0 / 0

حكم قول القائل : ” يشهد الله أني تائب من الموسيقى ” ثم يعود إلى استماعها .

السؤال: 218835

ماحكم من قال يشهد الله أني تائب من الموسيقى ثم يعصي الله بسماع الموسيقى ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

قول القائل : ” يشهد الله أني تائب من الموسيقى ” ثم يعود إلى استماعها :
– إن كان قد قال ذلك وهو يعلم أنه كاذب ، وأنه لم يتب من سماع الموسيقى ، ولكنه يقول ذلك تبرئةً لنفسه وإظهاراً للتوبة وهو كاذب في ذات الأمر ، أو ليتخلص من مذمة الناس وعيبهم ، ونحو ذلك : فهذا ذنب عظيم ؛ لأنه افتراء على الله .
قال علاء الدين السمرقندي رحمه الله :
” إِذا قَالَ : ” يعلم الله أَنه فعل كَذَا ” وَهُوَ يعلم أَنه لم يفعل : اخْتلف الْمَشَايِخ فِيهِ ، وَالصَّحِيح أَنه لَا يكفر ” انتهى من ” تحفة الفقهاء ” (2/ 301) .
وجاء في ” حاشية قليوبي ” (4/ 273) :
” وَلَوْ قَالَ : يَعْلَمُ اللَّهُ أَوْ يَشْهَدُ اللَّهُ : فَإِنْ كَانَ صَادِقًا فَلَا بَأْسَ، وَإِنْ كَانَ كَاذِبًا فَحَرَامٌ ، بَلْ إنْ قَصَدَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ذَلِكَ ، وَهُوَ كَاذِبٌ فِيهِ كَفَرَ ، كَمَا قَالَهُ النَّوَوِيُّ ” انتهى .
وسئل الشيخ أبا بطين رحمه الله عن إقسام بعض الناس بقول: الله يعلم ما فعلت كذا، فقال: ” إن كان القائل صادقا في قوله فلا بأس، وإن كان كاذبا في قوله : الله يعلم ما فعلت كذا، وهو قد فعله ، أو: الله يعلم ما صار كذا ، وهو قد صار ، فهذا حرام ، ولو عرف القائل معنى قوله لكان قوله هذا كفرا ، لأن مقتضى كلامه أن الله يعلم الأمر على غير ما هو عليه ، فيكون وصفا لله بالجهل ، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ” .
انتهى من ” رسائل وفتاوى أبا بطين ” (ص 182) بترقيم الشاملة .
وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن قول بعض الناس: ” يعلم الله كذا وكذا ” ؟
فأجاب : ” قول: ” يعلم الله ” هذه مسألة خطيرة، حتى رأيت في كتب الحنفية أن من قال عن شيء : يعلم الله والأمر بخلافه صار كافرا خارجا عن الملة، فإذا قلت: ” يعلم الله أني ما فعلت هذا ” وأنت فاعله فمقتضى ذلك أن الله يجهل الأمر ، ” يعلم الله أني ما زرت فلانا ” وأنت زائره صار الله لا يعلم بما يقع ، ومعلوم أن من نفى عن الله العلم فقد كفر .
والحاصل أن قول القائل: ” يعلم الله ” إذا قالها والأمر على خلاف ما قال فإن ذلك خطير جدا وهو حرام بلا شك .
أما إذا كان مصيبا ، والأمر على وفق ما قال فلا بأس بذلك ؛ لأنه صادق في قوله ولأن الله بكل شيء عليم ” انتهى من ” مجموع فتاوى ورسائل العثيمين ” (3/ 141) .
– وإن قال : ” يشهد الله أني تائب من الموسيقى ” وهو تائب فعلا ، صادق فيما يقول ، ثم غلبته نفسه فاستمع إليها ، فلا شيء عليه في قوله هذا ، لأنه صادق حين قاله ، إلا أنه آثم بمعاودة استماعها ، وعليه أن يجدد التوبة .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
” فإن قال قائل : عزم ألا يعود – إلى الذنب – لكن غلبته نفسه فعاد : هل تبطل توبته الأولى ؟ فالجواب : لا تبطل توبته الأولى لأنها تحققت التوبة بعزمه ألا يعود ، وهذا هو الشرط وليس الشرط ألا يعود بل العزم على أن لا يعود ، وبينهما فرق ظاهر ، فإذا تاب إلى الله من ذنب توبة نصوحاً ثم عاد إليه فإن توبته الأولى لا تبطل ، لكن يجب عليه أن يجدد توبته من فعل الذنب مرة أخرى ” انتهى من ” فتاوى نور على الدرب ” (24/ 2) بترقيم الشاملة .
– هذا إذا قاله على سبيل الإخبار ، أما إذا قال ذلك ، يقصد قطع العهد على نفسه ، ويشهد الله على ما عاهد الله عليه : فحكمه حكم النذر .
والنذر إذا كان المقصود منه ما يقصد باليمين وهو الحث على فعل شيء معين أو عدم فعله فحكمه حكم اليمين . فإذا لم يف به وجبت كفارة اليمين .
انظر جواب السؤال رقم : (20419) ، (38934) .
والله تعالى أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android