0 / 0

كيف تعرف المستحاضة هل الخارج منها بعد الاستيقاظ من النوم مني أو لا ؟

السؤال: 178795

أنا مستحاضة وأستيقظ أحيانا وأجد دما لزجا ، فأشك إن كان هو مني مختلط بدم أولا , فكنت أغتسل كثيرا تقريبا 3مرات في الأسبوع وقد تزيد أحيانا .
واليوم نمت قبل الفجر بحوالي ساعتين وكان نوما غير مستقر جدا ، بل كنت كثيرة التقلب وكنت أحس برطوبة من قبل أن أنام ، ولما استيقظت وجدت دما لزجا أيضا ، وكنت في اليوم الذي قبله وجدت ما يشابه هذا الدم ، فاغتسلت ذلك اليوم لأنه قد يكون منيا، لكن في هذا اليوم لم أغتسل ، فقد أصابتني المشقة والبرد شديد ، ولست متأكدة من كونه منيا ، بالإضافة إلى عدم استغراقي الشديد في النوم ، وكذا تكرر هذا الأمر معي لأكثر من مرة ، وعدم وجود رائحة المني ولا أذكر في نومي احتلاما .
كل هذا جعلني اغلب جانب الطهارة وأنه ليس بمني ولذلك لم أغتسل ، فهل فعلي صحيح ؟ أرشدوني أثابكم الله ، مع العلم أني كلما استيقظت غالبا وجدت الدم اللزج ينزل مني فيصيبني الحرج هل أغتسل أم لا ، خاصة أن صفات المني لا تتبين يسبب الدم ، وحتى أهلي يستغربون مني كثرة اغتسالي ، فما هو الفعل الصحيح ؟
جزاكم الله خيرا .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
مَنِيّ المرأة معروف بلونه ورائحته ، فهو أصفر رقيق له رائحة كرائحة طلع النخل أو العجين ، تشعر المرأة بالفتور بعد خروجه .
قال النووي رحمه الله :
” وَأَمَّا مَنِيّ الْمَرْأَة فَهُوَ أَصْفَر رَقِيق , وَقَدْ يَبْيَضّ لِفَضْلِ قُوَّتِهَا , وَلَهُ خَاصِّيَّتَانِ يُعْرَف بِوَاحِدَةٍ مِنْهُمَا : إِحْدَاهُمَا : أَنَّ رَائِحَته كَرَائِحَةِ مَنِيّ الرَّجُل ، وَالثَّانِيَة التَّلَذُّذ بِخُرُوجِهِ وَفُتُور شَهْوَتهَا عَقِب خُرُوجه ” انتهى من “شرح النووي على مسلم” (3 /223) .
ومعلوم أن المرأة يخرج منها عادة إفرازات طبيعية ، وهي التي يطلق عليها كثيرا ” رطوبة فرج المرأة ” .
جاء في “الموسوعة الفقهية” (32 /85) : ” رُطُوبَةُ فَرْجِ الْمَرْأَةِ هِيَ مَاءٌ أَبْيَضُ مُتَرَدِّدٌ بَيْنَ الْمَذْيِ وَالْعِرْقِ يَخْرُجُ مِنْ فَرْجِ الْمَرْأَةِ ” انتهى.

فإن كان هناك إفرازات اختلطت بالدم فإذا تبين بعد قيامك من النوم أنها تشبه أوصاف المني المتقدمة ، سواء بلونها أو رائحتها أو الشعور بالفتور الذي يحصل عادة بعد نزول المني ، فهو مني يجب الاغتسال منه ، وإذا لم يتبين شيء من ذلك ، وخاصة مع حصول ذلك كثيرا وتكراره فهذا الدم اللزج الذي ترينه بعد قيامك من النوم ، الراجح أنه دم استحاضة اختلط بما ينزل عادة من إفرازات طبيعية من الفرج .
ولمعرفة حكم رطوبة الفرج تراجع إجابة السؤال رقم (44980) .

ثانيا :
إذا رأى الرجل أو رأت المرأة بعد النوم بللا : فإما أن يكون منيا بيقين ، أو يكون ليس بمني يقينا أو يكون على الشك ، وعند حصول الشك نعمل بالراجح منه .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
” إذا استيقظ الإنسان فوجد بللا ، فلا يخلو من ثلاث حالات :
الحال الأولى : أن يتيقن أنه مني، فيجب عليه حينئذ الاغتسال سواء ذكر احتلاما أم لم يذكر .
الحال الثانية : أن يتيقن أنه ليس بمني ، فلا يجب عليه الغسل في هذه الحال، ولكن يجب عليه أن يغسل ما أصابه ، لأن حكمه حكم البول.
الحال الثالثة : أن يجهل هل هو مني أم لا ؟ ففيه تفصيل :
أولا : إن ذكر أنه احتلم في منامه ، فإنه يجعله منيا ويغتسل ؛ لحديث أم سلمة رضي الله عنها حين سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن المرأة ترى في منامها ما يرى الرجل، هل عليها غسل ؟ قال: ( نعم إذا هي رأت الماء ) ، فدل هذا على وجوب الغسل على من احتلم ووجد الماء.
ثانيا : إذا لم ير شيئا في منامه ، فإن كان قد سبق نومه تفكير في الجماع جعله مذيا .
وإن لم يسبق نومه تفكير ، فهذا محل خلاف : قيل : يجب عليه الغسل احتياطا .
وقيل : لا يجب ، وهو الصحيح لأن الأصل براءة الذمة ” .
انتهى “مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين” (11 /159) .

وحيث إنه لا يخرج منك إلا الدم اللزج ، ولا تشعرين عادة بعد خروجه بالفتور المعروف بعد الإنزال ، ويخرج أحيانا منك بعد نوم غير مستغرق ، ويخرج منك كثيرا ، وتشعرين – أيضا – برطوبة في الموضع قبل النوم : فالراجح أنه لم يحصل احتلام ، ولم ينزل مني أصلا ، فلا يجب عليك الاغتسال ، وخاصة أن مني المرأة ليس بلزج .

والذي ننصح به الذهاب إلى أخصائية لعرض هذه المشكلة عليها ، لتتبين حقيقة هذه الإفرازات الخارجة من الفرج المختلطة بالدم ، والذي نعرفه أن هذه الإفرازات لها أسباب متعددة ، وقد تخرج باللون الأبيض أو الأصفر أو غير ذلك .
وينظر إجابة السؤال رقم (156033) .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android