شيبة إبراهيم بن عثمان هذا هو الكوفي العبسي ، اتفق المحدثون على ضعف حديثه ورده، بل قال ابن المبارك : ارم به . وضعفه جدا أحمد بن حنبل ، وقال فيه أيضا : منكر الحديث ، قريب من الحسن بن عمارة ، والحسن بن عمارة متروك الحديث . وقال النسائي : متروك الحديث . وقال أبو حاتم : تركوا حديثه . ينظر ترجمته في ” تهذيب التهذيب ” (1/145).

ولذلك ضعف العلماء هذا الحديث ، فقال ابن بطال : ” إبراهيم هذا هو جد بني شيبة ، وهو ضعيف ، فلا حجة في حديثه ، والمعروف القيام بعشرين ركعة في رمضان عن عمر وعلي ” انتهى من ” شرح صحيح البخاري ” (3/141) .

وقال الزيلعي رحمه الله :

” هو معلول بأبي شيبة إبراهيم بن عثمان ، جد الإمام أبي بكر بن أبي شيبة ، وهو متفق على ضعفه … ثم إنه مخالف للحديث الصحيح عن عائشة ( ما كان يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة) ” انتهى باختصار من ” نصب الراية ” (2/153).

وضعفه كل من : ابن عبد البر في ” التمهيد ” (8/115)، والبيهقي في ” السنن الكبرى ” (2/698)، وابن الملقن في ” البدر المنير ” (4/350)، والهيثمي في ” مجمع الزوائد ” (3/173)، وابن حجر العسقلاني في ” الدراية ” (1/203)، وعده الذهبي في ” ميزان الاعتدال ” (1/48) من المناكير ، وقال ابن حجر الهيتمي  في ” الفتاوى الكبرى ” (1/195) : إنه شديد الضعف . وضعفه القسطلاني في ” المواهب اللدنية ” (3/306)، والسيوطي – كما في ” الحاوي ” (1/413) – وحكم عليه الألباني في ” السلسلة الضعيفة ” (560) بأنه موضوع .

وبهذا يتبين أن العلماء متفقون على تضعيف هذا الحديث .

ثانيا :

ثبت في صحيح البخاري وغيره أن عائشة رضي الله عنها سئلت عن قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان ، فقالت : ( ما كان يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة ) .

فهذه عائشة رضي الله عنها تخبر عن فعل الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولو كان الرسول صلى الله عليه وسلم قد صلى التراويح عشرين ركعة لم يخف ذلك على عائشة رضي الله عنها .

ثالثا :

أما عدد ركعات صلاة التراويح فقد سبق بيان ذلك في جواب السؤال رقم (82152) ، (9036).

رابعا :

أما وصف بعض الناس خصومهم بأنه وهابية فينظر في ذلك الفتوى رقم (10867) ، (120090) .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android