0 / 0

لم تكمل العمرة ، وحلفت ألا تؤديها إلا بعد بلوغها الأربعين

السؤال: 184729

قبل أكثر من خمس سنوات ذهبنا أنا وأمي وأبي وأخي لنعتمر ، ومع دخولنا للحرم قال والدي سأصلي العشاء ، وذهب هو وأخي وانتظرناه أنا وأمي وغاب ، ربما ساعتين أو أكثر ، لا أذكر
لكننا تعبنا من انتظارهما ، وأمي خافت عليهما ، ولم تكن معنا جوالات ، وأنا لا أعرف كيف أعتمر، أتي أبي أخيرا وكنا متعبين غاية التعب من الازدحام الشديد ، قلنا لأبي أين كنت قال : لقد اعتمرت ، لماذا لم تعتمروا ؟ قلنا كنا ننتظرك ، لم نعلم أنك تريدنا أن نعتمر ، وأنت لم تقل لنا ؟ وغضب أبي لأنه متعبا ، لأننا كنا قادمين من القصيم ، وذهبنا لأهل أمي في مكة ولم نعتمر ، فما الحكم ، وماذا علينا ؟
أيضا ؟ كنت وقتها أدرس في الثانوي ، ومن شدة التعب وضيق التنفس من الازدحام واصطدام النساء بي : غضبت ، وحلفت ألا أعتمر إلا وأنا في الأربعين من عمري ، أنا الآن أريد أن أعتمر ، فماذا أفعل ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولاً :
من الأخطاء التي يقع فيها بعض الناس : أنه لا يسأل عما وقع له إلا بعد مضي زمن طويل ، وهذا يدل على تفريطه ؛ إذ الواجب أن يبادر بالسؤال حتى يستدرك ما يمكن استدراكه .

ثانياً :
من أحرم بنسك – حج أو عمرة – لزمه إتمامه ، ولا يجوز له قطع ذلك النسك قبل إكماله ؛ لقول الله تعالى : ( وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ) البقرة / 196 .

فكان الواجب عليكِ وعلى والدتك في ذلك الوقت الاعتمار وعدم طاعة الوالد في ترك العمرة .

وعليه : فالواجب الآن العودة إلى مكة لإتمام العمرة ، والإتيان بالطواف والسعي وتقصير الشعر ، وبهذا يحصل التحلل من العمرة .

كما يلزمكما البعد عن محظورات الإحرام من الطيب وقص الشعر والأظافر ولبس القفازين والنقاب وعقد النكاح والجماع ومقدماته .

ولو فرض أنكما وقعتما في شيء من هذه المحظورات جهلا أو نسيانا ، فلا شيء عليكما .
وأما من قصر في السؤال ، أو علم أن عليه شيئا ، ولم يسأل عما عليه بالضبط ، أو علم أنه أخطأ بترك إكمال عمرته ، وأنه كان يلزمه الإتمام ، فلم يفعل : فهذا عليه فدية لكل محظور من محظورات الإحرام التي ارتكبها ، قبل أن يؤدي عمرته التي كان أنشأها ، ويتحلل منها على وجه صحيح .
وللفائدة ينظر جواب السؤال رقم : (104178) .
وإذا كنت قد تزوجت في خلال هذه الفترة ، فيجب تجديد عقد النكاح على زوجك ، فيعقد لك وليك على زوجك ، بحضور شاهدين ؛ لأنك كنت على إحرامك ، إلى أن تأتي بالعمرة كاملة .
وينظر جواب السؤال رقم (176422) .

ثالثاً :
أما قولك ( حلفت ألا اعتمر إلا وأنا في الأربعين من عمري ) ، فهذا لا يشمل عمرتك التي لم تكمليها ؛ لأنها قد وقعت قبل الحلف .

وأما إذا أردت أن تعتمري عمرة أخرى قبل بلوغ سن الأربعين ، فيلزمك في هذه الحال كفارة يمين ؛ لقوله عليه الصلاة والسلام : ( مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ ، فَرَأَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا ، فَلْيَأْتِ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ ، وَلْيُكَفِّرْ عَنْ يَمِينِهِ ) رواه مسلم (1650) .
ولا ينبغي لك أن تجعلي تلك اليمين مانعة لك من الإتيان بطاعة الله ، وأدبي نفسك على ترك مثل ذلك فيما بعد ، فليس من الحكمة ولا من العقل في شيء أن يدع المسلم غضبه يحمله على مثل ذلك ، وربما حلف على يمين ، أو قال شيئا ، أو فعل شيئا لأجل غضبه ، ثم يندم بعد ذلك ، لكن بعدما يكون الوقت قد فات ، ولم يمكن استدراك ما فعله .

والله أعلم

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android