نشكر الله لك هذا الشعور الطيب تجاه زميلاتك .
أوصيك أختي السائلة بالتالي :
أولا :
من الطبيعي جدا أن يحصل بين الزملاء في العمل بعض المشكلات ، لاسيما إذا انضم إليهم شخص جديد لا يعرفونه يجعلهم يشعرون بتوجس وتخوف من وجوده معهم ، بل إن بعض الشخصيات تظن أنه سيحل محلها ، ولعل هذا ما كانت تشعر به تلك الزميلة .
ثانيا:
من خلال ما ذكرت لم يتبين لي أنك ظالمة ، ولست مظلومة أيضا، والذي ينقصك هو فهم شخصية هذه الزميلة والتعامل معها بالأسلوب الذي يناسبها.
ثالثا:
الذي يظهر لنا أن ما فعلتيه غير صحيح فكثير من الناس – للأسف- يزعجهم جدا مواجهتهم بأخطائهم ، وينفرون ممن يفعل هذا معهم ، وهناك احتمال أن تكون تلك الأخطاء هي أخطاء من وجهة نظرك أنت ، أو هذا الذي كنت تظنين مع أن الأمر لم يكن كذلك ، وأن تصرفات تلك الزميلة قد يكون لها ما يبررها ، أو هي مجرد اختلاف في وجهات النظر ، وقد كان الأولى أن تخففي تواصلك معها تدريجيا حتى تصبح علاقتك بها عادية ، وأن لا تصاريحها ما دمت تعلمين أن ذلك سيؤثر فيها، فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْها : " أَنَّ رَجُلًا اسْتَأْذَنَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : ( ائْذَنُوا لَهُ ، فَلَبِئْسَ ابْنُ الْعَشِيرَةِ أَوْ بِئْسَ رَجُلُ الْعَشِيرَةِ ) [الْمُرَاد بِالْعَشِيرَةِ قَبِيلَته], أَيْ بِئْسَ هَذَا الرَّجُل مِنْهَا ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ أَلَانَ لَهُ الْقَوْلَ .
قَالَتْ عَائِشَةُ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قُلْتَ لَهُ الَّذِي قُلْتَ ، ثُمَّ أَلَنْتَ لَهُ الْقَوْلَ ، قَالَ : ( يَا عَائِشَةُ إِنَّ شَرَّ النَّاسِ مَنْزِلَةً عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ وَدَعَهُ أَوْ تَرَكَهُ النَّاسُ اتِّقَاءَ فُحْشِهِ ).
رواه البخاري (6131) ، ومسلم (2591).
( اتقاء فحشه) أي لأجل قبيح قوله وفعله .
والنصيحة لك أختي الكريمة أن تحافظي على قدر من العلاقة والمحبة والمودة مع تلك الزميلة من غير أن تتعمقي في تلك العلاقة ، واحرصي على الصحبة الصالحة التي تقربك إلى الله وتزيدك هدى وصلاحا.
والله أعلم .