0 / 0
45,30431/10/2012

حكم تخصيص دعاء معين للإنجاب

السؤال: 184622

ما حكم تخصيص مثل هذا الدعاء للحمل :
” اللهم إني أسألك لك الحمد ، لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك ، بديع السموات والأرض يا ذا الجلال والإكرام ، يا حي يا قيوم لا إله إلا أنت ، سبحان الله رب العرش العظيم ، اللهم أسألك باسمك الأعظم ، ورضوانك الأكبر ، اللهم إني أسألك باسمك الطاهر الطيب المبارك الأحب إليك ، الذي إذا دعيت به أجبت ، وإذا سئلت به أعطيت ، وإذا استرحمت به رحمت ، وإذا استفرجت به فرجت ، أن تيسر أمرنا ، ياالله أنت الشافي المعافي ، أنت المعطي الكريم السميع البصير ، القادر القدير أنت الرحمن الرحيم الجبار الحي القيوم ذو الجلال والإكرام ، اللهم أسألك بقدرتك اللي قدرت بها على جميع خلقك ، وأسألك اللهم برحمتك التي وسعت كل شيء ، اللهم يا فارج الهم ، يا كاشف الغم ، يا ربنا ورب كل شيء ومليكه ، سبحانك تباركت وتعاليت ، اللهم يا فعالا لما تريد ، يا مجيب دعوة المضطر إذا دعاك ، يا من تقول للشيء كن فيكون ، اللهم يا ذا العرش العظيم ، يا قوي يا رحمن ، يا قادرا على كل شيء ، أنت القادر وحدك ، والأطباء لا يقدرون ، أنت العالم سبحانك وغيرك لا يعلم ، تعلم ما في الأرحام ، اللهم ارزقني وارزق أخواتي في الله بالذرية الصالحة ، اللهم أقر أعيننا بالحمل عاجلا غير آجل يا رب العالمين ، من لنا غيرك ندعوه ونرجوه ، عبيدك سوانا كثير وليس لنا رب سواك ندعوه ، اللهم لا تحرمنا من الذرية الصالحة ، اللهم ارزقني وارزق أخواتي في الله بالذرية الصالحة ، رب ذرية نرزق برها ، اللهم أسألك ذريه نرزق برها ، اللهم استجب دعائنا وتقبله منا ومن المسلمين ، اللهم آمين
لا إله إلا أنت ، سبحان الله رب العرش العظيم ، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..”

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

الدعاء من أجلّ العبادات وأفضل القربات ، به يكشف الله الضر ، ويجيب المضطر ، ويرفع البلاء ، ويقضي الحاجات ، ويعين على الطاعات .
روى أبو داود (1479) والترمذي (2969) – واللفظ له – عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : ( وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) قَالَ : ( الدُّعَاءُ هُوَ العِبَادَةُ ) ، وصححه الألباني في “صحيح الترمذي” .
فعلى العبد أن يلجأ إلى ربه في كل ما يهمه من أمر الدنيا والآخرة ، ويدعوه في كل مقام بما يناسب حاجته ، وخير ما يحرص عليه العبد في ذلك الدعاء بجوامع الكلم مما ورد في كتاب الله وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .

أما اختراع أدعية مخصوصة لأحوال معينة ، والاعتقاد بأنها تحقق المراد ، وتعين على المطلوب ، وإرشاد الناس إلى التزامها كما تلتزم الأوراد الشرعية : فهو من التشريع في دين الله بما لم يأذن به الله ، وأقل ما فيه أنه يصرف عن الدعاء المشروع الثابت بالنصوص .
وقال القاضي عياض رحمه الله : ” أذن الله في دعائه ، وعلَّم الدعاءَ في كتابه لخليقته ، وعلَّم النبيُّ صلى الله عليه وسلم الدعاءَ لأمَّته ، واجتمعت فيه ثلاثةُ أشياء : العلمُ بالتوحيد ، والعلم باللغة ، والنصيحة للأمَّة ، فلا ينبغي لأحدٍ أن يعدلَ عن دعائه صلى الله عليه وسلم ، وقد احتال الشيطانُ للناس من هذا المقام ، فقيَّض لهم قومَ سوء يخترعون لهم أدعيةً يشتغلون بها عن الاقتداء بالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ” انتهى من “الفتوحات الربانية” – لابن علان (1/17)

وقال القرطبي رحمه الله :
” فعلى الإنسان أن يستعمل ما في كتاب الله وصحيح السنة من الدعاء ويدع ما سواه ، ولا يقول أختار كذا ؛ فإن الله تعالى قد اختار لنبيه وأوليائه وعلمهم كيف يدعون ” انتهى من “الجامع لأحكام القرآن” (4 /231) .

