0 / 0

تستغفر للمسلمين والمسلمات لأن أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس .

السؤال: 181734

هل يصلح أن أستغفر للمسلمين والمسلمات بنية أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس ؟ وهل يصلح أن أستغفر للوالدين بنية برهم ؟
لأني أقول : أفضل شيء لهم الحسنة ، مع العلم في بعض الأحيان لا أستطيع السيطرة على غضبي ، فأحاول أن أخفف الجلوس معهم ، وأنا أريد البر في نفس الوقت ، فأستغفر لهم ، وكذلك صلة لأرحامي كالأعمام ، إن كنت خجولة ، وأمي بيتوتية ، وهم ليسوا أقاربها ، فلا أستطيع الذهاب لوحدي بسبب مشكلة الرهاب الاجتماعي .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
الاستغفار للمسلمين والمسلمات أمر محبوب مندوب إليه ، يقول الله عز وجل : ( وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ) محمد/19 ، وهذا وإن كان خطابا للنبي صلى الله عليه وسلم ، فإن الأصل هو الاقتداء به ، لقوله تعالى : ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ) الأحزاب/19.
قال ابن عطية في تفسيره (5/116) : ” وواجب على كل مؤمن أن يستغفر للمؤمنين والمؤمنات ، فإنها صدقة ” انتهى .
وقد قص الله عن نوح عليه السلام قوله : ( رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ) نوح/28 ، ولنا في أنبياء الله أسوة وقدوة ، قال الله تعالى : ( أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ) الأنعام/90 .
وعن ابن جريج قال : ” قلت لعطاء : أستغفر للمؤمنين والمؤمنات ؟ قال: ” نعم ، قد أُمر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك ، فإن ذلك الواجب على الناس ، قال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم : ( وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ) ” . رواه عبد الرزاق في ” المصنف ” (3122) .
ولا شك أن الاستغفار للمسلمين نفع لهم ، ومن فعل ذلك فهو على خير، كما جاء في الحديث : ( خير الناس أنفعهم للناس ) رواه الضياء المقدسي ، وصححه الألباني في ” الصحيحة ” (426) .
ولا شك أيضا أن الاستغفار للوالدين من البر بهما ، فإن البر يشمل أنواع الخير ، والدعاء للوالدين من الخير .
ولمعرفة صيغ الاستغفار راجعي إجابة السؤال (39775) .
ثانيا :
عليك أيتها الأخت أن تكظمي غيظك ، وأن تصبري على ما قد تلاقينه من والديك ، وتذكري فضلهما عليك في حال الصغر ، فإن ذلك مما يعينك على برهما في حال الكبر .
ولا شك كذلك أن الاستغفار للأقارب يعد من الخير والبر ، وهو من صلة الرحم أيضا ، قال ابن أبي جمرة رحمه الله : ” تكون صلة الرحم بالمال ، وبالعون على الحاجة ، وبدفع الضرر ، وبطلاقة الوجه ، وبالدعاء ، والمعنى الجامع : إيصال ما أمكن من الخير ، ودفع ما أمكن من الشر بحسب الطاقة ” انتهى ، من ” فتح الباري ” (10/418) .
لكن إن استطاع الإنسان أن يصل رحمه بالزيارة ، وصنائع المعروف ، فهو أفضل ، لأن معنى الصلة متحقق فيها أكثر من غيرها ، ولما يمكن أن يقارنها من أمور البر ، كالسلام ، والمصافحة ، وطلاقة الوجه ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، ومعرفة حاله إن كان ذا حاجة ، فيعان بالصدقة .
وما ذكرت من عدم قدرتك على زيارة أقاربك ، عليك التغلب عليه ، واستعيني بالله على ذلك ، وابدئي شيئا فشيئا ، حتى يكون الأمر لديك معتادا .
فإن غلب على ظنك حصول ضرر عليك في نفسك ، أو دينك : فليس عليك حرج في أن تدعي ما فيه مضرة عليك ، مع اجتهادك في تحصيل ما يمكنك من معاني البر والصلة .
وهكذا نرجو أن تكوني معذورة إن شاء الله ، إذا لم تجدي من يصحبك في زيارة لأقربائك ، وشق عليك أن تزوريهم بمفردك .
على أن هذا بطبيعة الحال : يختلف عن حكم الوالدين ؛ فالوالدان لهم من حق الصلة ، والصحبة ، والعشرة والبر ، ما ليس لغيرهما ؛ وليس لك أن تتركي صحبتهما ، أو الجلوس معهما بحجة ما تخافين من الضرر ، أو تشعرين به من الضيق .
وبإمكانك استشارة أهل الاختصاص إذا كنت تعانين حقيقة من الرهاب الاجتماعي .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android