وقد سئل شيخ الإسلام رحمه الله عمن يقول : أنا أعتقد أن من أحدث شيئا من الأذكار غير ما شرعه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصح عنه أنه قد أساء وأخطأ ؛ إذ لو ارتضى أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم نبيه وإمامه ودليله لاكتفى بما صح عنه من الأذكار . فعدوله إلى رأيه واختراعه جهل وتزيين من الشيطان وخلاف للسنة ؛ إذ الرسول صلى الله عليه وسلم لم يترك خيرا إلا دلنا عليه وشرعه لنا ، ولم يدخر الله عنه خيرا ؛ بدليل إعطائه خير الدنيا والآخرة ؛ إذ هو أكرم الخلق على الله فهل الأمر كذلك أم لا ؟ .
فأجاب :
” الحمد لله ، لا ريب أن الأذكار والدعوات من أفضل العبادات ، والعبادات مبناها على التوقيف والاتباع لا على الهوى والابتداع ، فالأدعية والأذكار النبوية هي أفضل ما يتحراه المتحري من الذكر والدعاء ، وسالكها على سبيل أمان وسلامة ، والفوائد والنتائج التي تحصل : [ أمر ] لا يعبر عنه لسان ولا يحيط به إنسان ، وما سواها من الأذكار قد يكون محرما ، وقد يكون مكروها ، وقد يكون فيه شرك مما لا يهتدي إليه أكثر الناس ، وهي جملة يطول تفصيلها ، وليس لأحد أن يسن للناس نوعا من الأذكار والأدعية غير المسنون ، ويجعلها عبادة راتبة يواظب الناس عليها كما يواظبون على الصلوات الخمس ؛ بل هذا ابتداع دين لم يأذن الله به ، بخلاف ما يدعو به المرء أحيانا من غير أن يجعله للناس سنة ، فهذا إذا لم يعلم أنه يتضمن معنى محرما لم يجز الجزم بتحريمه ، لكن قد يكون فيه ذلك والإنسان لا يشعر به … وأما اتخاذ ورد غير شرعي واستنان ذكر غير شرعي : فهذا مما ينهى عنه ، ومع هذا ففي الأدعية الشرعية والأذكار الشرعية غاية المطالب الصحيحة ونهاية المقاصد العلية ، ولا يعدل عنها إلى غيرها من الأذكار المحدثة المبتدعة إلا جاهل أو مفرط أو متعد ” انتهى من “مجموع الفتاوى” (22 /510-511)

والحاصل :
أنه لا يجوز تداول هذا الدعاء والتواصي به على أنه دعاء مشروع لهذا الغرض ، أو أنه محصل لمطلوبه .
وإذا دعا به المرء في نفسه ، كما يدعو بغيره من الأدعية ، فلا حرج فيه ، ولا يظهر فيه مخالفة شرعية ، وإن كان فيه نوع من التكلف ، والتطويل والتشقيق الذي لا يحتاج له ، ولا هو مما يفضل في مقام الدعاء ، وإذا قارنا ما ذكرناه في هذا الدعاء ، بدعاء شرعي مبارك لهذا المقام ، تبين لنا بركة ما في الحرص على الأدعية الشرعية المأثورة ؛ قال الله تعالى في دعاء زكريا عليه السلام : ( رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ ) !!

والمشروع أن يدعو الراغب في الولد بما يناسب رغبته ، وبما يتفق له من كلمات الدعاء ، دون أن يخترع دعاء معينا يواظب عليه أو يدعو إليه ، أو يتابع أحدا عليه .

راجع إجابة السؤال رقم (36902) ، (146569) .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android